الصحافي السعودي جمال خاشقجي.(أرشيف)
الصحافي السعودي جمال خاشقجي.(أرشيف)
الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 / 12:58

تركيا تسيّس قضية خاشقجي دعماً لممولها القطري

أكّدت الكاتبة والمعلقة السياسية البريطانية ليندا هيرد أنّ قتل الصحافي جمال خاشقجي هو جريمة ما كان يجب أن تحدث، وقد أطلقت السلطات السعودية تحقيقاً شاملاً لمعاقبة المتورطين فيها واعتُقل 18 شخصاً في إطارها.

ليس سراً أنّ علاقات تركيا مع الولايات المتحدة والسعودية كانت متوترة. فعمل أنقرة على تشويه سمعة الرياض ينفع الدوحة التي تدعمها مالياً

وطالب الادعاء العام السعودي بإنزال الإعدام بحق خمسة متورطين بارزين. وكتبت هيرد في صحيفة "غَلف نيوز" الإماراتية أنّ الحادث المؤسف سيطر على التقارير الإخبارية والنقاش السياسي منذ اختفاء الضحية داخل القنصلية أكثر بكثير من مواضيع أخرى مثل قافلة المهاجرين والكوارث الطبيعية وحوداث القتل الجماعي ورحلة بريطانيا إلى المجهول خلال مفاوضات البركسيت.

ترى هيرد وجود مبالغة في التغطية الإعلامية الغربية، إذ إنّ الصحافي لم يكن أمريكياً أو فرنسياً أو بريطانياً بل كان مستشاراً سعودياً لمدير المخابرات السعودية السابق قبل أن ينشق ويلاقي حتفه على أرض سعودية أجنبية. تعاونت المملكة بكرم مع المحققين الأتراك حين أمكنها بسهولة أن تقول للعالم بأن يهتم بشؤونه. أشارت هيرد إلى مذكّرة أصدرتها وزارة العدل خلال عهد باراك أوباما أعطت تفويضاً بشنّ عمليات اغتيال لمواطنين أمريكيين خارج نطاق المحاكمات القضائية. وبالفعل، قُتل ثلاثة أمريكيين بهجمات طائرات من دون طيار في سبتمبر (أيلول) 2011 وحده. في مايو (أيار) 2012، كتبت صحيفة نيويورك تايمز أنّ أوباما وافق شخصياً على أهداف وُضعت على لائحة قتل مما أطلق نقاشاً عن أخلاقية وقانونية خطوة كهذه.

قضايا أخرى تجاهلها العالم
ذكّرت هيرد أيضاً بما فعله الرئيس الفلبيني الذي حث مواطنيه على قتل المشكوك بتعاطيهم وتجارتهم للمخدرات. لقد قُتل الآلاف من دون أدنى كلمة رفض أطلقها البيت الأبيض. وتساءلت هيرد عن الأسباب التي دفعت إلى استمرار إلقاء الضوء على هذه القضية بالرغم من مرور أكثر من ستة أسابيع عليها وبالرغم من أنّ القتلة سيواجهون المحاكمة. وتساءلت أيضاً عن سبب عدم إثارة الضجيج نفسه حول قتل إسرائيل عشرات الفلسطينيين في غزة وعن احتجاز 14 ألف طفل مهاجر في أمريكا وعن لندن التي شهدت 121 جريمة قتل خلال هذه السنة وحدها. وتعتقد هيرد أنّ الكرملين ينوي القيام بتحرك معين بعدما انتقد تسييس القضية واصفاً إياه ب "غير المقبول".

تركيا تتجسس
قامت الحكومة التركية بتقطير التفاصيل والتسجيلات مع حكومات أجنبية لا دخل لها بالشؤون الداخلية السعودية. ليس سراً أنّ علاقات تركيا مع الولايات المتحدة والسعودية كانت متوترة. فعمل أنقرة على تشويه سمعة الرياض ينفع الدوحة التي تدعمها مالياً. ويبدو أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس تسليم فتح الله غولن إلى تركيا. تشدد هيرد على أنّه كان بإمكان تركيا التعامل مع المشكلة خلف الأبواب المغلقة لكنّها قررت أن تستفيد منها في العلن. كذلك، طرحت المعلقة السياسية تساؤلاً عن سبب عدم مطالبة أحد أنقرة بالإعلان عن كيفية حصولها على التسجيلات. من الواضح أنّه تم التنصت على القنصلية السعودية بطريقة غير شرعية.

رجل أسرار
تشير هيرد إلى أنّ خاشقجي الذي تم تصويره مع إرهابيين عرب في أفغانستان حاملاً بفخر بندقية حربية، كان رجل أسرار. تبين مؤخراً أنّه تزوج امرأة مصرية كان يعرفها طوال عشر سنوات في يونيو (حزيران) وقد أخفى ذلك عمّن تدعى خطيبته، خديجة جنكيز، التي اتهمت زوجته بمحاولة تشويه سمعته. وأكد شهود حصول الزواج وكان ذلك مدعوماً بعدد من الصور حول الاحتفال.

كتبت هيرد أنّ خاشقجي لم يستحق المصير الذي واجهه، وذكرت أنّ تفتيشاً معمقاً أبعد من العناوين الإخباريّة يظهر تحضير سيناريو غامض ومربك بغية تحقيق مصالح متنافسة متنوعة، مطالبة السعودية برسم خطوطها الحمراء في هذه القضية.