الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الخميس 15 نوفمبر 2018 / 12:59

إيران بين خيارين...الصمود حتى 2020 أو التنازل

تعد العقوبات التي فرضت على إيران في بداية نوفمبر(تشرين الثاني)، ضد قطاعات النفط والطاقة والمصارف وشركات الشحن، أحدث خطوة في حملة ضغط لإدارة ترامب ضد إيران منذ تسلمها السلطة في بداية 2017، والتي ضاعفت من وتيرتها بعد انسحابها من الصفقة النووية مع طهران، في مايو( أيار) 2018.

المؤسف أن عدداً من الأطراف الأوروبية تعتقد أن حسن النوايا يولد نوايا حسنة، رغم توفر دلائل واضحة تنقض ذلك

 وفي رأي إميلي لانداو، باحثة بارزة لدى معهد الدراسات الأمنية القومية، ومديرة برنامجه للأمن الإقليمي والحد من التسلح، تُركز إدارة ترامب على الاستفادة من العقوبات لإجبار النظام الإيراني على التفاوض على صفقة نووية جديدة.

استنفاذ
ولفتت لانداو، في موقع "ناشونال إنترست"، إلى ما قاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن أن "الهدف من فرض عقوبات رفعت في إطار الصفقة النووية لعام 2015، يأتي لضمان استنفاذ موارد يستخدمها النظام الإيراني لمواصلة دعم الإرهاب، وغيره من النشاطات العدوانية تماشياً مع طموحاته المعلنة في الهيمنة على المنطقة".
  
وتقول لانداو إن وقف هذه الموارد يؤدي إلى الغاية المرجوة. ومع اعتبار أن العقوبات وسيلة لإجبار إيران على التفاوض على صفقة نووية جديدة، يبدو الوضع أكثر تعقيداً.

ويعتمد الأمر على تقييم النظام الإيراني لقدرته على تحمل الضغط، على الأقل حتى انتخاب رئيس جديد في 2020، يكون أكثر تساهلاً مع إيران، أو إدراك أنه لا يستطيع شيئاً، فيجبر بالتالي على تقديم تنازلات نووية إضافية لتخفيف الضغط عنه.

استراتيجية ناجعة
وفي رأي لانداو، يظهر دليل تجريبي على سجل التعامل مع طموحات إيران النووية منذ 2003، أن الضغط هو الوسيلة الوحيدة الناجعة التي تقود إلى تحول إيجابي في صناعة القرار في المجال النووي، وخاصةً ما يتماشى منها مع أهداف المجتمع الدولي.

ولطالما رأى النظام الإيراني في الحوافز أو" الجزرات" إشارة ضعف لا بد من استثمارها، وليست صورة لحسن نوايا يفترض أن يستجيب لها بلطف.

دلائل واضحة
وحسب كاتبة المقال، لم تفلح العروض للتعاون ديبلوماسي في إقناع النظام بمزايا تبني موقف متعاون مماثل مع أطراف من المجتمع الدولي سعت لتعديل سلوكه.

والمؤسف أن عدداً من الأطراف الأوروبية يعتقد أن حسن النوايا يُولد نوايا حسنة، رغم توفر دلائل واضحة على العكس، وترى أن حواراً بناءً هو السبيل الوحيد لتحقيق نتائج مرضية.

وتمضي الكاتبة فتقول إنه، ورغم جميع الأدلة، ما زالت تلك الأطراف على اعتقادها أن الضغط يجعل إيران أكثر تشدداً، دون الاعتراف بأن المتشددين، وعلى رأسهم المرشد الأعلى، هم أصحاب النفوذ الحقيقي الذين يتخذون القرارات الرئيسية.

تناقض مباشر
وتلفت لانداو إلى تنافض مباشر بين آمال وتوقعات إدارة أوباما من الصفقة النووية، والتي لم تؤد إلى موقف أكثر اعتدالاً من النظام الإيراني، الذي بات أكثر عدوانية في سعيه لتحقيق طموحاته التوسعية عبر الشرق الأوسط.

وتمضي كاتبة المقال فتشير إلى تدهور الوضع في الأعوام الخمسة الأخيرة، ما جعل تعديل السلوك الإيراني أكثر صعوبة.

وتبعاً لذلك، يصبح الضغط الاقتصادي أفضل خيار، وفرصةً مثلى لتحقيق تقدم يذكر. ولا بد أن تشجع العقوبات دولاً أخرى، تولي حظر التسلح النووي أهمية كبرى، لدعم إدارة ترامب عوض محاولة تقويضها.

وإذا لم يثمر الضغط في إحضار إيران إلى طاولة التفاوض، فإن نتيجة جيدة تتوقف بشكل أساسي على استراتيجية وتكتيكات تفاوض فعال، مع استخلاص العبر من المفاوضات الفاشلة التي أفضت إلى الاتفاق النووي السابق مع إيران.