الإثنين 19 نوفمبر 2018 / 16:38

كارلوس غصن.. رجل الأزمات يواجه السجن

24 - أبوظبي - محمود غزيّل

يواجه رجل الأعمال المعروف كارلوس غصن خطراً حقيقياً بالسجن، بعدما أكدت السلطات اليابانية أنها تعتزم إصدار أمر باعتقال غصن، وهو رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي لشركة "نيسان موتورز"، للاشتباه في خرقه لقانون التجارة المالي الياباني.

وهكذا أصبح "رجل إدارة الأزمات" يواجه أزمة غير مسبوقة في حياته العملية التي جعلته واحداً من أبرز 50 رجلاً في عالم السياسة والأعمال.



من هو؟
غصن هو رجل أعمال، من أصول لبنانية، يحمل الجنسية البرازيلية والفرنسية، ولد في التاسع من مارس (آذار) 1954 في مدينة بورتو فاليو البرازيلية، أعادته والدته إلى لبنان بعد أن تردت صحته عندما كان صغيراً، أكمل دراسته الثانوية في المدرسة اليسوعية في بيروت، ومن ثم انتقل إلى باريس بوقت لاحق.

حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة من كلية أكول بوليتكنيك في باريس في 1974، وأكمل دراساته العليا في جامعة أكول ديس مينس وتخرج منها في 1978، وهو يتقن أربعة لغات هي الفرنسية والبرتغالية والإنجليزية والعربية.

أسمته مجلة فوربس "الرجل الجاد في العمل في مواجهة تحديات تجارة السيارات العالمية)، قسّم وقته بين باريس وطوكيو وكان يقضي ما يقارب من 150 ألف ميل في الطائرات خلال السنة. الإعلام الياباني أسماه (7-11) (حيث كان يعمل بجد من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل). وعُرف بدقته وإحساسه بالمسؤولية وتركيزه على النتائج والأداء، كنظام له في إدارة الأعمال. وأيضاً كان يعتمد في حل المشاكل على الاستماع إلى آراء العمال وتكوين فرق متعدد الوظائف والثقافات.

يجيد غصن أربع لغات بطلاقة وهي الفرنسية والبرتغالية والإنجليزية والعربية. وتعلم أيضاً اليابانية. ولم يقطع علاقته ببلده الأم لبنان التي عاش فيها 10 سنوات حيث أنهى فيها دراسته الابتدائية والإعدادية.



تحت الأضواء
بدأت حياته الإعلامية في نوفمبر 2011، حيث أرخت قصة حياته كبطل خارق في سلسة كتب في اليابان بعنوان القصة الحقيقية لكارلوس غصن، وفي كتاب المانغا Big Comic Superior. وقد نشرت هذه السلسة ككتاب عام 2002، كما تذكر موسوعة ويكيبيديا.

كذلك فقد أطلق اسمه على صندوق بينتو في بعض قوائم الطعام في بعض المطاعم، صناديق بينتو معروفة لدى رجال الأعمال والطلاب ومن يرغب بوجبة غداء سريعة.

وأصبح غصن عنواناً لعدد من الكتب الإنجليزية واليابانية والفرنسية. وألّف كتاباً باللغة الإنجليزية عن قصته مع نيسان وهو من الكتب الأكثر مبيعاً في مجال إدارة الأعمال سمي هذا الكتاب ب (التحول، النهوض التاريخي لشركة نيسان).

يعد غصن عنوان الكثير من المواضيع ورسائل الماجستير والمقالات بين طلاب إدارة الأعمال. Cyber Essay لها قسم مخصص للأوراق التي تتحدث عن إدارة غصن للشركات.



سطوع نجم
سطع نجم غصن في 2000 عندما استطاع إنقاذ شركة نيسان من الإفلاس، وجعلها ترد أرباحاً خلال عام واحد فقط، منهياً 20 مليار دولار من الديون خلال 3 سنوات.

وعلى مر السنوات الماضية، عرف عن غصن كونه واحداً من أبرز 50 رجلاً في عالم السياسة والأعمال، مع شغله  منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركتي نيسان اليابانية ورينو الفرنسية، ورئيس مجلس الإدارة لشركة ميتسوبيشي موتورز، حيث تم تصنيفه كأول شخص في العالم يدير شركتين في "فورتشن غلوبال 500".

في اجتماع له مع كبار المساهمين، كشف غصن عن حصوله على 12.5 مليون دولار (987 مليون ين) كمرتب سنوي ليكون بذلك المدير التنفيذي الأعلى أجراً في اليابان.

ولا يشمل مرتب غصن امتيازات مادية أخرى يحصل عليها تتضمن خيار الحصول على أسهم منحتها له نيسان، بالإضافة إلى مرتب آخر نظير قيادته لتحالف رينو-نيسان.



أعقد الأزمات
إعادة هيكلة نيسان تمت مع قيادة غصن لعملية تفكيك النظام المركزي الذي كان سائداً وأعطى الإداريين التنفيذيين سلطات واسعة، حتى أن العمال سمح لهم الاشتراك في تقديم الاقتراحات وتنفيذها في بعض الأحيان.

وفي حين جرت العادة في اليابان بأن تتكتم الشركات عن حالتها المالية أمام الرأي العام والإعلام راهن غصن على الإعلان عن حالة نيسان، معتبراً ان الشفافية ضرورية لكسب ثقة الناس والمساهمين في الشركة.

وهكذا أشرك الكل في العملية المتكاملة بدأ بوضع الخطط مروراً بالتنفيذ ومن ثم تسويق الناتج والترويج له. وبالمقابل ألغى الوظيفة الثابتة مدى الحياة المعمول بها في اليابان كما ألغى نظام الترقية الآلي حسب الأقدمية وجعله خاضعاً للإنتاجية، وصرف العديد من الموظفين من دون أن يستبدلهم.

إلا أنّ غصن رجل إدارة الأزمات، يواجه منذ اليوم الإثنين، واحدة من اعقد أزماته، مع توقيف مكتب مدعي عام منطقة طوكيو اليابانية له بشبه سوء السلوك المالي، سبقه إصدار شركة نيسان لبيان اعتذار عن تبعات الكشف عن ملف الفساد بحق رئيسها.

وقالت الشركة في البيان إنها "تتقدم بأسفها الشديد لتسببها في قلق كبير لحاملي الأسهم وأصحاب المصالح. سنواصل عملنا لتحقيق الانضباط والأمور المتعلقة بالامتثال، واتخاذ التدابير المناسبة".