حريق في إسرائيل بعد سقوط صاروخ  من غزة (أرشيف)
حريق في إسرائيل بعد سقوط صاروخ من غزة (أرشيف)
الأربعاء 14 نوفمبر 2018 / 14:35

عملية إسرائيل الفاشلة في غزة ... بداية حرب جديدة؟

هل باتت إسرائيل على وشك الدخول في حرب جديدة مع حركة حماس في قطاع غزة، بعد فشل عمليتها الاستخباراتية، قبل يومين؟

جعل العملية روتينية، ومجرد مغامرة صغيرة، كان بهدف عدم انكشاف أمر الكوماندوز الإسرائيليين

سؤال طرحه ديفيد هالبفينغر، مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في القدس، الذي يغطي الشؤون الإسرائيلية والمناطق الفلسطينية المحتلة، والشرق الأوسط، لافتاً إلى حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في كلمته يوم الأحد الماضي، على طمأنة الإسرائيليين الذين تعبوا من القتال ضد فلسطينيين في قطاع غزة، قائلاً أنه يفعل كل ما في وسعه لتجنب حرب غير ضرورية.

ولكن وحسب كاتب المقال، لم يمر يومان على ما قاله نتانياهو، حتى ظهر أن إسرائيل كانت على وشك الدخول في حرب.

عملية فاشلة
ويقول الكاتب إنه بعد عملية استخباراتية فاشلة لكوماندوز إسرائيلي، أوقعت سبعة من حماس، شنت الحركة المتشددة، وفصائل مسلحة أخرى، هجوماً بالصواريخ وقذائف الهاون على جنوب إسرائيل.

ومع تردد صدى صافرات الإنذار ما بين البحرين المتوسط والميت، وبعد تفجير صاروخ مضاد للمدرعات حافلة إسرائيلية، وإصابة جندي بجروح خطيرة، ردت إسرائيل بغارات جوية وقذائف مدفعية.

واستهدفت إسرائيل عشرات المواقع العسكرية ومخازن أسلحة في غزة. وسوت بالأرض محطة تلفزيونية تابعة لحماس، ومقاراً استخباراتية للحركة، في واحدة من أعنف المعارك ضدوغزة، منذ حرب 2014.

تهديد
وفي رأي كاتب المقال، يهدد القتال بتعطيل محادثات تهدئة متعددة الأطراف دامت أشهراً، حيث واجهت احتجاجات فلسطينية بدأت في مارس( آذار) رداً إسرائيلياً فتاكاً. وقتل في تلك العمليات 170 فلسطينياً، وجرح آلاف.

وأثمرت محادثات، تمت بوساطة مصرية، عن تحقيق تقدم من أجل تخفيف التوترات في غزة، منها زيادة حجم الطاقة الكهربائية، وتدفق مساعدات بقيمة ملايين الدولارات على القطاع.

سؤال
إذاً، يسأل بعض الإسرائيليين عما دعا الحكومة الإسرائيلية التي تتعرض للضغط لتخفيف التوتر في غزة، رغم تقدم المحادثات، للمخاطرة بكل ذلك عبر ما وصفه مسؤولون، بعملية مراقبة روتينية.

ويجيب محللون أن تحويل العملية روتينية، إلى مغامرة صغيرة، كان لمنع انكشاف أمر الكوماندوز الإسرائيلي.

ثمن المغامرة
وقالت مصادر إسرائيلية إن ثمن المغامرة بات واضحاً يومي الاثنين والثلاثاء. فأطلقت أكثر من 400 صاروخ وقذيفة هاون على إسرائيل.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أصاب أكثر من 100 هدف لحماس ولمنظمة الجهاد الإسلامي في غزة، وأن القبة الحديدية الإسرائيلية أسقطت ما يزيد عن 100 قذيفة.

وحسب السلطات في غزة، قتل خمسة فلسطينيين وجرح 15 آخرون في الغارات الجوية الإسرائيلية. وعلى الجانب الإسرائيلي، قتل فلسطيني من الخليل في عسقلان، وجرح ما لا يقل عن16.

وبعدما هددت إسرائيل بدك أبنية في غزة، حذرت حماس من أن "ملايين من الإسرائيليين سيكونون في مرمى صواريخها".

تحد أمني
وقال إيمانويل ناشون، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية: "أعتقد أننا نتعامل بصورة مباشرة مع الوضع. إنه تحدٍ أمني، يهدد القسم الجنوبي من دولة إسرائيل. وقبل بحث القضية مع أي منظمات دولية، نحن بحاجة للتأكد من قدرتنا على حماية مواطنينا. ولهذا نركز حالياً على العمل العسكري، لتوجيه رسالة واضحة وقوية".

وفي رأي ناشون "محادثات مبكرة توجيه رسالة خاطئة. ولا بد لمتطرفي غزة أن يفهموا أنهم لا يستطيعون إطلاق النار وقت ما يشعرون بالرغبة في إطلاقها، أو التوقف وكأن شيئاً لم يكن".