الثلاثاء 6 نوفمبر 2018 / 11:07

صحف عربية: حزب الله يعطل الحكومة اللبنانية بقرار إيراني

24 - إعداد: حسين حرزالله

يحاول حزب الله اللبناني، تعطيل تشكيل الحكومة مجدداً، لخدمة أجندة خارجية، فيما يسعى لتبرير ذالك من خلال اختلاق مشكلة الحصة السنية في البرلمان.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، مثل التعطيل الحكومي من قِبل الحزب، صدمة للأوساط اللبنانية، بينما أجل رئيس الحكومة سعد الحريري عودته من باريس، كرسالة إلى حزب الله أنه لن يقبل بسياسة التعطيل، ولا بفرض شروط عليه.

حلفاء حزب الله السنّة
قالت صحيفة الرأي الكويتية، إنه على وهج دخول العالم في "زمن" العقوبات الأمريكية الأقسى على إيران، الرامية إلى "تقليم أظافرها" إقليمياً ونزْع "أنيابها" التي تشكلها منظومة صواريخها الباليستية، و"ليّ أذرعها" في المنطقة وأبرزها حزب الله الإرهابي في لبنان، ازدادتْ مؤشرات عودة ملف تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان إلى "قاعة انتظارٍ" طويل ومزدوج، بسبب "عقدة حزب الله"، الذي أوقف عربة التأليف في الأمتار الأخيرة، بذريعة توزير حلفائه السنّة، إضافة لتأثير  "الصدمة الأولى"، بعد العقوبات الأمريكية على إيران.

وفيما يحاول الحزب "تأطير" عقدة تمثيل السنّة الموالين له في الحكومة بحيث يخبئ طابعها المذهبي وفي الوقت نفسه يُخْفي كونها تحوّلت مواجهة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي وقف في "الخندق نفسه" مع الرئيس المكلف سعد الحريري برفْض توزير هؤلاء وإضعاف رئيس الوزراء، فإن هذا "الفتيل" الذي تتطاير شظاياه في اتجاهاتٍ عدة، بدأ يرسّخ اقتناعَ أوساطٍ مطلعة بأن "وراء الأكمة" أهدافاً كبرى تراوح بين حديْن يتقاطع فيهما المحلي بالإقليمي وهما، كسْر الحريري داخل البيت السني بما يعنيه ذلك من ضرْب للتوازنات الداخلية وبامتدادها الخارجي، ووضْع تشكيل الحكومة في "الإقامة الجبرية" الى أجَل غير مسمى.

ولم يكن عادياً أمس، بروز إشارات واضحة إلى أن الحريري، الذي اتّخذ قراراً لا رجوع عنه بعدم تمكين حزب الله من أن يتحوّل "شريكاً مُضارِباً" داخل البيئة السنية وعدم توقيع مرسوم أي حكومة تتضمن اسماً من حلفائه السنّة، ماضٍ في "معركته"، وهو رَفَعَ سقف "هجومه الدفاعي" من خلال ما يشبه الاعتكاف في باريس التي انتقل اليها قبل 5 أيام، وسط تقارير لم تستبعد ان يبقى فيها أقلّه حتى 11 نوفمبر الجاري، موعد إحياء الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى وافتتاح منتدى باريس للسلام، المزعم أنه يحضره الحريري بعد توجيه دعوة إليه للحضور.

"الحكومة في الثلاجة"
ومن جانبها، أوضحت صحيفة الجريدة، أن العقدة السنية لا تزال مستفحلة، على وقع إصرار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري على موقفه الرافص لتوزير سنّي من خارج تيار "المستقبل"، معطوفاً على ما يعتبره البعض محاولات حرمان رئيس الجمهورية ميشال عون والفريق الداعم له مما يسمى الثلث الضامن في الحكومة، باعتباره سلاحاً في يد الرئيس يستطيع اللجوء إليه لتصويب مسار المشهد الحكومي عند بروز الحاجة إلى ذلك.

وتجمعت كل هذه المعطيات في الأفق السياسي لتأتي بعد تشدد غير مسبوق من جانب حزب الله، الإرهابي الموالي لإيران، إزاء توزير "سنّة المعارضة"، وهو ما أكده نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي قال أمس الأول إن "الحكومة لن تكتمل من دون السنّة المستقلين"، في حين شدد كثير من كوادر الحزب على أن الكرة هذه المرة في ملعب الرئيس المكلف لا رئيس الجمهورية.

