الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 / 12:08

صحف عربية: من بيروت إلى غزة تحركات إيرانية مكشوفة

الانشقاقات في صفوف قيادة ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، أربكت حسابات الداعمين الإيرانيين، فيما تزامن التصعيد في غزة بين حماس وإسرائيل، ترجمة لسياسة إيران في المنطقة، وتمويل سخي من الدوحة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، أكدت مصادر إيرانية أن تصعيد حزب الله لخطابه أخيراً، لا يرتبط بتشكيل الحكومة في لبنان، فيما لم تجد طهران، أفضل من الساحة اللبنانية مكاناً للرد على خسائرها المباشرة في سوريا، والعراق، واليمن، إلى جانب استهدافها دولياً عبر إخضاعها لعقوبات جديدة.

إرباك إيران
شددت جماعة الحوثي الانقلابية إجراءاتها الأمنية ضد مسؤولين وأعضاء في حكومة الانقلاب، ومجلسي النواب والشورى، وبحسب صحيفة "مكة"، فرضت الميليشيا رقابة مشددة بعد نجاح وزير الإعلام في حكومة الانقلاب عبدالسلام جابر في الهروب والوصول إلى الرياض.

ومثل انشقاق جابر، ثم انشقاق رئيس مركز القيادة والسيطرة التابع للقوات البحرية والدفاع الساحلي في الحديدة التابع لميليشيا الحوثي، العقيد ركن بهيجي الرمادي عن جماعة الحوثيين، ضربةً قاسية للحوثين والإيرانين أيضاً الذين يبحثون سبل المناورة بأوراق أخرى في المنطقة، للإفلات من التضييق المتنامي عليها.

حماس الإيرانية 
قال مراقبون مطلعون لموقع "بغداد بوست"، إن حماس اليوم تنفذ الواجب الإيراني لشغل العالم عن العقوبات الأمريكية على طهران، بعد أن اطمأنت على رواتب عناصرها بعد وصول الأموال القطرية، قبل 72 ساعة فقط قبل تصاعد العنف.

وقال "بغداد بوست" الذي اتهم حماس بـ"الإرهابية" إنه ليس مفهوماً تُطلق حماس صواريخها "بعد مرور الأموال المرسلة إلى حماس من قطر عبر سفيرها محمد العمادي"، عن طريق إسرائيل وببعد موافقتها.

وذكر الموقع، أن ما تقوم به حركة حماس في قطاع غزة، "عملية إيرانية مفضوحة"، وأن "خامنئي يريد توجيه أنظار العالم بعيداً عن طهران، حتى يمكنه تهريب النفط والالتفاف على العقوبات الأمريكية".

وحسب الموقع العراقي، يُحمل "المراقبون قطر، مسؤولية التصعيد والحرب، مضيفين أن تنظيم الحمدين هو "عرّاب القتلى الفلسطينين والإسرائيليين الذين سيسقطون في الحرب الدائرة الآن في غزة بين حماس وإسرائيل، وهو الذي دفع رواتب العناصر الحمساوية، ليواصلوا مهماتهم الإيرانية داخل فلسطين".

فرمان نصرالله
أكدت صحيفة "المستقبل" اللبنانية، أن ما أطلقت عليه "فرمان حارة حريك" للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في خطابه "المتعالي على اللبنانيين"، كشفت خلفياته وأهدافه وكالة فارس الإيرانية، التي فضحت "الانقلاب على الدستور" وإجهاض ولادة الحكومة في مقال، أكدت فيه الأبعاد الإقليمية الإيرانية لموقف نصرالله، وأنه "ليس مرتبطاً بقضية تشكيل الحكومة، ولا هو صادر عن لحظة انفعال أو غضب من عدم توزير سنّي من قوى 8 آذار، بل صادر عن استشرافه للمرحلة المقبلة للمنطقة وما يُخطط لها".

وأضافت الصحيفة أنه هذا غيض من فيض، مشيرة إلى أن مقال وكالة فارس، تحت عنوان "ما بعد الخطاب حتماً ليس كما قبله"، جاء تهديداً صريحاً، "وأمعن في تهديد اللبنانيين وقادتهم مستخدماً عبارات من قبيل زمن تدليع الساسة اللبنانيين ولى لأن الآدمية لا تنفع معهم".

"التعويض" في لبنان
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "الشرق" اللبنانية، إلى أن قراءة متأنية في خطاب نصرالله، تتيح استنتاجاً يقيم ارتباطاً وثيقاً بين تصعيد الأمين العام حسن نصر الله وتعطيل محركات التشكيل، والغليان الإقليمي في ظل صراع النفوذ الدائر على أشده في سوريا، والذي يبدو أن رياحه ستجري بما لا تشتهيه سفن طهران. 

وكما في سوريا، وفي العراق، أين أفقدت الانتفاضة الشيعية تحت عنوان "العراق حرة وإيران برّا"، طهران بعضاً من نفوذها، وبحسب أوساط الديبلوماسية، وصل إلى مواقع القرار في بغداد من يمكن تسميتهم مسؤولين "عراقيين جداً"، بمعنى أنهم يعطون الأولوية في قراراتهم لمصلحة العراق، بدليل أن الحشد الشعبي فشل في تأمين الثقة لوزير الداخلية العراقي المحسوب على طهران، فيما تأتي الخسائر السياسية في سوريا والعراق، بحسب الصحيفة، بعد تراجع عسكري ملحوظ في اليمن، أين تدعم طهران الحوثيين، الذين يخوضون الحرب في مواجهة قوات الشرعية المعترف بها دولياً.