منصة نفطية في حقل سوروش الإيراني (رويترز)
منصة نفطية في حقل سوروش الإيراني (رويترز)
الأحد 11 نوفمبر 2018 / 11:45

إيران تتطلع إلى عمالقة آسيا للتهرّب من العقوبات الأمريكية

مع انعقاد أول قمة بعنوان "حوار أمني إقليمي"، في سبتمبر( أيلول) 2018، بحضور مستشاري الأمن القومي في روسيا، والصين، والهند، اتخذت طهران خطوة كبيرة على طريق إنشاء إطارعمل متعدد الأطراف للأمن الأوروآسيوي في مواجهة العقوبات الأمريكية الجديدة.

يبدو أن مساعي طهران لتطوير تعاون أمني متعدد الأطراف، قد وفرت لها إطار عمل تمكن عمالقة آسيا من الدخول في شراكات معها

وكُرس المؤتمر ظاهرياً لمحاربة الإرهاب في أفغانستان، ولكن البيان الختامي للقمة أشار لأجندة استقرار واسعة تمتد من سوريا شرقاً، لتضم جميع دول آسيا الوسطى.

وفي صحيفة "حريت" التركية، قال مايكل تانشوم، زميل معهد ترومان للأبحاث لتقدم السلام، رغم أن إيران، من الناحية التاريخية والجغرافية قوة في تلك المنطقة، إلا أنها وجدت صعوبة في التعامل مع جيرانها الشرقيين.

نظرة نحو الشرق
ويقول الكاتب، وجد الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، صعوبةً شديدةً في تنفيذ سياسته "نظرة نحو الشرق" بين  2005 و 2013، وفي جعل موسكو وبكين تقفان في صف واحد ضد السياسة الأمريكية رغم علاقات طهران التجارية القوية مع البلدين.

ويبدو أن إيران تحقق نجاحاً أكبر في استراتيجيتها لتفضيل "الشرق على حساب الغرب"، بعد توقيع الصفقة النووية، حيث تسعى لتعاون أمني يجمع بين روسيا، والصين، والهند.

رابط أساسي
ويشير كاتب المقال إلى موقف الصين التي تنظر لإيران على أنها محطة أساسية لنجاح مبادرتها "الحزام والطريق"، ولوصل الصين بأوروبا عبر سكة حديدية لا تمر بالأراضي الروسية.

ورسمت الصين خطاً لسكة حديدية يمر عبر باكو، وتبليسي، وكارس، ويتطلب نقل شحنات عبر بحر قزوين من وسط آسيا نحو أذربيجان. ومن شأن السكة الإيرانية تأمين تواصل أقل كلفة بين مناطق متجاورة، وللوصول عبر إيران نحو الشرق الأوسط، وبحر العرب.

تنافس اقتصادي

ويلفت الكاتب إلى تحالف قديم بين إيران والهند في أفغانستان ضد باكستان، لكن استثمار نيودلهي الجديد في ميناء شاباهار، وخطوط نقل في آسيا الوسطى يعود لتنافسها الاقتصادي مع الصين، عبر مبادرة الممر الدولي بين الشمال والجنوب.

ونظراً لوجود باكستان على طريق الهند نحو آسيا الوسطى، سيتيح ميناء شاباهار، والممر الدولي لنيودلهي فرصة الوصول إلى أسواق في آسيا الوسطى، وروسيا، وبالتالي في أوروبا، ما يمكنها من منافسة الصين فعلياً.

مصالح مشابهة

أما روسيا، فتتشارك، في رأي الكاتب، في مصالح مشابهة في الممر الشمالي والجنوبي مع الهند، ولكن همها الأول يتمثل في تأمين نفوذ موسكو في جنوب القوقاز، وحوض بحر قزوين.

وأدى نجاح شراكة لنقل الطاقة بين تركيا وأذربيجان لتمكين أنقرة من توسيع نفوذها في جنوب القوقاز، وتمدده نحو تركمانستان، وجمهوريات أخرى في وسط آسيا.

وحسب الكاتب، يمثل التوسع المحتمل لنفوذ أنقرة وسط شعوب تركية في جنوب القوقاز، ووسط آسيا تحدياً لروسيا وللصين معاً. وفي ظل هذا التنافس على النفوذ في الحافة الجنوبية لأوراسيا، المنطقة المحيطة بالشرق الأوسط والقوقاز، تبدو إيران شريكاً لا غنىً عنه لروسيا والصين والهند.

وفي مواجهة عقوبات دولية تقودها الولايات المتحدة، يبدو أن مساعي طهران لتطوير تعاون أمني متعدد الأطراف، وفرت لها إطار عمل تُمكن عمالقة آسيا من الدخول في شراكات معها.