رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 / 20:34

نتانياهو ... الأذكى والأخطر

أظهرت تطورات الأوضاع في غزة، مدى كفاءة أقطاب السياسة والقرار والسلطة في إسرائيل. كما أظهرت ولع الأغلبية الإسرائيلية بالحرب، كوسيلة مفضلة لحل المشاكل الرئيسية، وأبرزها الآن التوتر الدائم على حدود غزة.

حين يكون رجل من هذا النوع على رأس المؤسسة الإسرائيلية، فعلى الفلسطينيين مقاتلين أو مفاوضين ان يقلقوا وعلى العرب أن يحذروا

نسبة تفوق السبعين بالمائة من الجمهور في إسرائيل، تريد حرباً واسعة النطاق على غزة، ولا يهمها حجم الخسائر ولا رد الفعل الصاروخي من جانب حماس.

وهذا الولع بالحرب يوشك أن يُطيح بالائتلاف الحكومي الحالي الذي يقوده نتانياهو أو الذي يتكئ عليه في مواجهة القضايا التي قد توصله الى القضاء ثم إلى البيت.

وحال الإطاحة بحكومة الائتلاف اليميني، ستذهب إسرائيل كلها إلى انتخابات مبكرة، تقول الاستطلاعات إن الاوفر حظاً للفوز فيها هو بنيامين نتانياهو، وذلك لسببين مهمين، الأول، طغيان شخصيته وإمكانياته الذاتية على كل ما عداه من الطبقة السياسية الإسرائيلية يميناً ويساراً، والثاني، رهان الجمهور عليه أنه مؤهل لاتخاذ قرار حرب واسعة على غزة، اذا ما وجد الذريعة أو إذا ما عرف أن فرصته في استمرار قيادته هي هذه الحرب.

وإذا عالجنا ظاهرة نتانياهو في إسرائيل، وقدراته المتفوقة على التلاعب بحلفائه وخصومه، وكذلك قدراته على التلاعب بالأمريكيين من خلال توظيف الكونغرس الذي أفشل الثنائي الديمقراطي باراك أوباما وجون كيري، فإن أبسط نتيجة نخلص إليها هي الرجل بخصائصه الذاتية وقدراته على المناورة والإفلات من المصائد والكمائن ربما يدخل موسوعة غينيس كأطول رؤساء الوزارات في إسرائيل زمناً في الموقع، وأكثرهم دخولاً إلى مآزق قاتلة والخروج منها سالماً.

هذا النمط القيادي في إسرائيل يُشكل خطراً دائما على الفلسطينيين وعلى إمكانية تحقيق سلام حد أدنى، كان يعرف من قبل بحل الدولتين.

إن نتانياهو صاحب شعار "للفلسطينيين أكثر من حكم ذاتي وأقل من دولة" والعراب المستتر وراء صورة ترامب وصفقة القرن، نجح فيما يبدو في أن يحقق أهداف اليمين بسلوك ظاهره الاعتدال، وأن يُقصي اليسار بمصادرة لغته وبرامجه، وحين يكون رجل من هذا النوع على رأس المؤسسة الإسرائيلية، فعلى الفلسطينيين مقاتلين أو مفاوضين ان يقلقوا، وعلى العرب أن يحذروا.