من حملات الاعتقال في تركيا.(أرشيف)
من حملات الاعتقال في تركيا.(أرشيف)
الإثنين 19 نوفمبر 2018 / 13:12

يوم آخر حزين للديمقراطية في تركيا

"إنه يوم حزين آخر بالنسبة للديمقراطية التركية المتداعية"...عنوان مقال سركان دميرطاش، معلق سياسي لدى صحيفة حريت التركية، استنكر فيه اعتقال عدد من الناشطين والأكاديميين الأتراك الذين احتجوا على استمرار احتجاز الناشط عثمان كافالا منذ أكثر من عام، دون إدانته.

وقت كان أتراك يتوقعون الإفراج عن عثمان كافالا نتيجة الفشل في إثبات تهمة محاولته خرق الدستور، شكلت تلك الاعتقالات صدمة

ويستهل دميرطاش مقاله بالإشارة لما أوردته صحيفة حريت، في 15 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري، حول اجتماعات ستعقد، خلال الأسبوعين المقبلين في أنقره، بين تركيا والاتحاد الأوروبي بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى، مشيراً إلى أن فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، ونائبة رئيس اللجنة الأوروبية، بصحبة جوهانس هان، المفوض الأوروبي لشؤون توسيع الاتحاد، اللذين سيصلان إلى أنقرة قريباً.

أنقرة وبروكسل
وحسب كاتب المقال، يأتي انتعاش الاتصالات بين أنقره وبروكسل عقب محاولات بذلتها العاصمة التركية لتطبيع علاقاتها مع عواصم ومؤسسات أوروبية. فقد عقد اجتماع المجموعة المعنية بالإصلاح في أنقره، في نهاية أغسطس(آب) الأخير بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات. كما ستعقد المجموعة اجتماعات جديدة في 11 ديسمبر(كانون الأول) تماشياً مع وعود بإجراء إصلاحات سياسية وديمقراطية.

ويقول الكاتب إنه على رغم أن الكلام كان أكثر من الأفعال في هذا الشأن، تعلق كثيرون بآمال بأن تقود العودة لتطبيق أجندة الاتحاد الأوروبي لإجراء تحولات جذرية في الشؤون السياسية والديمقراطية.

إخلال بوعود
ولكن، برأي دميرطاش، تبددت تلك الآمال من جديد بعدما تم الإخلال بوعود الإصلاحات، وذلك جراء اعتقال عدد من الأكاديميين ونشطاء المجتمع المدني صباح 16 نوفمبر (تشرين الثاني) في إطار التحقيقات المتواصلة مع الناشط الحقوقي ورجل الأْعمال عثمان كافالاس.

وكان من بين المعتقلين البروفوسور تورهان طارهانلي، عميد كلية القانون في جامعة بيلغي، وبتول طانبي من قسم الرياضيات لدى جامعة بوكاسجي، فضلاً عن أكاديميين بارزين منهم هاجان آلتيناي ويجيت إكماكجي وسيجدين ماتر.
  
صدمة
وفي وقت كان عدد كبير من الأتراك يتوقعون الإفراج عن عثمان كافالا نتيجة الفشل في إثبات تهمة محاولته خرق الدستور، شكلت تلك الموجة الجديدة من الاعتقالات صدمة.

وقال الجنرال ثوربجورن جاكلاند، الأمين العام للمجلس الأوروبي: "أشعر بقلق شديد جراء اعتقال مجموعة من الأكاديميين، وسأثير هذا التطور المقلق مع الحكومة التركية بوصفه مسألة عاجلة".

وأسف دميرطاش لاستمرار اعتقال هذا العدد من الأكاديميين ونشطاء المجتمع المدني دون سبب يذكر. وقد يكون لهذه الاعتقالات الجديدة أثر مدمر على المجتمع لأنها تذرع الخوف وانعدام الأمان في الجامعات ودوائر المجتمع المدني. وهذا يظهر أيضاً استمرار حملة تطهير الأكاديميين والنشطاء في ظل النظام الرئاسي الجديد، رغم سعي عدد كبير من المسؤولين لوقف هذا التوجه.

تناقض لفظي
ويضيف الكاتب أنه على رغم تلك الاعتقالات والممارسات بحق الأكاديميين، كان مسؤولون في هذه الحكومة التركية ورئيسها، رجب طيب أردوغان هم من طالبوا أساتذة جامعات وباحثين يقيمون خارج البلاد للعودة إلى وطنهم لممارسة عملهم، في محاولة لوقف هجرة الأدمغة.

وحسب الكاتب، على الحكومة أن تكف عن التناقض اللفظي الذي أكده اعتقال مزيد من الأكاديميين، خاتماً "إنه ليوم حزين للديمقراطية في تركيا ولمن يدعمونها".