الحاخام شمولي بوتيتش (أرشيف)
الحاخام شمولي بوتيتش (أرشيف)
الأحد 11 نوفمبر 2018 / 14:09

كيف فشلت جهود قطر في استمالة المجتمع اليهودي الأمريكي؟

سلّط الكاتب أرمين روزن الضوء على تبدد جهود قطر الصيف الماضي، لابتزاز ثم كسب تأييد المجتمع اليهودي الأمريكي. وكتب في مجلة تابلت الأمريكية أن معظم هذا الجهد برز إلى العلن مع دعوى قضائية رفعها إليوت برويدي، المتبرع الجمهوري رفيع المستوى الذي شغل منصب نائب رئيس الشؤون المالية في اللجنة الوطنية الجمهورية، وعضو مجلس إدارة في التحالف اليهودي الجمهوري.

كان هنالك العديد من التقارير المقلقة عن أنّ قطر حاولت الانتقام مني... أولويتي في هذا الوقت حماية عائلتي من هذه الجهود

 يقول برويدي إن رسائله الإلكترونية تعرضت للقرصنة والنشر على يد قراصنة وظفتهم الحكومة القطرية بمساعدة عملاء أمريكيين يعملون مع الدوحة.

وتضمنت الدعوى اسم نك ميوزن الموظف السابق في مكتب أحد أعضاء مجلس الشيوخ، قبل أن يتحول للعمل جهة ضاغطةً، لوبي، لصالح قطر. ويتهمه برويدي بالتورط في القرصنة.

ورُدّ على الدعوى بناءً على أسس قضائية لكن بعد كشف ثروة من المعلومات عن كيفية دفع ميوزن وشريكه جوي اللحام، صاحب مطعم كاشير، المجتمع اليهودي الأمريكي إلى تبني السياسة القطرية.

في يونيو (حزيران)، قدم اللحام وبمفعول رجعي كشوفات أعماله الشهرية لصالح قطر عملاً بقانون تسجيل الوكلاء الأجانب "فارا".

عندها أعاد رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية مورت كلاين الذي زار الدوحة في يناير (كانون الثاني) مبلغ 100 ألف دولار، منحه اللحام لمنظمته.

وقال الأخير إنّه قطع علاقته بقطر في مقابلة إعلامية مع مجلة بوليتيكو في 7 يونيو (حزيران). وفي اليوم الذي سبقه، غرد ميوزن أن شركته لم تعد تمثل دولة قطر.

وفي ذلك الأسبوع الذي تلاه، أشار موقع ذا دايلي بيست إلى فتح مكتب التحقيقات الفيديرالي، تحقيقاً في قرصنة بريد برويدي.

دراما حارقة
نجحت جهود ميوزن واللحام في بعض النواحي، إذ سافرت شخصيات يهودية ومؤيدة لإسرائيل بمن فيها كلاين، وألان درشوفيتز، ومالكولم هونلاين، إلى قطر وكانوا على تواصل معهما.

في ذلك الوقت، رفع ميوزن مخاوف يهود أمريكيين إلى زبائنه حول وثائقي للجزيرة مبني على تصوير سري داخل منظمات مؤيدة لإسرائيل في واشنطن في صيف 2016. ولم تنشر القناة المملوكة لقطر ذلك الوثائقي.

لكن عمل اللحام وميوزن ربطهما بدراما قانونية وجيوسياسية بطيئة الاحتراق، ودون أن يجعل قطر أكثر شعبية بين اليهود أو المشرعين الأمريكيين.

وبادرت مجلة "تابلت" بقراءة واسعة النطاق لمجموعة من الرسائل عبر خدمة واتساب بين ميوزن واللحام بين أغسطس (آب) 2017 ويونيو (حزيران) 2018 ودُرست ضمن دعوى برويدي المستمرة ضد قطر وميوزن وآخرين.

استهداف قطري 
تظهر الرسائل اللحام جزءاً لا يتجزأ من الجهود القطرية في الولايات المتحدة والتي تعود إلى أغسطس (آب) 2017 علماً أنه لم يسجل اسمه في فارا قبل يونيو (حزيران) 2018 بعدما أمهلته محكمة 72 ساعة ليتعاون مع استدعاء على صلة بدعوى برويدي.