وقالت مصادر مطلعة بحسب الصحيفة، إن "الحريري يتابع من باريس التصريحات المتعلقة بتشكيل الحكومة، لاسيما لناحية العرقلة الأخيرة"، مؤكدة أن "الرئيس المكلف يرى أن هذه التصريحات لا تقدم ولا تؤخر، بل تفرض المزيد من المراوحة".

وأضافت "لا جديد على صعيد العقدة السنية والملف الحكومي في حالة جمود، والحكومة في الثلاجة".

وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن الرئيس الحريري "الرافض تقييده بالشروط، أراد من تأخير عودته إيصال رسالة إلى الحزب ومن يدورون في فلكه بأنه هو الذي يشكل الحكومة، ولن يقبل بسياسة التعطيل، ولا بفرض شروط عليه".

"قرار إيراني"
وأكدت صحيفة المستقبل اللبنانية، أن تعطيل التأليف الحكومي "قرار إيراني، ولا علاقة له بتوزير النواب السنَّة المستقلين"، مشيرة إلى أن "حزب الله يستعمل ورقة هؤلاء النواب للتغطية على الأجندة الإيرانية التي ينفذها، في ضوء التداعيات المتوقعة للعقوبات الأمريكية على إيران".

وذكرت مصادر في "تيار المستقبل" للصحيفة، استناداً إلى مسار التطورات، أن "المؤشرات لا توحي بقرب ولادة الحكومة، لاسيما بعدما ربط حزب الله مصيرها بتطورات أوضاع المنطقة... التي لن يكون لبنان بمنأى عنها"، محذرة من مغبة "السلوك المدمّر الذي ينتهجه الحزب، ضارباً عرض الحائط بمصالح لبنان وشعبه".

"المَخرج"
ويرى الكاتب شارل جبور في مقاله نشرته صحيفة "الجمهورية"، أنه إذا كان حزب الله يتجنّب الظهور بمظهر المعرقل للتأليف، فإنه يتجنّب في الوقت نفسه الصدام مع رئيس الجمهورية، فيما قَللت أوساط حزب الله و"التيار الوطني الحر" من أهمية الاشتباك الذي وقع بين الطرفين على خلفية توزير "سنّة 8 آذار"، فعمدت إلى التخفيف من وطأته بوَضعه في إطار التباين الطبيعي والتكتي، ولكن هذا لا يخفي انزعاجهما الضمني ممّا آلت إليه الأمور، الأمر الذي يُخشى معه بروز توجه لنقل التوتر باتجاه آخر، حَرفاً للأنظار عن الاشتباك بينهما.

وفي مطلق الأحوال، هناك من يقول أن حزب الله لا يستطيع أن يذهب بعيداً في دعم توزير "سنّة 8 آذار"، وتحمُّل مسؤولية الفراغ مباشرة، لـ3 اعتبارات أساسية: لأن لا مؤشرات تدل على أنه في وارد تغيير قواعد الاشتباك الحالية، ولأن أولوية الاستقرار ما زالت تتقدم لديه على أيّ اعتبار آخر، ولأن مصلحته تكمن في مواجهة العاصفة الخارجية بتوافق لبناني داخلي وليس بانقسام سياسي.

وهناك من يقول أيضاً أن حزب الله سيتكفّل بالمخرج للعقدة التي افتعَلها بنفسه، وإن إطلالة السيّد حسن نصرالله السبت المقبل، ستكون محطة أساسية في هذا الاتجاه، حيث سيعلن التنازل من حصته أو التمنّي من "سنّة 8 آذار" أن "يمسحوها بهـالدقن".

أمّا الأسباب الكامنة وراء سَعي الحزب إلى المخرج اللازم، بحسب الكاتب، فتعود إلى الآتي: رفضه إحياء التوتر المذهبي، ورفضه إحياء الانقسام الوطني، ورفضه الصدام مع رئيس الجمهورية واستطراداً رئيس الحكومة، ورفضه إعطاء واشنطن ورقة إضافية تستخدمها في مواجهتها ضده.