آثار هجوم لحركة الشباب في مقديشو (أرشيف)
آثار هجوم لحركة الشباب في مقديشو (أرشيف)
الإثنين 12 نوفمبر 2018 / 12:22

الغارات الأمريكية تفشل في إخضاع حركة الشباب الصومالية

تسببت غارات جوية أمريكية غير مسبوقة خسائر فادحة لتنظيم الشباب المتطرف في الصومال دون أن تلحق به ضربة قاضية.

أزمة إنسانية كبيرة تسود الصومال، وتزايد أعمال الفوضى وانعدام الأمن والقتال قاد لحركة نزوح كبيرة في منطقة شابيل السفلى

 ويقول جايسون بورك، مراسل صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في أفريقيا إن الولايات المتحدة نفذت 29 هجوماً ضد الشباب في العام الجاري.

وفي 2017، وجهت الولايات المتحدة 27 ضربة لفرع القاعدة، الشباب، والذي يحارب منذ قرابة عشرة أعوام  لفرض نمطه المتشدد على الصومال. ووجهت أربع هجمات أخرى ضد تنظيم صغير تابع لداعش في البلد الواقع في شرق أفريقيا.

تأقلم
وحسب بحث نشر قبل أسبوع، ورغم تراجع عدد هجمات متطرفي الشباب في الصومال، بدأ التنظيم في التأقلم مع الحملة الجوية الأمريكية الفتاكة.

ووجد محللون لدى معهد هيرال في مقديشو أن التنظيم نفذ عدداً أقل من الهجمات ضد مراكز حكومية، لكن عدد هجماته ضد مكاتب وشركات حكومية ترفض دفع إتاوات، ارتفع بشكل ملحوظ.

أسلوب فعال
ويشير تقرير معهد هيرال إلى "زيادة بمعدل الضعفين في عدد التفجيرات، ما يوحي بأن الشباب اتخذ قراراً واعياً بالتحول إلى التفجيرات عاملاً رئيسياً في استهداف الحكومة الصومالية وحلفائها، بوصفها أسلوباً هجومياً فعالاً لا يضطر فيه لاستخدام رجاله وتعريضهم للقتل".
  
وفي يوم الجمعة الماضي ضربت، ثلاثة انفجارات مقديشو، وأدت لمقتل عشرات. واستهدف الشباب فنادق لم تدفع له لقاء حمايتها، وفق مصادر أمنية في العاصمة الصومالية.

طريق مسدود
وتوصل عدد من الخبراء إلى قناعة بأن الحرب ضد التنظيم المتشدد وصلت إلى طريق مسدود.

وقال حسين شيخ علي، المدير التنفيذي لمعهد هيرال، ومستشار سابق للأمن القومي: "من المؤكد أن الشباب لم يصبح أقوى، ولكن الحكومة أيضاً لم تعد أكثر كفاءة في محاربته. وكانت الولايات المتحدة نشطة جداً في إصابتها لأهداف كبرى، ولكن السيطرة على مناطق والبقاء فيها شيء بالغ الصعوبة".

تحت الضغط
وحسب الكاتب، من الواضح تعرض الشباب لضغط كبير. فقد عمد التنظيم لابتزاز معدمين بمبالغ مالية كبيرة، وتجنيد أطفال بالقوة مقاتلين وانتحاريين.

وكشفت وثائق استخباراتية ونصوص لتحقيقات مع منشقين ولقاءات أجرتها صحيفة "ذا غارديان"، أن مساحات واسعة من وسط وجنوب الصومال ما زالت تحت سيطرة المتطرفين.

ويتفق معظم المحللين الدوليين على أن الصراع ضد الشباب وصل إلى مأزق.

وكتب بيل روغيو، المتخصص في محاربة الإرهاب لدى موقع "لونغ جورنال أن "هجمات متواصلة تظهر احتفاظ الشباب بقدرته على شن هجمات تقليدية، فضلاً عن قابليته لتنفيذ عمليات انتحارية".

تقويض قدرات
وفي الوقت نفسه، يؤكد الجيش الأمريكي أن الضربات الجوية "تضعف قدرة الشباب على التخطيط لهجمات مستقبلية، وتشتت شبكات قيادته، وتقوض قدرته على المناورة داخل المنطقة".

ولكن الأمم المتحدة تقول إن أزمة إنسانية كبيرة تسود الصومال، وأن تزايد أعمال الفوضى وانعدام الأمن والقتال تسبب في حركة نزوح كبرى في منطقة شابيل السفلى، وهرب أكثر من 34 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، خارج المنطقة منذ بداية أغسطس( آب)، منضمين لآلاف آخرين فروا سابقاً من القتال، والجفاف، والفيضانات.