كان ميوزن واللحام يتناقشان باستمرار في التغطية الإعلامية لبرويدي وجهودها في التأثير عليها.

ووضعا تكهنات عن نشاطات بعض خصومهم في محاولة لتحسين صورة قطر، بمن فيهم حاخام نيويورك شمولي بوتيتش الذي استهدفه القراصنة المسؤولون أيضاً عن قرصنة حساب برويدي وفقاً لبلومبيرغ.

وفي تبادل نصي آخر كشفه موقع ماذر جونز سابقاً، بدا ميوزن مقترحاً أن يُبلغ المسؤول الأممي السابق ومستشار الحكومة القطرية جمال بن عمر، بمحتويات الرسائل الإلكترونية التي اتهم فيها برويدي بن عمر بأنه عميل غير معلن لقطر.

وحققت شركة ميوزن 300 ألف دولار شهرياً وفقاً لفارا، بينما تحدّث اللحام عن عقد بـ 1.4 مليون دولار في مستنداته.

وفي الفترة نفسها، هاجم قراصنة على صلة محتملة بقطر، حسابات رسائل إلكترونية لأكثر من ألف شخص بمن فيهم برويدي. وتعود عناوين القراصنة إلى شركة تزود خدمة الإنترنت، وتملكها الحكومة القطرية، فيما أشار ذا دايلي بيست إلى أن معظم المستهدَفين كانوا "أعداء مُعلنين" لقطر.

رسائل واتساب
وفقاً لفارا، لم يبدأ ميوزن العمل لصالح قطر قبل سبتمبر (أيلول) 2017. وفي 4 أغسطس (آب) 2017، ظهر ميوزن في مجموعة على واتساب مع جمال بن عمر،وجوي اللحام، وجاك أبراموف، عميل لوبيات قضى 3 سنوات ونصف في السجن لارتباطه بفضيحة فساد داخل الكونغرس في مطلع الألفية.

إن حوار اللحام وميوزن مع بن عمر الذي يتهمه برويدي بمساعدة العقل المدبر لنشر مواده المقرصنة في الإعلام، يسبق عملهما لصالح قطر. وفي 7 سبتمبر(أيلول) 2017 ظهر ميوزن في مجموعة منفصلة على واتساب مع بن عمر واللحام، فقط وكُتب أنه أرسل رابط مقال إليهما.

وفي اليوم نفسه، أرسل ميوزن رسالةً نصيةً إلى اللحام اعتبر فيها برويدي حاجزاً، أمام محاولتهما لتعزيز صورة قطر.

لاحقاً حاولا عقد اجتماعات علنية بين مسؤولين قطريين ووجوه يهودية أمريكية على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي النهاية فشلت جهودهما وأثارت رد فعل عكسياً من مجموعات مثل المنظمة الصهيونية الأمريكية.

صادم حقاً

وجد ميوزن واللحام نفسيهما خارج الاجتماع السنوي للتحالف اليهودي الجمهوري في لاس فيغاس في فبراير (شباط) الماضي.

وكان لهذا الاجتماع أن يضم شخصيات قوية إلى شبكة ميوزن، وهو ما كان يحتاج الأخير إليه لعمله لصالح قطر. لكن في يناير(كانون الثاني)، شعرا بانطباع بأنهما تُركا خارج لائحة المدعوين.

وفي 26 يناير(كانون الثاني)، نقلت صحيفة جويش جورنال عن اللحام قوله إلى ميوزن: "مسألة فيغاس هذه تزعجني" فرد الثاني بأن الأمر "صادم حقاً ... إن شخصاً مؤثراً جداً هناك يحاول النيل مني. لا بد أن يكون شيلدون (أدلسون). أظن أن شمولي (بوتيتش) أقنعه".

وزوّد بوتيتش "تابلت" بالبيان التالي: "كان هنالك العديد من التقارير المقلقة عن محاولة قطر الانتقام مني... أولويتي في هذا الوقت حماية عائلتي من هذه الجهود. أثق أن أي شخص متورط في عمل غير شرعي ضد أمريكيين يمارسون حقوق التعديل الأول، سيُحاسب ويُقدم إلى العدالة".