إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الخميس 8 نوفمبر 2018 / 13:45

إنفوغراف 24| 5 تغريدات لترامب قادت سيشنز للاستقالة

24 - شيماء بهلول - ناصر بخيت

لم تكن استقالة المدعي العام الـ 84 للولايات المتحدة جيف سيشنز أمس الأربعاء، أمراً مفاجئاً بالنسبة لمتتبعي تطورات الوضع السياسي الأمريكي.

فمع تطور الخلافات وتزايد المشاحنات بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قضى 21 شهراً في الهجوم على وزيره، لم تستبعد الدوائر السياسية انضمامه إلى لائحة الاستقالات الطويلة في القريب العاجل.

وزير العدل جيف سيشنز، الذي تم تعيينه رسمياً بعد ترشيحه من قبل ترامب نفسه، وتأييد تعيينه من قبل مجلس الشيوخ في 8 نوفمبر(تشرين الثاني) عام 2016، بدأ حياته السياسية عقب انضمامه إلى الحزب الجمهوري في الفترة بين 1981 وحتى 1993، وعقب ذلك انتخب لمنصب المدعي العام الاتحادي بولاية ألاباما عام 1994، وعضواً في مجلس الشيوخ عن نفس ولاية عام 1996.

وكما اعتبر من أوائل المؤيدين لترامب خلال حملته الانتخابات الرئاسية عام 2016، لكن ترامب بدأ السجال معه عقب فترة وجيزة من استلام مهامه كوزير للعدل.

وأعلن ترامب، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر أمس، عن استقالة وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز، وتعيين بديل له، قائلاً: "نشكر وزير العدل على خدماته، ونتمنى له التوفيق"، وقام بتعيين كبير موظفي وزارة العدل ماثيو وايتكر في منصبه مؤقتاً.

ولم تخل الساحة السياسية من المشاحنات والمناقشات بين الرئيس ووزير العدل، ونستعرض فيما يلي أبرزها:

التدخل الروسي
عقب تولي جيف سيشنز منصب وزير العدل نحى نفسه عن التحقيق الخاص في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية 2016، وعين نائبه للإشراف على القضية بدلاً منه، ما أزعج الرئيس الأمريكي منه، وهاجمه خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" قائلاً "سيشنز لم يحكم أبداً زمام الأمور في الوزارة، الجميع يرون ما يحدث في وزارة العدل، أصبحت الآن أضع كلمة العدل بين قوسين".

مما دفعه للرد على ترامب والدفاع عن نفسه قائلاً: "توليت زمام الأمر في وزارة العدل في اليوم الذي أديت فيه اليمين لتولي المنصب، لن تتأثر أفعال الوزارة بالاعتبارات السياسية ما دمت موجوداً في منصب وزير العدل".

ورد ترامب عليه خلال سلسلة من التغريدات عبر تويتر، قال فيها إن "سيشنز لا يفهم ما يحدث تحت قيادته في منصبه، وإن المحقق الخاص روبرت مولر شخص مضطرب بشدة، وأن الفساد الحقيقي يمر دون محاسبة".

وأضاف "هذا أمر رائع يا جيف، هذا ما كان يرغب فيه الجميع، لذلك انظر في كل نواحي الفساد في الجانب الآخر مثل البريد الإلكتروني المحذوف، كذبات جيمس كومي، منظمة كلينتون، وغيرها.. افتح الملفات.. هيا يا جيف، يمكنك أن تفعل ذلك، البلد تنتظر".

وجدد ترامب انتقاده لقرار سيشنز التنحي من التحقيق بشأن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وكتب تغريدتين كانت الأولى على صلة بالتحقيق في تدخل روسيا بانتخابات 2016، قائلاً إنه "إذا حصل كل هذا التدخل الروسي خلال إدارة أوباما فلماذا لا تخضع جرائم الديمقراطيين للتحقيق؟ اسألوا جيف سيشنز!"، وأما التغريدة الثانية فكانت بسبب وصفه طلب التحقيق في احتمال إساءة التصرف في قضية التنصت غير القانوني بأنه "معيب".

وكان سيشنز قال في اليوم السابق، إنه أمر النائب العام في وزارة العدل، بالتحري إن كان أسيء استخدام تلك المذكرات السرية تماماً.

