صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الإثنين 12 نوفمبر 2018 / 11:49

صحف عربية: تصعيد نصر الله مناورة إيرانية وباريس تقطع ذراع الأخطبوط

أثار خطاب زعيم حزب الله الأخير، حسن نصرالله غضب القوى السياسية الأساسية في لبنان، خصوماً وحلفاء، وفي الوقت الذي يُهدد فيه نصر الله بعرقلة تشكيل الحكومة، يستعد القضاء الفرنسي لضرب الحزب في مقتل، بعد انطلاق محاكمة شبكة تخصصت في تبييض أموال المخدرات في أمريكا اللاتينية وضخها في خزائن الحزب.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، قال المهتمون بالشأن اللبناني إن تمسك حسن نصرالله بنواب "سنة 8 أذار" "حتى قيام الساعة" يعني أن لا حكومة في الأفق المنظور، وأن حزب الله هو العقدة الأساسية في عرقلة مهام الرئيس المكلف سعد الحريري في تشكيل الحكومة المقبلة.


استفزاز
أثار خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الأخير، غضب الحلفاء قبل الخصوم، مثل "التيار الوطني الحر، بعد أن نصر الله بإعادة مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية إلى المربع الأول، بإصراره على تمثيل حلفائه السنة بمقعد في الحكومة، وهو ما يرفضه رئيس الجمهورية ميشال عون وخلفه التيار الوطني الحر، ورئيس الحكومة سعد الحريري وخلفه تيار المستقبل، كما اعترض على هذا الشرط وليد جنبلاط وحزب القوات اللبنانية.

وبحسب صحيفة "الجريدة" الكويتية، أجمع المراقبون السياسيون على أن المعني الأول بخطاب نصرالله التصعيدي هو رئاسة الجمهورية، إذ أنه وبالعراقيل التي وضعها أمام تشكيل حكومة ينتظرها العهد لتحقيق إنجازات، يرمي نصر الله كرة العقدة السنية إلى عون الذي بات عليه إقناع الحريري بتوزير أحد السنّة المستقلين من حصته، إذا لم يشأ أن يمنح وزيراً من حصة الرئاسة.

التعليق الأقوى على خطاب نصرالله جاء من حزب "القوات اللبنانية"، حيث قال القيادي القواتي ريشار قيومجيان لنصرالله: "مارس وصايتك وفوقيتك واستعلاءك وارفع إصبعك ما شئت، سيان" مشدداً على أن "كرامة الرؤساء والبطاركة والمفتين من كرامتنا، وكرامة اللبنانيين أكبر من حكومة ومن وزير تابع لولايتك"، مضيفاً "لا يا سيد القوة والفرض والتهديد والصراخ تمشي عندك مش عنا، مع بعض الذميين مش معنا ولا مع البلد".

ارتفاع أدرينالين

ومن جهته، سخر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، العلامة السيد محمد علي الحسيني، من لغة التهديد والتصعيد التي استخدمها زعيم مليشيا "حزب الله" في خطابه الأخير، قائلاً "حسن نصر الله يعاني من ارتفاع الأدرينالين".

وندد في الوقت ذاته، "بمواقف نصرالله من البحرين والتدخل في شؤونها الداخلية"، وفي تصريحات لصحيفة "الوطن" البحرينية،وأضاف العلامة الحسيني أن "أكثر شيء مثير للسخرية والتهكم، ما جاء في الخطاب الأخير لنصرالله، لاسيما ما يتعلق بالتذكير الدائم بالويلات التي تصيب الشعب اليمني نتيجة الحرب، وهو يسعى من خلال ذلك وبشكل واضح لا لبس فيه إلى التغطية على دور حزبه وراعيته إيران من الخلف في التدخلات السافرة والمثيرة للاستهجان في سوريا، والعراق وفي كل الدول التي تتدخل فيها ضد إرادة شعوبها".

