الخميس 15 نوفمبر 2018 / 11:34

صحف عربية: هدنة غزة واستقالة ليبرمان تمهدان الطريق لليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفاً

24 - إعداد: شيماء بهلول

اهتز الوسط الإسرائيلي أمس الأربعاء، بعد إعلان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان استقالته من منصبه احتجاجاً على اتفاق التهدئة مع حركة حماس، في خطوة قال إنها "استسلام للإرهاب".

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، تترقب الساحة الإسرائيلية قرار التوجه نحو انتخابات برلمانية مبكرة، فيما يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى حشد ائتلافه الحكومي لترتيب الخارطة السياسة الإسرائيلية لإبقاء قبضة حزب اليمين على السلطة.

انتخابات مبكرة
ذكرت صحيفة "الغد" الأردنية، أن إسرائيل تترقب قرار رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بالتوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، مرجحة أن تكون بعد 4 أشهر على الأكثر.  

وأوضحت الصحيفة أن نتانياهو ينوي تثبيت الائتلاف الحاكم، إلا أن تحالف أحزاب المستوطنين، يهدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم يحصل على حقيبة الحرب، وهو ما سيرفضه ليعلن استقالة الحكومة
وحل الكنيست.

وتشير التقديرات إلى أن ليبرمان الذي لوح على مدى سنين بالدعوة للقضاء على سلطة حركة حماس،  يعرف أن الولاية البرلمانية الأخيرة دخلت عامها الأخير، وأن انتخابات برلمانية مبكرة من المتوقع أن تجري في غضون أشهروقبل موعدها الرسمي، بعد نحو عام، ولذا فإن التقدير، هو أنه اغتنم فرصة اعتراضه على وقف إطلاق النار، ليستقيل من الحكومة ويخوض الانتخابات على هذا الأساس.

وبدورها، أعلنت كتلة تحالف أحزاب المستوطنين "البيت اليهودي"، أنها تطلب حقيبة الدفاع لزعيم الكتلة وزير التعليم نفتالي بينيت، وإلا فإن الكتلة ستنسحب هي أيضاً من الائتلاف، ما سيفقد نتانياهو أغلبية الهزيلة بعد استقالة ليبرمان، وهناك شك كبير في أن يقبل نتانياهو ذلك، بسبب التنافس الحاد بين الليكود والبيت اليهودي على أصوات اليمين الأشد تطرفاً، والمستوطنين بشكل خاص.

 توسل حماس 
وفي صحيفة "الرأي" الكويتية"، أشار مسؤول رفيع المستوى في مكتب نتانياهو، إلى أن الحكومة غير مرغمة على إجراء انتخابات مبكرة في ظل استقالة وزير الدفاع ليبرمان، قائلاً "لسنا مرغمين على التوجه إلى انتخابات، وحقيبة الدفاع ستنتقل إلى نتانياهو".

وأضاف، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حفل تكريم لمؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن غوريون: "في أوقات الطوارئ عند اتخاذ القرارات الحاسمة للأمن، لا يمكن للجمهور أن يكون دائماً مطلعاً على الاعتبارات التي يجب إخفاؤها عن العدو"، مضيفاً أن "حماس توسلت لوقف إطلاق النار، وهم يعرفون جيداً لماذا".

حرب مُقننة 
توقع معلقون سياسيون إسرائيليون، حسب صحيفة "المستقبل" اللبنانية، أن يلجأ نتانياهو الذي تلاحقه تحقيقات فساد رغم شعبيته المرتفعة، قد يجري الاقتراع مبكراً، واعتبروا أن قرار ليبرمان بالاستقالة محاولة لسرقة الأصوات منه ومن منافسه المنتمي لأقصى اليمين في مجلس الوزراء وزير التعليم نفتالي بينيت.

وحسب الصحيفة، يرى المراقبون أن ما جرى من حرب مقننة ومنضبطة بين "حماس" وتل أبيب أتى هذه المرة في ظل حراك سياسي عربي ودولي للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد في غزة، عبر بوابة الحل الإنساني، وهي ليست ببعيدة عن صفقة القرن وعما يُخطط للقطاع.

حسابات حزبية 
ووفقاً لموقع "القدس" الفلسطيني، يرى خبراء بالشأن الإسرائيلي، أن استقالة وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، لها علاقة بالحسابات الحزبية الإسرائيلية بالدرجة الأولى تحضيراً للانتخابات المبكرة التي قد يدعو لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في منتصف فبراير(شباط) المقبل.

واعتقد الخبراء أن ليبرمان ونتانياهو يريدان انتخابات مبكرة، وأن الاستقالة تندرج في سياق تحسين شعبية ليبرمان، بينما نتانياهو يريد الإعلان عن انتخابات مبكرة تحسباً لأي تطورات في قضايا التحقيق المتعلقة بفساده، بيد أن الخبراء لا يتوقعون تغيراً في الخارطة السياسية الإسرائيلية، إذا أجريت انتخابات مبكرة سوى أن أحزاب اليمين وأقصى اليمين ستُشدد قبضتها على السلطة أكثر.

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي برهوم جرايسي للموقع الفلسطيني، إن ليبرمان استخدم ورقة الحرب لتقديم استقالته، وقفز من مركب الحكومة لإنقاذ نفسه ولتحسين شعبيته لأنه يعلم أن هناك انتخابات مبكرة في إسرائيل لن يتجاوز موعدها منتصف مارس(أذار) المقبل.

وأوضح الخبير أنه لا علاقة للاستقالة بنتائج التصعيد في غزة والتهدئة مع حماس، بقدر علاقتها بالحسابات الحزبية الإسرائيلية بالدرجة الأولى، مشيراً إلى أن قرار التصعيد والتهدئة بالحرب في إسرائيل، في بيد جنرالات الجيش والمخابرات، أصحاب القرار الرئيسي، وجميع قادة الجيش والمخابرات قد عينهم نتانياهو في مناصبهم، لذلك فهم يبدون ولاء كبيراً له.