البحث عن بديل
وهاجم ترامب وزير العدل في مايو(أيار) الماضي، بعد أن طلب الأخير النأي بنفسه عن التحقيقات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن ترامب طلب من سيشنز في مارس(أذار) الماضي إعادة النظر في قراره، وأن الرئيس أبلغ مساعديه أنه يريد تعيين شخص موالٍ له للإشراف على التحقيقات، وأضافت الصحيفة في ذلك الوقت، أن سيشنز رفض الاستجابة للطلب.

وغرد قائلاً، إنه يتمنى لو كان اختار وزيراً للعدل غير غير جيف سيشنز، ونقل عن السيناتور الجمهوري في ولاية كارولينا الجنوبية تريبي جودي أن "هناك الكثير من المحامين الجيدين في البلاد، كان بإمكان ترامب اختيار شخص آخر!"، مضيفاً وأضاف "أتمنى لو أني اخترت غيره!".

وفي 21 يوليو(تموز) 2017، أعلن أنه نادم على اختيار سيشنز في منصب وزير العدل، بسبب موقفه من التحقيقات الأمريكية، قائلاً في تصريحات لنيويورك تايمز: "ما كان ينبغي أبداً لسيشنز أن يتنحى عن التحقيقات، ولو كان ينوي التنحي لكان عليه أن يبلغني قبل أن يتولى المنصب وكنت اخترت شخصاً آخر".

ورد عليه سيشنز في مؤتمر صحفي: "نحن نحب هذه الوظيفة ونحب هذه الوزارة، وأخطط للاستمرار في هذا طالما ظلت الأمور مناسبة".

إفراجات عن متهمين
وفي سبتمبر(أيلول) الماضي، اتهم ترامب، جيف سيشنز، بالإضرار بفرص إعادة انتخاب عضوين جمهوريين في انتخابات الكونغرس النصفية، عقب تقديمها للمحاكمة، معلقاً على الأمر "إن قرار وزارة العدل توجيه تهم إلى الرجلين جعل من فوزهما السهل أمراً محل شك".

وواجه المتهمان الجمهوريان، أحدهم تهم التلاعب في البورصة، والآخر يُتهم بارتكاب انتهاكات خلال الحملة الانتخابية.

التحقيقات الأمريكية
وكما هاجم الرئيس سيشنز مرة أخرى، وكتب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "موقف وزير العدل جيف سيشنز حيال جرائم هيلاري كلينتون ضعيف جداً، أين هي الرسائل الإلكترونية، وملاحقة مسربي المعلومات الاستخباراتية".

وبعدها صعّد من حدة هجومه، قائلاً "وزير العدل محاصر بالمشكلات"، وتساءل: "لماذا لا يقوم سيشنز بالتحقيق بشأن مرشحة الرئاسة في 2016 وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون؟"، وتابع "لماذا لا تقوم اللجان والمحققون وبالطبع مدعينا العام (سيشنز) المحاصر بالمشكلات، بالتحقيق في جرائم هيلاري الملتوية والعلاقات مع روسيا".

رائحة كريهة
وقال ترامب في سبتمبر(أيلول) الماضي، إن "هناك رائحة كريهة في وزارة العدل ووعد بأنه سيتخلص من ذلك تماماً، كما تخلصت إدارته من الأشرار في مكتب التحقيقات الفيدرالي".

وأضاف أمام تجمع انتخابي للمرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ جوش هاولي، "ولكن هناك رائحة كريهة عالقة، وسوف نتخلص منها أيضاً، لدينا أشخاص عظماء في وزارة العدل، لكن هناك في الواقع بعض الأشخاص السيئين، لقد رأيتم ما حدث في مكتب التحقيقات الفيدرالي، لقد ذهب الجميع".

وغادر وزير العدل جيف سيشنز، أمس مقر وزارة العدل الأمريكية، تحت تصفيقات حارة من موظفي الوزارة الذين أشادوا بعمله رغم انتقادات الرئيس الموجهة له، في ظل مطالب الديموقراطيين في مجلس الشيوخ بتنحي الوزير المعين حديثاً ماثيو وايتكر، نظراً لتعليقاته السابقة التي تدعو إلى قطع التمويل عن التحقيق الذي يجريه مولر وفرض قيود عليه.