قوات إسرائيلية في هضبة الجولان.(أرشيف)
قوات إسرائيلية في هضبة الجولان.(أرشيف)
الأحد 4 نوفمبر 2018 / 12:11

بعد القدس..إسرائيل تصوّب على الجولان

أقدمت إسرائيل، في 1981، على خطوة أحادية الجانب بضم مرتفعات الجولان التي استولت عليها في حرب الأيام الستة، عام 1967. ولمدة ستة أشهر، قاوم سكان المرتفعات، ومعظمهم من الدروز السوريين، تلك الخطوة.

فريدمان وكورتزر وآخرين ممن يولون الأمن الإسرائيلي الأولوية القصوى على حساب أمن باقي المنطقة، لا يأخذون بعين الاعتبار مصير 130 ألف سوري أجبروا على الانتقال من الجولان، أو طردوا منها

لكن وفق ما أشارت إليه، في موقع "فورين أفيرز" زينة الآغا، زميلة معنية بالسياسة الأمريكية لدى مركز الشبكة الفلسطيني، لم تنفع تلك الاحتجاجات، واستياء المجتمع الدولي، في وقف إسرائيل عن بناء مستوطنات وكيبوتسات، وحتى مصانع للنبيذ ومنتجع للتزلج في المنطقة.

أهمية استراتيجية
وتقول كاتبة المقال إنه بالرغم من صغر مساحة مرتفعات الجولان، لكنها تمتاز بموقع استراتيجي هام، إذ تقع على مسافة 45 كيلومتراً غرب دمشق، وتطل على جنوب لبنان، وشمال إسرائيل ومعظم أنحاء جنوب سوريا.
واليوم، خطت إسرائيل خطوة إضافية عبر مطالبتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف رسمياً بمرتفعات الجولان كأرض إسرائيلية. وبالنظر لاعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لإسرائيل، في ديسمبر(كانون الأول) 2017، فضلاً عن الانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية، ترى الحكومة اليمينية في إسرائيل أن الفرصة مواتية لها اليوم.

امتداد طبيعي
وتلفت كاتبة المقال إلى اعتبار إسرائيل طلبها للاعتراف بالجولان، امتداداً طبيعياً لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما تأكد من خلال جلسة استماع في الكنيست عقدت في يوليو(تموز) الماضي، وحملت عنوان "من السفارة الأمريكية في القدس إلى اعتراف متوقع بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان".
ولكن، حسب الكاتبة، أرسلت إدارة ترامب إشارات متضاربة بشأن القضية. فقد قال ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، في سبتمبر(أيلول) الماضي: "لا أستطيع تخيل أن مرتفعات الجولان ليست جزءاً من إسرائيل إلى الأبد". ولكن قبل أقل من شهر، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون" لم تحصل أية مناقشات بشأن ذلك الاعتراف".

تبعات بعيدة المدى

وبرأي الكاتبة، سيكون لقرار واشنطن بشأن هذه القضية تبعات بعيدة المدى. وعلى رغم أن الاعتراف الأمريكي بمرتفعات الجولان المحتلة لن يحظى بشرعية دولية، فهو سيهدد الاستقرار الإقليمي، وسوف يرسخ خنق إسرائيل للأراضي المحتلة. كما ورغم التبعات الاستراتيجية ومسألة الأمن الإقليمي، هناك قضية أكثر أهمية، وتكمن في غزارة الموارد الطبيعية، وخاصة المائية، في مرتفعات الجولان. ولذا أصبح احتلالها بمثابة مورد لا يقدر بثمن بالنسبة لإسرائيل، طوال العقود الأخيرة.

هاجس أمني
وتشير كاتبة المقال إلى أن هاجس إسرائيل الأمني هو ما دفعها لنيل الاعتراف الأمريكي بأن المرتفعات أرض إسرائيلية.

وتصدرت مرتفعات الجولان عناوين الصحف العالمية خلال السنوات الأخيرة في إطار الحرب الأهلية السورية. فقد امتدت الحرب مرحلياً نحو المرتفعات، وأسقطت قوات إسرائيلية طائرة سورية في يوليو(تموز)، وتسببت بإسقاط أخرى روسية في سبتمبر(أيلول).

ويدعي من يرغبون ببقاء الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية، كالسفير الأمريكي فرديمان، وسلفه دانييل كورتزر، بأن الأطراف المتحاربين، بما فيهم الرئيس السوري بشار الأسد، والروسي فلاديمير بوتين وإيران وداعش، يمثلون خطراً وجودياً على إسرائيل، التي تحتاج إلى مرتفعات الجولان كمنطقة عازلة للدفاع عن نفسها.

انحياز
وترى كاتبة المقال أن أمثال فريدمان وكورتزر وآخرين ممن يولون الأمن الإسرائيلي الأولوية القصوى على حساب أمن باقي المنطقة، لا يأخذون بعين الاعتبار مصير 130 ألف سوري أجبروا على الانتقال من الجولان، أو طردوا منها عند بداية الاحتلال الإسرائيلي للجولان في 1967، ولا كيفية التعامل مع قرابة 26,000 سوري بقوا في مساكنهم في المنطقة، ومعظمهم من أبناء الطائفة الدرزية.

حجة
وتقول الكاتبة إن إسرائيل تتذرع اليوم بحجة الاضطرابات في سوريا المجاورة كي ترسخ مزاعمها بالسيادة فوق مرتفعات الجولان الغنية بمياهها ومواردها الطبيعية وتربتها الخصيبة.