الرهينة الإيطالي أليساندرو ساندريني قبل إعدامه من قبل عناصر التنظيم (أرشيف)
الرهينة الإيطالي أليساندرو ساندريني قبل إعدامه من قبل عناصر التنظيم (أرشيف)
الإثنين 5 نوفمبر 2018 / 16:05

منظمة أمريكية تسأل.. هل نغفر لداعش؟

24- نيفين الحديدي

هل يجب أن نغفر لداعش جرائمه؟ سؤال طرحته منظمة أمريكية تعليقاً على فيديو نشر على قناة يوتيوب يظهر فتاة مسيحية من العراق تدعى مريم، والتي تتحدث فيه عن مشاعرها بعد أن تم تدمير منزلها بالكامل على يد التنظيم الإرهابي.

المغفرة تتطلب أولاً فعل التوبة من قبل الشخص الذي يسعى إلى الغفران وهذا ليس موجوداً عند تنظيم داعش

وفي المقابلة التي أجرتها شبكة "7- SAT" مع الطفلة مريم، تقول، إنها "ممتنة لله لمنعه داعش من قتلها وعائلتها، كما تحدثت عن مشاعرها تجاه عناصر التنظيم الذين طردوها من منزلها، قائلة: "لن أفعل أي شيء لهم، فقط أسأل الله أن يغفر لهم".

وقالت منظمة كلاريون الأمريكية، ومقرها في واشنطن، اليوم الإثنين، إنها نشرت استطلاعاً للرأي طرحت فيه السؤال التالي: هل يجب علينا أن نغفر لداعش؟، فجاءت النتائج:

86 % قالوا (لا)
14 % قالوا (نعم)

وتفاعل آخرون مع السؤال بتعليقات غالبيتها تقول: "أبداً".

التوبة ثم المغفرة
ومن جهتها، ردت منظمة كلاريون في تقرير نشرته اليوم، إن "المغفرة تتطلب أولاً فعل التوبة من قبل الشخص الذي يسعى إلى الغفران، وهذا ليس موجوداً عند تنظيم داعش".

تقول المنظمة إنه "يجب أن يتم إعدام جميع عناصر داعش بالطريقة التي يقتلون بها ضحاياهم، يجب تقديمهم إلى المحكمة ومعاقبتهم على جرائمهم".

وتضيف "لا يجب أن نثق بأي شيء يقولونه أو يعدون به، ولا ينبغي أن نتفاوض أو نبرم المعاهدات مع عناصر داعش"، وفق المنظمة.

طرق خسيسة
فالمغفرة يمكن منحها فقط من قبل الشخص الذي تعرض للظلم، وذلك بعد أن يطلب الجاني المغفرة من الله أولاً من خلال التوبة، والغفران لعناصر داعش سيجعلهم يكررون أفعالهم وجرائمهم، حسب التقرير.

وقالت كلاريون، إن "داعش مستمر بأعماله الشريرة، يقتلون بأكثر الطرق الخسيسة، من اغتصاب وتشويه وتدريب الأطفال على قطع الرؤوس بالسكاكين الحادة، هذا الشر والكراهية هي جرائم حرب يجب أن تتم محاكمتها".

التسامح "جنون"
وأكدت المنظمة الأمريكية ضد الإسلام المتطرف، أن "الغضب وليس الغفران هو ما سيهزم تنظيم داعش"، وقالت إن "الحضارة في حالة حرب من أجل البقاء والتسامح مع العنف هو "جنون"، مضيفة أن "الدين يشجع الضحايا على البقاء في موقع الضحايا".

ولفتت إلى أن "داعش ليس شخصاً، بل هو إيديولوجية ومنظمة إرهابية. لا يمكننا أن نغفر، لأن لا أحد في التنظيم يمكنه أن يتوب، لذا يجب أن يتم تحريمه وتدميره، يجب ألا يأتي الغفران على حساب العدالة. يجب أن يسير العدل والمغفرة جنباً إلى جنب، وإلا فإننا نعزز الشر".

وفي الكتاب المقدس فقط الشخص الذي تعرض للإساءة يمكن أن يمنح المغفرة، بعد أن يطلب الجاني المغفرة من الله ويتوب إليه ويغير طريقه، أي شيء آخر فإنه يندرج تحت العاطفة ولا علاقة له بالله، وفق التقرير.