وسخر الحسيني من نصرالله قائلاً إن "أمين عام "حزب الله، ومن بعده حزبه، ومن ثم إيران وعلى رأسها الولي الفقيه يعانون من ارتفاع الأدرينالين نتيجة للإخفاقات في الداخل الإيراني والخارج وهذا ينعكس بطبيعة الحال على نصرالله وحزبه في لبنان، والخوف من القادم الحتمي من تغيرات في المنطقة وعلى رأسها سوريا التي ستطرد نصر الله وحزبه في القريب العاجل، لأنهم دخلوا إليها مرتزقةً ومحتلين ونهاية المحتل والظالم يعرفها نصرالله تماماً، ويبدو ذلك جلياً في خطابه المتسم بدرجة عالية جداً من الانفعالية والتوتر".

وأضاف الحسيني أن "ارتفاع الأدرينالين عند نصرالله أكثر من غيره يأتي لسببين، أولهما هو احتمال وارد جداً، طرد حزبه من سوريا وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على موقفه وموقف الحزب سلباً، والثاني، العقوبات الأمريكية المفروضة على حزبه وعلى النظام في إيران والظروف الصعبة جداً التي تواجهه، تجعل المستقبل حالكاً بالنسبة لحزب الله".

وتابع أنه "كما هو معروف عن إيران وعندما تصبح في موقف خطير وتجد التهديدات تحدق بها فإنها تلجأ إلى اختلاق مشاكل وأزمات وإثارة حروب ومواجهات لتخفيف حالة الضغط والتهديد ضدها"، موضحاً أن "نصر الله الذي يسير على خطى ولي نعمته".

لبنان الرهينة
من جانبه قال الكاتب مكرم رباح في صحيفة "الرأي" الكويتية متحدثاً عن "العقدة الصفراء وحسن نصرالله" إن مليشيا حزب الله، أهم أسباب الاكتئاب السياسي، والعقدة الأساسية في عرقلة مهام الرئيس المكلف سعد الحريري في تشكيل الحكومة المقبلة والتي يرى فيها اللبنانيون كافة مخرجاً من الانهيار الاقتصادي. 

وأضاف "المقلق في كلام نصرالله الهجومي على كل من الحريري والزعيم وليد جنبلاط هواستغراب العامة من كلامه، وهم الذين أجبروا أنفسهم على مرّ السنوات الماضية على تقديم بلدهم رهينة لمشروع إيراني ينفذه حزب الله في كل من سوريا، والعراق، واليمن".

وتابع أن "حزب الله لم يغير خطابه أو تسلطه في السنوات السابقة، بل الطبقة السياسية ومؤيدوها هم من قرروا أنهم عاجزون عن الوقوف بوجههم واتجهوا نحو تقاسم مغانم السلطة والنظام الزبائني اللبناني، نصرالله لم يتكلم عن تشكيل الحكومة فحسب، بل ذكر كل من جنبلاط والحريري بأن لبنان ودولته مرغمون على الوقوف إلى جانب الحزب بوجه العقوبات الأميركية القاسية ولو على حساب الاقتصاد اللبناني، وبأن أي رهان على قدرة تلك العقوبات على إضعاف إيران وفرعه اللبناني سيواجه بحزم ولو بقوة سلاح المقاومة".

ضرب الأخطبوط
وفي سياق متصل، وفي الوقت الذي ينتظر فيه حزب الله اللبناني مزيداً من العقوبات الأمريكية عليه مباشرةً، بعد العقوبات التي فرضتها على واشنطن، يواجه الأخطبوط المالي للحزب، اليوم الإثنين، بداية محاكمة شبكة تابعة لحزب الله ، متخصصة في تبييض أموال المخدرات والتهريب من أمريكا اللاتينية إلى لبنان.

وسيمثل 15 متهماً أمام القضاء الفرنسي، يمثلون شبكة موالية لحزب الله في محاكمة من المنتظر أن تستمر إلى 28 نوفمبر(تشرين الثاني) لقطع أذرع هذا الأخطبوط الذي كان ينشط بين أوروبا وأمريكا اللاتينية وبيروت، وفق ما نقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية.