رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 / 14:07

آخر تهديد لخطة ترامب...نتانياهو ليس جاهزاً

يرى ديفيد واينر، صحفي يغطي سياسات دولية، أن الاضطراب السياسي الإسرائيلي الحالي ليس مشكلة تخص رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وإنما هو أحدث ضربة لآمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكشف عن خطته الكبرى للسلام في الشرق الأوسط، والتي عمل عليها صهره جاريد كوشنر طوال عامين.

لا فرصة اليوم لأن ترى الخطة النور قريباً بسبب الاضطرابات السياسية في إسرائيل ومحدودية مرونة الحكومة الإسرائيلية

ولفت واينر، من خلال صحيفة "واي تودي"، الإلكترونية الأوسترالية، لامتلاك ائتلاف نتانياهو أغلبية ضئيلة(120-61) من مقاعد الكنيست بعدما انسحب منافسه السياسي، وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان من الحكومة، يوم الأربعاء الماضي. وفي حال خرجت أحزاب أخرى من الائتلاف – وأخذ بعض زعمائها في التهديد بالانسحاب- فقد تتجه إسرائيل نحو انتخابات في الشتاء المقبل، بالرغم من مواجهة نتانياهو اتهامات فساد في ثلاث قضايا مختلفة.

إضعاف
وحسب واينر، أدت استقالة أفيغدور ليبرمان احتجاجاً على وقف لإطلاق النار في غزة، وصفه بأنه "خضوع للإرهاب"، أدت لإضعاف حكومة نتانياهو المحافظة.
 
وعندما التقى نتانياهو يوم الأحد الماضي بموشي كاهلون، وزير المال الإسرائيلي، فقد حضه كاهلون على الدعوة لانتخابات مبكرة.

ويوم السبت الماضي، قال كاهلون: "ليس من الممكن ممارسة السلطة في ظل مثل ذلك الائتلاف الضيق، والذي سيكون عرضة لضغوط متواصلة من قبل شركائه. ولربما يقوم نتانياهو بعمل سحري بالرغم مما يبدو أنه لا يملك أية وسيلة للخروج من مأزقه".

ويشير كاتب المقال لمطالبة عدد من المسؤولين الإسرائيليين إدارة ترامب بعدم طرح اقتراحه قبل وقت قصير من الانتخابات، خشية أن تؤدي الخطة التي تطالب إسرائيل بتقديم تنازلات، للإضرار بفرص نتانياهو بالفوز مجدداً، في وقت يتهمه متشددون بالتساهل مع حماس.

وبعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بأن المدينة عاصمة لإسرائيل، قال ترامب، في أغسطس( آب) إن الفلسطينيين سوف "يحصلون على شيء جيد جداً" من خلال خطته لأنه "حان الآن دورهم".

خطوة مشابهة
ويشير كاتب المقال إلى عزم الحكومة الأوسترالية بقيادة سكوت موريسون لاتخاذ خطوة مشابهة، ما قد يقود لتوترات مع دول إسلامية مجاورة، مثل أندونيسيا وماليزيا.

وحسب دينيس روس، مبعوث أمريكي سابق لمحادثات السلام في الشرق الأوسط: "رغم مما قيل عن الاقتراح الأمريكي، ستكون هناك أشياء لن يرضى عنها الإسرائيليون. ولذا من المهم معرفة كيفية جعلهم يرضون عن الفحوى العام للخطة".

وتوقع روس أنه في حال تمت الانتخابات في الشتاء، فقد تضطر إدارة ترامب للانتظار إلى أن تتم إعادة انتخاب نتانياهو قبل طرح الخطة الأمريكية.

تذمر
ولكن حتى قبل التطورات الأخيرة، كشف مسؤولان على اطلاع على الخطة الأمريكية عن تذمر متزايد أبداه ترامب حيال نتانياهو، والذي وطد علاقته الشخصية به، وقوله إنه لم يقم بما هو مطلوب منه للمساعدة في نجاح الخطة التي يشرف عليها صهرة جاريد كوشنر. وقال أحد هذين المسؤولين إن ترامب أبدى استياءه عند لقاءاته مع نتانياهو من "تقاعس أو عدم تحلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بالمرونة المطلوبة لتمرير الخطة".

موضوعات حساسة
ويقول بعض المحللين، منهم ناتان شاس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط لدى معهد بروكينغز في واشنطن، إنه لا فرصة اليوم لأن ترى الخطة النور قريباً. ويرجع ذلك لتأثير الاضطرابات السياسية في إسرائيل ولمحدودية مرونة الحكومة الإسرائيلية حيال مواضيع حساسة كالقدس أو اللاجئين الفلسطينيين، وخاصة لأن نتانياهو سيكون مجبراً على الدفاع عن جناحه اليميني أمام تحدي ليبرمان أو قادة أكثر تشدداً مثل نافتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي. فقد شكا أولئك الخصوم من اعتدال  نتانياهو بشأن القضية الفلسطينية.