الإثنين 12 نوفمبر 2018 / 00:34

الفن وأصحاب الهمم في أبوظبي.. فعاليات وأعمال إبداعية يشهدها الجمهور قريباً

24 - الشيماء خالد

يسعى العديد من الفنانين والجمهور المهتم بذوي الإعاقات الذهنية لجمع جهودهم معاً نحو دمج ذوي الاحتياجات وإشراكهم في الحركة الفنية المتنامية التي تشهدها إمارات أبوظبي، ناهيك عن تطوير قدراتهم ودفعهم نحو استكشاف الفنون وتعزيز مواهبهم وطرقهم في التعبير، حيث لأصحاب الهمم أفق خاص يُعَبِد طريقه بالفن نحو سماء من تضامن وأمل.

وعقدت أمس السبت في منارة السعديات في أبوظبي، ورشة عمل تضامنية، تناولت صناعة الدمى، طبعتها أجوار من مرح ومتعة وإبداع، ، وأشرفت عليها الفنانة الإماراتي عائشة البلوشي، حيث شارك مجموعة من الفتيان والفتيات من ذوي الإعاقات الذهنية إلى جانب أقرانهم من طلاب وأطفال، واليوم الأحد زار على إثر هذا الحدث عائلات، مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات معارض وورش العمل المقامة في المنارة، حيث شعر هؤلاء بدعوة غامرة بالمحبة تبث روح التضامن والتقارب في المجتمع، كما قالت سمية خليل لـ 24: "هذه المبادرات الفنية الموجهة خصيصاً لفئة مهمة وتحتاج للكثير من الدعم في مجتمعاتنا جعلتني أشعر أكثر بوجود ملاذ لطفلي، خاصة أنه يتفاعل مع محيطه أكثر عبر الألوان والموسيقى".

مشاهير الإبداع

وسمية أم لثلاث أطفال، يعاني أحدهم من التوحد، ويميل للعزلة والعصبية في حال التواصل معه، فتقول: "غالباً ما يغضب ابني حين لا نفهم ما يقصده تماماً، ويحطم الأشياء، لكنه يصبح أكثر هدوءً وراحة حين ينكب على الرسم واللعب بالأدوات الملونة، وهنا في منارة السعديات وجدت أن مشاركته في فعاليات فنية أخرى ستساعده على تطوير قدراته، وتساعدنا نحن كعائلته على فهم حالته أكثر".

ويقول عبدالله سالم، الذي حضر للمنارة رفقة صديقه من ذوي الاحتياجات الخاصة: "أعتقد أن مشاركة الفنون مع أصحاب الهمم تحتاج لفعاليات من هذا النوع، يشارك فيها كل فئات المجتمع وكذلك التعرف على كثير من مشاهير الفن والإبداع الذين عانوا من إعاقات متنوعة، لكنهم تفوقوا على الجميع، وأعتقد أن صديقي واحد منهم".

استقطاب وتضامن
وتعد الفعالية الأحدث في منارة السعديات، والتي صنع فيها الأطفال من عمر 12 إلى 18 عام، دمى، وسيلة لخلق قنوات تعبير من خلال الدمية، فسواء كان تشكيلها وتحضيرها ومنحها أسماء وأدواراً أو التعامل مع المهارات الحركية والفنية المتعلقة بها، فكل ذلك وغيره مما تتضمنه الفعاليات الفنية المماثلة، فهي فرصة خالصة لاستقطاب أجيال جديدة من هذه الفئة المهمة، والتي تحظى بمتابعة واهتمام كبير من القيادة الإماراتية.

وتأتي الفعالية، ضمن أنشطة اللجنة المنظمة للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019 ضمن برنامج ورش العمل الفنية التضامنية بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الإمارات، ومؤسسة أمديست، وبمشاركة الأطفال من أصحاب الهمم.

وتعد ورش العمل التضامنية جزءًا من برنامج الأنشطة المجتمعية التي تقام في كافة أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف التعريف بالأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019 وزيادة التوعية والتثقيف المجتمعي حول أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية وكيفية إشراكهم ودمجهم بمختلف مناحي الحياة.

المبدعين الصغار.. معرض منتظر

وتقول مرح هشام: "لدي أخ صغير ولد بمتلازمة داون، ويحب دائماً أن يشارك من حوله في كل الأنشطة الصغيرة والكبيرة، وحين آخذه لورش فنية يتقافز فرحاً ويشغل وقته بإيجابية، ويستمر تأثير ذلك عليه لأيام أحياناً، لذا أحاول جعل الأمر أكثر تواتراً بأخذه في زيارات وفعاليات اجتماعية، لكن أكثر ما أرى له أفضل تأثير عليه، هو كل ما يتعلق بالفنون، سواء كان الرسم أو النحت وصناعة وتشكيل الأشياء".

وتقول الفنانة التشكيلية عائشة جابر: "أتمنى أن يشارك الجمهور في أبوظبي هؤلاء المبدعين الصغار، ويشاهد قدراتهم المدهشة حتى في الفن، كما أني أؤمن أنهم من أقدر الفئات المجتمعية على تذوق الفن والجمال والإحساس به، وأعتبر أن لي دوراً بل مسؤولية في استخدام الفن كأداة حوار وبناء مع أصحاب الهمم".

ومن المقرر تنظيم ورشتي عمل جديدتين يومي 8 و15 ديسمبر في منارة السعديات تحت إشراف فنانين آخرين، بالإضافة إلى مزيد من الفعاليات التضامنية المخطط لإطلاقها مع مطلع العام الجديد، وفي نهاية سلسلة ورش العمل، ستعرض جميع الأعمال التي تم إنتاجها في ورش العمل ضمن معرض فني حصري يقام في منارة السعديات من 16 إلى 28 مارس 2019 خلال فترة تنظيم الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية.