مقاتل جهادي في سوريا.(أرشيف)
مقاتل جهادي في سوريا.(أرشيف)
الأربعاء 7 نوفمبر 2018 / 16:18

الإخوان في سوريا تواطؤوا مع الجهاديين ويسعون إلى وراثتهم

24- زياد الأشقر

عن التحركات التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في سوريا، كتب الباحث سلطان كنج في موقع تشاتام هاوس، أنه مع بدايات الثورة السورية عام 2011، وجدت الجماعة نفسها على الهامش، فالتظاهرات كانت عفوية وغير أيديولوجية، ولم يكن في إمكان أي جهة أن تتبناها.

الإخوان يستغلون الوضع لإيجاد موطئ قدم قوي في شمال سوريا عبر الجبهة الوطنية للتحرير التي يصل عدد مقاتليها إلى 30 ألفاً. وقد بدأت الجماعة بنشاطات دعوية بينها الدعوات للتظاهر ضد النظام

وعندما تحولت الثورة إلى انتفاضة مسلحة، لم يكن للجماعة سوى تأثير محدود. وعلى رغم أن بعض الجماعات المسلحة منتسبة إلى "الإخوان" اسمياً، فإن معظمها لم يتفاعل مع الجماعة من الناحية العملية، ولم يكن مهتماً بإيديولوجيتها، أو أي عقلية إيديولوجية محددة.

استغلال الفراغ
وأضاف أن هذا الفراغ أتاح للمجموعات الجهادية مثل هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة السيطرة على الفصائل المسلحة المتحالفة مع الإخوان المسلمين، وعلى الفصائل المعتدلة بشكل عام. وانتقل تركيز الجماعة على أعمال الإغاثة داخل تركيا الحليفة لها، وهناك كانت قادرة على التغلغل في بعض قطاعات مجتمع اللاجئين. ولكن عندما انقلب الجهاديون بعضهم على بعض كان لدى الإخوان الفرصة لاستعادة النفوذ. وبعدما هاجمت جبهة النصرة جماعات معارضة أخرى وحلتها، رحبت الجماعة بأعضائها السابقين في ذراعها العسكرية الذي تطلق عليه "فيلق الشام"، وأبرمت هدنة مع"النصرة التي لا تعتبر الجناح العسكري للإخوان" تهديداً لها. وفي المقابل وافق الإخوان على عدم الترويج لإيديولوجيتهم أو نشاطهم الديني في المساجد التي تديرها "النصرة" التي غيّرت إسمها إلى هيئة تحرير الشام.

تحالف المصالح
ولفت الباحث إلى أن تحالف المصالح هذا سمح للإخوان بالحفاظ على وجودها في سوريا في الوقت الذي سحقت مجموعات معارضة أخرى. واستفادت هيئة تحرير الشام من هذا التحالف أيضاً، إذ فازت بدعم الإخوان في حربها ضد جهاديين آخرين معارضين لنصرة، مثل "جند الأقصى" وخلايا داعش، وضمنت حياد الإخوان في صراعها ضد فصائل أخرى مثل أحرار الشام ونور الدين زنكي. لكن الجماعة لا ترى مستقبلاً سياسياً للجهاديين في سوريا، وترى في نفسها المشروع السياسي والإيديولوجي البديل، عندما تنهار الهدنة بين الفصائل. ويلوح هذا النزاع في الأفق، لا سيما بعد الاتفاق الروسي-التركي حول إدلب، الذي ينص على حظر الجهاديين، وخصوصاً هيئة تحرير الشام. وهذا المطلب الدولي والإقليمي، الذي عُهد به إلى تركيا، مهد الطريق أمام الإخوان لممارسة الضغط على الجهاديين.

ويقول الكاتب إن الأمر قد ينتهي إلى ادعاء الإخوان بأنهم يتزعمون حملة لحظر هيئة تحرير الشام، بما في ذلك عسكرياً. ومن غير المحتمل أن تتورط تركيا مباشرة في النزاع مع الجهاديين نظراً لما قد يتركه ذلك من مخاطر داخل تركيا أو على دورها في سوريا. وتالياً فإن تركيا ستدفع نحو صدام مع الجهاديين يقوده حلفاءها من الإخوان.

أنقرة
ولاحظ أن الهجمات الإعلامية على الجهاديين قد بدأت من شخصيات قريبة من الإخوان، في مسعى لإضعاف هيئة تحرير الشام وتدمير شرعيتها. ولا يزال من المبكر القول ما إذا كانت المواجهات الدموية قد بدأت فعلاً لأن المفاوضات لا تزل مستمرة بين تركيا وهيئة تحرير الشام من أجل حل الهيئة. ولا يمكن أنقرة أن تذهب بعيداً أو سريعاً في المفاوضات، خوفاً من أن ينتقل عناصر هيئة تحرير الشام إلى تنظيم حراس الدين الموالي لتنظيم القاعدة، والذي تأسس عندما أعلنت الهيئة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة. كما أن تركيا لا تريد تفويت فرصة الفوز بمساعدة هيئة تحرير الشام في المواجهة مع الأكراد للسيطرة على حدودها مع محافظة إدلب، وكذلك على استخدامها أداة سياسية فعالة في التنافس مع روسيا. وحتى الآن، فإن النزاع الدموي ليس على الطاولة.

شحنات أسلحة
ويرى الكاتب إن الإخوان يستغلون الوضع لإيجاد موطئ قدم قوي في شمال سوريا عبر الجبهة الوطنية للتحرير التي يصل عدد مقاتليها إلى 30 ألفاً. وقد بدأت الجماعة بنشاطات دعوية بينها الدعوات للتظاهر ضد النظام، كما أنها قد تستغل مثل هذه التظاهرات ضد الجهاديين في المستقبل. وتحصل الجماعة على شحنات أسلحة من تركيا. كما أنها تعزز من هيمنتها على الجماعات السياسية المعارضة خارج سوريا-لا سيما تلك الموجودة في تركيا- بفضل الدعم الذي تحظى به  من تركيا وقطر.

وهذا ما يرى الكاتب أنه مؤشر على احتمال اندلاع نزاع بين الإخوان والجهاديين.