روبلات روسية  ودولارات أمريكية (أرشيف)
روبلات روسية ودولارات أمريكية (أرشيف)
الأربعاء 7 نوفمبر 2018 / 19:11

روسيا: التخلي عن الدولار لمواجهة عقوبات أمريكية جديدة

تكثف موسكو جهودها لوقف اعتمادها على الدولار، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى فرض مزيد من العقوبات الشديدة لحرمان روسيا من الوصول إلى أسواق الدين الأجنبية، وقطع العملة الخضراء عن مصارفها.

وكثيراً ما ندد الرئيس فلاديمير بوتين بهيمنة العملة الأمريكية على المسرح العالمي، لكن جهود روسيا السابقة لوقف اعتماد اقتصادها على الدولار، لم تحقق نجاحاً يذكر حتى الآن.

ووسط مخاوف دوائر الأعمال الروسية من جولة جديدة من التدابير الأمريكية ضد موسكو، على خلفية ضم القرم، والنزاع في أوكرانيا، اتخذت السلطات الروسية خطوات ملموسة، لتحقيق هدفها القديم.

ومن المتوقع أن تعرض وزارة المال والبنك المركزي الروسيان، في وقت قريب أمام رئيس الحكومة ديمتري مدفيديف، تدابير لزيادة استخدام عملات أخرى في المداولات التجارية الدولية.

وقال بوتين الشهر الماضي: "سنمضي حتماً في هذا الاتجاه".

وأضاف "ليس لأننا نريد تقويض الدولار بل لأننا نريد ضمان أمننا، لأنهم يفرضون باستمرار عقوبات علينا ويحرموننا ببساطة من فرصة استخدام الدولار".

الحمائية الأمريكية
وحذر المراقبون من أن المهمة أمام روسيا طموحة جداً، لكن سياسة أمريكية لا يمكن التكهن بها وعقوبات أمريكية جديدة على إيران ونزاع واشنطن التجاري مع الصين، يمكن في الواقع أن تساعد موسكو.

وقالت شركة تأمين القروض يولر هيرمس، من فرنسا، في تقريرلها أخيراً، إن "وقف الاعتماد على الدولار على نطاق واسع سيستغرق وقتاً، يقدر بين عام ونصف وخمسة أعوام". 

وأضافت أن مساعي روسيا لوقف الاعتماد على الدولار "ربما تكون أسهل الآن، في عالم من تصاعد الحمائية الأمريكية".

وقالت يولر هيرمس إن تعاملات روسيا مع الاتحاد الأوروبي، والصين، التي تمثل نحو 60 % من التجارة الروسية الخارجية، يمكن نقلها لليورو واليوان، فيما يمكن التعامل بالروبل مع دول الاتحاد السوفياتي السابق. 

روسيا والصين 
وأكد بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ مراراً، رغبتهما في زيادة استخدام الروبل واليوان في التعاملات التجارية عبر الحدود.

وفي أكتوبر(تشرين الأول)، قالت السلطات الروسية إنها بصدد إعداد اتفاقية لاستخدام العملات الوطنية مع الصين.

وبحسب بنك إينغ، فإن التجارة الصينية الروسية بالروبل واليوان تضاعفت 4 مرات في السنوات الأربع الماضية، رغم أنها لا تزال تمثل نحو 18 %.

الروبل بدل الدولار
وقال نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف إن الهند ستسدد ثمن بطاريات الصواريخ أرض جو إس-400 الروسية، بالروبل.

وبدورها قالت حاكمة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا، إنها تريد تشجيع المصارف على التعامل بالروبل.

وترزح روسيا تحت عقوبات أمريكية منذ 2014، وطورت نظامها الخاص للتعاملات المالية، لحماية نفسها من حظر محتمل لاستخدام نظام سويفت الدولي للتراسل المالي المؤمن.

وقال كبير الاقتصاديين لدى صندوق الثروة السيادي "صندوق الاستثمار المباشر الروسي"، ديمتري بوليفوي، إن مزيداً من التجارة والتعاملات الحيوية بين الدول، يمكن أن يقوي نمط التخلي عن الاعتماد على الدولار.

وقال بوليفوي: "حصل خفض طبيعي وفعلي للمدفوعات بالدولار على مر السنوات".

وأضاف أن الصندوق السيادي الروسي كان "رائداً" في إنشاء صندوقين مع الصين لتسديد صفقات بالعملتين الوطنيتين.

سُبل أخرى
وأوضح "أول التعاملات مستحقة في 2019، ويمكن تأسيس آليات استثمار مشابهة في دول أخرى".

وحسب بيانات البنك المركزي انخفضت نسبة المدفوعات بالدولار لتصدير بضائع وخدمات، من 80 % إلى 68 % بين 2013 و2017.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت  نسبة التعاملات باليور من 9 إلى 16 %، والتعاملات بالروبل من 10 إلى 14 %.

والنمط أقل وضوحاً بالنسبة للواردات، حيث تراجعت نسبة الدفعات بالدولار من 41 إلى 36 %.

النفط والدين
ولن تتمكن روسيا من التخلص كلياً من الدولار في وقت قريب، لأن اقتصادها لا يزال يعتمد بشكل كبير على النفط، المسعر بالدولار.

لكن البلاد خفضت أرصدة الدين الحكومي الأمريكي بنحو 80 مليار دولار هذا العام.

وقالت يولر هيرمس إن "تدابير أخرى ربما تتمثل في إزالة شركات روسية كبرى من البورصات الأجنبية وزيادة احتياطي الذهب، واليورو".

وقال خبير الاقتصاد لدى رنيسانس كابيتال أوليغ كوزمين: "لا يزال هناك الكثير من العراقيل أمام استخدام العملات الوطنية".

وأضاف "لا أحد يحتاج، مثلاً، الروبل الروسي في كرواتيا وللعملة الكرواتية في روسيا".

وتابع "لكن إذا وجدت آلية سهلة وفاعلة لتحويل عملة ما مباشرة إلى عملة أخرى، يمكنعندها أن تعمل بشكل جيد".