الرئيس الإيراني حسن روحاني وأمير قطر الشيخ تميم (أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني وأمير قطر الشيخ تميم (أرشيف)
الأربعاء 14 نوفمبر 2018 / 13:50

إيران وقطر...أين تلتقيان وأين تفترقان؟

يرى الكاتب السياسي الدكتور خالد باطرفي أن أسوأ أنواع النفاق، ذلك الذي ترعاه الدول ويتجسد في المعايير والأحاديث والهويات المزدوجة.

لدى قطر مشكلة كبيرة تتجلى في أنهم لا يعلمون ما يريدون ولا كيفية حصولهم عليه. قبل أن يعقدوا النية على أي شيء لن يتوقفوا عن الألاعيب وتغيير مواقفهم. بالنسبة إلى إيران، هي تدرك ماذا تريد وقد دونته في دستورها وهو تصدير ثورتهم إلى سائر العالم

وكتب باطرفي في صحيفة "سعودي غازيت" أن هنالك زعماء دول ورأي وقادة روحيين يكذبون دون تردد أو ذنب أو احترام لذكاء المراقبين، ولا يبدو أنهم يهتمون بتناقضاتهم بين ليلة وضحاها.

من الصعب فهم شخص لا يفهم نفسه، ويسوء الوضع حين يكون الوضع مرتبطاً بحكومة ذات رؤوس وألسنة متعددة وتوجه رسائل متناقضة.

يضيف الكاتب أن إيران وقطر وجميع الدول بينهما معروفة باستخدام هكذا تكتيكات.

على سبيل المثال، وقع الحوثيون في اليمن العديد من الاتفاقات مع الحكومة اليمنية لكنهم نقضوها كلها.

يوافقون على أمر في جلسة تفاوض ليلية قبل أن يتخذوا موقفاً مناقضاً له في الصباح التالي. ربما يكون الإنسان معذوراً لو ظن أنهم يعانون فقدان ذاكرة جماعي، لكن الموضوع مرتبط أكثر بثقافة معينة، إذ اعتاد الحوثيون أن يكونوا بنادق للإيجار دون أي مبادئ أو ضمير، لكن لا شرف يتمتع به اللصوص.

لذلك، ودون ندم أو حاجة للتفسير، انقلبوا على حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي أعطاهم مفاتيح اليمن، ووضع الموالين له في الجيش والقبائل، تحت تصرفهم.

ازدواجية إيرانية
إن إيران هي منبع هذه الثقافة وتشتهر ببياناتها المتناقضة والتزاماتها غير الموثوقة. وأصدر المسؤولون الإيرانيون أخيراً مواقف مختلفة من السعودية.

هنالك من شكر الرياض لحسن تنظيم مراسم الحج، بينما تذمر آخرون من رفضها تنظيم مظاهرات سياسية. وتابع باطرفي: "البعض يهددنا بالصواريخ البالستية التي ستحرق جميع حقولنا النفطية ومدننا، باستثناء مكة والمدينة! وآخرون يتساءلون لماذا نشكك في نواياهم السلمية!" ليس المسؤولون الإيرانيون المختلفون هم الذين يُطلقون مواقف مختلفة.

يشكل الرئيس روحاني وفريقه مثلاً على ذلك. في الصباح، يتهمون السعودية بدعم العقوبات الأمريكية، ويهددون باستهداف حقولها النفطية، وإغلاق مضيق هرمز. بعد الظهر يمدون أيديهم باسم الصداقة والأخوة.

حين يفشلون في ذلك، يعودون في المساء إلى اللغة القاسية، لكن مع تعديل في التكتيك، إذ بدل أن يطلقوا التهديد المباشر يعلنون دعمهم للميليشيات العربية التي تستهدفها.

لهذا السبب يصعب كثيراً فهم نواياهم ومواقفهم الحقيقية، إلا إذا كان الشخص مطلعاً على دستورهم، وعقيدتهم، وثقافتهم.

ماذا عن قطر؟
قطر هي  أيضاً مثل آخر لازدواجية الخطاب. في المحادثات الخاصة، يقدم المسؤولون القطريون مواقف مختلفة تماماً عن تلك التي يتخذونها بشكل علني.

لقد تدبروا على رسم صورة عن أنفسهم أمام الرأي العام ،وهم يكرهون تغييرها. المشكلة هي أن الصورة لا تعبر عن الواقع. بينما يصورون أنفسهم دولةً صغيرة ذات حكومة مبدئية وقوية، تبقى الحقيقة بعيدة عن تلك الصورة الجميلة.

هم مجموعة سياسيين متآمرين، لن يردعهم رادع ليحققوا مصالحهم الشخصية. لن يهم عدد القتلى وحجم الدمار الذي قد يعاني منه جيرانهم أو العالم، طالما أنهم قادرون على نشر تأثيرهم. تصبح الأكاذيب أسلوب حياة، والغش قواعد اللعبة.

الفرق بين الدوحة وطهران
يضيف باطرفي أن لدى القطريين مشكلة كبيرة تتجلى في أنهم لا يعلمون ما يريدون ولا كيفية حصولهم عليه.

وقبل أن يعقدوا النية على أي شيء، لن يتوقفوا عن الألاعيب وتغيير مواقفهم بشكل غالب. والسعودية محقة في طلب موقف واضح وعلني، قبل المضي قدماً إذ إن أي شيء أقل من ذلك لن يجدي نفعاً.

أما إيران، فهي تدرك ماذا تريد، ودونته في دستورها، وهو تصدير ثورتهم إلى سائر العالم بدءاً من الدول المسلمة والعربية المجاورة.

ينظرون إلى مرشدهم الأعلى خليفةً لجميع المسلمين. من هنا، لن يتوقفوا حتى يحققوا هدفهم والغاية تبرر الوسيلة في عقيدتهم وثقافتهم.

وبوجود  أنظمة وثقافات مماثلة، لا يمكن للدول التفاوض للوصول إلى اتفاق منصف. عقولهم متحجرة. "وكما مع كل الحجارة، تحتاج إلى مطرقة!"