رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع المستقيل أفيغدور ليبرمان.(أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع المستقيل أفيغدور ليبرمان.(أرشيف)
الجمعة 16 نوفمبر 2018 / 14:44

هدنة غزة تزعزع حكومة نتانياهو

ترى ران سانشيز، كاتبة سياسية لدى صحيفة "تلغراف" البريطانية، أن الحكومة الإسرائيلية تواجه اضطرابات إثر استقالة وزير دفاعها، وبسبب دعوات لإجراء انتخابات مبكرة، واتهام بنيامين نتانياهو بـ "الاستسلام للإرهاب"، بعد موافقته على هدنة مع حماس في غزة.

سيتردد نتانياهو في بدء حملة انتخابية بعد التوقيع على صفقة الهدنة، والتي لم تحظ بقبول من قاعدته اليمينية المتشددة

وأدت استقالة أفيغدور ليبرمان، عضو متشدد في ائتلاف نتانياهو، لبقاء الحكومة بأغلبية مقعد وحيد، ما يهدد بانهيارها حال خروج أحزاب أخرى من صفوفها.

دراما سياسية
وقال حلفاء نتانياهو إنه يسعى لتولي منصب وزير الدفاع، ما يجعله رئيساً للوزراء ووزيراً للصحة والخارجية معاً.
لكن نفتالي بينيت، زعيم حزب" البيت اليهودي" اليميني المتشدد، طالب بحقيبة الدفاع لنفسه، وهدد بإسقاط الحكومة إن لم يعط المنصب.

وحسب سانشيز، بدأت تلك الدراما السياسية عندما استقال ليبرمان مساء الأربعاء بسبب موافقة نتانياهو على هدنة مع حماس، لإنهاء 24 ساعة من القتال الكثيف.

ويرى ليبرمان بوجوب مواجهة الحكومة الإسرائيلية لحركة حماس بشدة أكبر، حتى لو أدى ذلك لسقوط مزيد من الصواريخ على مدن إسرائيلية.

ثمن باهظ
وقال ليبرمان: "ما جرى يوم أمس – هدنة مع حماس- يعني استسلامنا للإرهاب. ونقوم الآن كدولة بشراء فترة هدوء قصيرة في مقابل ثمن سيكون باهظاً بالنسبة إلى أمننا القومي، على المدى البعيد".

وسحب ليبرمان خمسة من نواب حزبه "إسرائيل بيتنا" من ائتلاف نتانياهو، ما يعني أنه لم يعد للحكومة الآن سوى 61 مقعداً من أصل 120 في الكنيست. كما دعا لانتخابات مبكرة.

وتقول كاتبة المقال إن نتانياهو كان يعد نفسه لهجمات من اليمين منذ موافقته على صفقة هدنة رعتها مصر، ما أنهى قتالاً أدى لمقتل إسرائيلي وسبعة أشخاص في غزة.

رهينة
واحتج على اتفاق الهدنة سكان مدينة سديروت، جنوب إسرائيل، والتي تستهدفها عادة معظم صواريخ حماس، وقاموا بإحراق إطارات وسدوا شوارع، قائلين إن إسرائيل باتت رهينة لحماس.

وعندما تحدث نتانياهو، قبل استقالة ليبرمان، دافع عن الاتفاق، وقال إن الإسرائيليين غير قادرين على فهم جميع الأسباب التي أدت لقراره.

وقال: "أسمع أصوات سكان الجنوب. صدقوني، أحترم مشاعرهم. ولكن أرى، بالتنسيق مع قادة أمنيين، الصورة بأكملها بالنسبة لأمن إسرائيل، وهو ما لا أستطيع الكشف عنه".

توقعات
وتلفت كاتبة المقال لتحديد موعد لإجراء الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2019، ولكن غالبية الساسة الإسرائيليين توقعوا دعوة نتانياهو لانتخابات مبكرة، في الربيع المقبل.

وأظهرت نتائج استطلاعات للرأي أن تكتل ليكود بقيادة نتانياهو سيفوز في الانتخابات، رغم فضيحة فساد يتورط فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته.

لكن، سيتردد نتانياهو في بدء حملة انتخابية بعد التوقيع على صفقة الهدنة، والتي لم تحظ بقبول من قاعدته اليمينية المتشددة.

ترحيب
وتشير الكاتبة لمسارعة حماس للترحيب باستقالة ليبرمان واعتبارها نصراً لمقاتليها. وقالت: "هذا نصر سياسي لغزة، التي سببت هذا الزلزال السياسي بالنسبة للاحتلال".

وعرف ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" الجناح العلماني ضمن اليمين الإسرائيلي، والذي يستقطب دعم معظم الإسرائيليين من أصل روسي، بتصريحاته المثيرة للجدل. فقد دعا يوماً لاغتيال قائد حماس، وقتل غير الموالين من العرب في إسرائيل. ولكن الرجل أصبح أكثر انضباطاً منذ عين وزيراً للدفاع في مايو(أيار) 2016.

وحظي حزبه الصغير بمقاعد برلمانية مكنته من الانضمام للحكومة، ولربما يعتقد أن استقالته المعلنة بسبب قضايا أمنية قد تمنحه زخماً في أوساط الناخبين اليمينيين عند توجههم إلى صناديق الاقتراع.