بعض المشاركين في مؤتمر باليرمو حول ليبيا (إ ب أ)
بعض المشاركين في مؤتمر باليرمو حول ليبيا (إ ب أ)
الأربعاء 14 نوفمبر 2018 / 00:06

انقسامات "باليرمو" تعقد الوصول لتسوية في ليبيا

شهد المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي انعقد الإثنين والثلاثاء، بباليرمو في صقلية انقسامات حتى قبل بدايته بين الليبيين من جهة والدول المنخرطة في النزاع من جهة أخرى.

ورغم جهود الحكومة الإيطالية الحريصة على إنجاح أول تحد دولي لها فقد شهد المؤتمر مقاطعة أحد أهم الأطراف ميدانياً المشير خليفة حفتر، ثم غضب تركيا التي انسحبت الثلاثاء، من المحادثات بعدما قالت إنه "تم استبعادها" من اجتماع عقد الثلاثاء.

وقال رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، في الجلسة العلنية الوحيدة للمؤتمر: "أريد أن أكون واضحاً، لم نزعم البتة أننا سنقدم عبر هذا المؤتمر الحل للأزمة الليبية".

وفي مؤتمر صحافي لدى اختتام المؤتمر اعتبر كونتي، أن عملية بسط الاستقرار في ليبيا يجب "أن تترك بالكامل لليبيين"، وهو ما وافقه فيه المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة، الذي أشار إلى "ود أكبر بكثير" بين المشاركين الليبيين رغم مقاطعة المشير حفتر المؤتمر.

غموض حفتر
وكان الأخير أبقى الغموض حتى آخر لحظة بشأن مشاركته في المؤتمر الذي سرعان ما غادره في النهاية معتبراً بحسب مقربين منه، أن بعض المشاركين فيه مقربون جداً من التيار الإسلامي. وحفتر الذي استقبله كونتي مساء الإثنين، في باليرمو كان رفض المشاركة في عشاء المؤتمر.

بيد أنه قبل صباح الثلاثاء، بمقابلة ممثلي دول عدة منخرطة في الملف الليبي بينها مصر وروسيا والجزائر وتونس وفرنسا. كما حضر هذا الاجتماع "غير الرسمي" الذي دعا له كونتي، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج.

انسحاب تركيا 
وقررت تركيا التي لم تتم دعوتها للقاء الانسحاب من المؤتمر معبرة عن "خيبة أملها الكبيرة".

وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، الذي كان يمثل بلاده في صقلية "كل اجتماع يستثني تركيا لا يمكن إلا أن تكون نتائجه عكسية لحل المشكلة".

وأضاف: "الاجتماع غير الرسمي الذي عقد صباح اليوم مع عدد من الأطراف وتقديمهم على أنهم اللاعبون البارزون في منطقة البحر المتوسط هو أمر مضلل تماماً وهو نهج ضار نعارضه بشدة".

وقالت تركيا: "للأسف عجز المجتمع الدولي عن أن يكون موحداً هذا الصباح" مبدية الأسف لكون بعض الدول التي لم تسمها، "تواصل رهن المسار (السياسي في ليبيا) باسم مصالحها الخاصة".

وعبر كونتي عن الأسف لانسحاب تركيا، لافتاً إلى أنه لم يؤد إلى اضطراب "الجو الإيجابي" للاجتماع، مشيداً بـ"التناغم الدولي القوي".

من جهته شدد رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، أثناء الاجتماع غير الرسمي على أنه "من حق كل بلد أن تكون له طموحاته في ليبيا، لكن على الجميع أن يدرك أن تجسيد هذه الطموحات يتطلب أولاً السلام في ليبيا والحفاظ على وحدة البلد وسلامته".

تسوية دون انحياز
من جانبه أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحسب متحدث في القاهرة، أن دور المجتمع الدولي يتمثل في دعم تسوية في ليبيا بدون الانحياز لأي طرف.

ومع ذلك فإن كونتي وسلامة أكدا أهمية مؤتمر باليرمو الذي جاء بعد مؤتمر باريس في مايو (أيار) 2018.

وقال سلامة، إنه واثق بالتزام الليبيين تسوية الأزمة وخصوصاً دعمهم لـ"المؤتمر الوطني" الذي ينوي الدعوة إليه ربيع 2019. واعتبر أن تنظيم هذا المؤتمر "بات أسهل" بفضل مؤتمر باليرمو وبفضل "دعم جماعي" من مختلف الأطراف الليبيين و"الالتزام الواضح من الليبيين بالمشاركة فيه".

توصيات باليرمو
وفي البيان الختامي للمؤتمر أكد المشاركون خصوصاً ضرورة إعداد الإطار الدستوري لإجراء انتخابات، وضمنه استفتاء على مشروع دستور، ودعم المؤتمر الوطني للأمم المتحدة ودعم تشكيل جيش موحد تحت قيادة مدنية.

وطغى الانسحاب التركي على الخلافات السابقة بين إيطاليا وفرنسا حول الملف الليبي التي قال سلامة، إنه تم تجاوزها اليوم، وذلك في تصريحات لصحيفة "الأهرام".

ولزم وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، الذي حضر إلى باليرمو، التكتم وغادر صقلية الثلاثاء، بدون الإدلاء بتصريحات. وكانت الخارجية الفرنسية قالت الإثنين، إنها "تأمل بنجاح هذا المؤتمر".