جانب من حملة تطعيم تلاميذ المدارس (أرشيف)
جانب من حملة تطعيم تلاميذ المدارس (أرشيف)
الخميس 8 نوفمبر 2018 / 13:57

فتوى إندونيسية ضد اللقاحات تغرق البلاد بمرض الحصبة

24 - إعداد: محمود غزيّل

في حين تطلق السلطات في أندونيسيا حملة طبية واسعة لحماية تلاميذ المدارس من الأمراض، يعمد بعض الأهالي إلى "إخفاء" أطفالهم عن الجهاز الطبي، مما انعكس في السنوات الأخيرة سلباً على أرقام الإصابات بمرض الحصبة في البلاد.

وأكد تقرير نشرته الرابطة الأمريكية للعلوم المتقدمة، أنه في اليوم المقرر لإجراء الحملات الطبية في المدارس، لا سيما توزيع اللقاحات، يعمد عدد كبير من الأهالي إلى عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة، أو الضغط على الكادر التعليمي لاستثناء الأطفال من التطعيم.

وأوضح عدد من المعلمين للكادر الطبي أن السبب الأكبر خلف هذا العمل يكمن في الشائعات غير الصحيحة التي يتم تداولها بأن الطعم يحتوي على مواد خنزيرية، الأمر الذي أدى إلى حصول 6 تلاميذ فقط على طعم الحصبة من أجل 38.

وتأتي هذه الموجة من ارتفاع الإصابات بمرض الحصبة والامتناع عن الحصول على التطعيم اللازم، بعد خروج عدد من رجال الدين المتطرفين في البلاد الذين ادعوا أن اللقاح "حرام"، وممنوع شرعاً في الدين الإسلامي.

ويتخوف الأطباء في البلاد من أن تؤدي موجة الشائعات إلى إصابات عديدة في واحد من أكبر البلدان الإسلامية عدداً، الأمر الذي من شأنه انتشار مرض الحصبة بشكل واسع، ما يعني عدد كبير من حالات الإجهاض والعيوب الخلقية الناتجة عن العدوى بالحصبة الألمانية أثناء الحمل.

وتلفت الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن محاربة مرض الحصبة في 2017 قد ناهز 95%، إلا أن الحملة السنوية التي كان من المفترض أن تنطلق في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) الماضيين تأخرت.

قبل أيام من انطلاق الحملة الطبية الوطنية، خرج مجلس العلماء في اندونيسيا لإخافة الناس بأن اللقاح حرام وليس حلالاً على المسلمين، وسرعان ما انتشرت الأنباء المغلوطة في أنحاء البلاد كافة.

وفي محاولة لإنقاذ البلاد من كارثة صحية، حاولت وزارة الصحة في أغسطس (آب) الماضي الضغط على مجلس العلماء المسلمين لإصدار فتوى تؤكد شرعية اللقاح وأنه حلال 100%.

إلا أن المجلس ذهب بغير ما تشتهيه السفن وأصدر فتوى بعكس ما كان يطلب منه.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنها لا تزال تتعاون بشكل وثيق مع الحكومة الإندونيسية للالتزام بالمواعيد المطروحة للعام الحالي خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويمكن للحصبة أن تسبب الصمم والعمى والنوبات وتلف دائم في الدماغ وحتى الموت. ويجب أن تصل نسبة التطعيم في البلاد إلى 95٪ .

ويرى التقرير الأمريكي أن علماء دين حول العالم أكدوا أنه على الرغم من استخدام مادة الجيلاتين المثيرة لدى المجتمع الإسلامي، إلا أنهم يؤكدون على "حلال" المادة، كونها تخضع لتغييرات كيميائية عديدة من بينها "الاستحالة" والتي تعني "انقلاب العين إلى عين أخرى تغايرها في صفاتها، تُحوِّل المواد النجسة أو المتنجسة إلى مواد طاهرة، وتحوِّل المواد المحرمة إلى مواد مباحة شرعاً".