الأربعاء 21 نوفمبر 2018 / 00:18

اللوحات الفينة ثلاثية الأبعاد تجذب جمهور الشباب في أبوظبي

24 - الشيماء خالد

تشهد اللوحات الفنية ثلاثية الأبعاد أخيراً إقبالاً متزايداً في اقتنائها وكذلك تعلم ممارساتها، حيث تقام دورات فنية متعددة في أبوظبي حول هذا الشأن، وتعرض كبريات النافذ بعضاً منها، لفنانين من حول العالم، وتجول 24 اليوم الثلاثاء في مواقع متعددة في العاصمة الإماراتية لمتابعة جمهور محبي هذا النوع تحديداً.

وفي منارة السعديات تعمل الفنانة الشابة، مريم القبيسي، على التعرف أكثر على المواد التي تناسب رؤيتها في إنجاز لوحات ثلاثية الأبعاد، وتقول: "هذا النوع من اللوحات يجذب ليس فقط المختصين بالفن، بل جمهوراً واسعاً من الشباب والأطفال، وحتى ربات البيوت، ولاحظت ذلك في مناسبات عديدة، منها الدورات التي تقام في منارة السعديات، والتي استفدت بها جداً، وكذلك لاحظت الاهتمام ها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

أنماط.. وسائط

وتضيف القبيسي: "في اللوحات ثلاثية الأبعاد، هناك أنماط عديدة، منها ما يخلق لدى المشاهد وهماً بصرياً ممتعاً، يعتمد على زاوية الرؤية، وهو نمط اشتهر جداً في السنوات الأخيرة، وكذلك الأنماط التي تعتمد على تشكيل المواد كالسيراميك والبلاستيك والزجاج وحتى أغرب المواد المتوقعة من الطبيعة أو المعاد تدويرها، وأيضاً هناك نمط أقرب لشديد الواقعية والذي يجعل المشاهد أقرب لاعتباره صور فوتوغرافية، ويخلق أبعاداً رغم أنها رُسمت على سطح مسوي للوحة، تبدو وكأنها نافرة".

وبالفعل، شهد معرض "أور غاليري"، في أبوظبي، اقبالاً واهتماماً كبيراً، باللوحات الثلاثية الأبعاد، مثل لوحات الفنانة سيمين دوتر التي عرضت أغسطس الماضي، وهي لوحات زيتية ثلاثية الأبعاد، بلمسة مخملية، ركزت فيها دوتر على إبراز ثنيات الخيوط في رسمها ليبدو مجسماً للمشاهد، مع دمج وسائط عديدة.

عالم لا نهائي
كما شهدت معارض في دبي، تخصصت في فن الشارع ثلاثي الأبعاد، وهو الأشهر عبر مواقع التواصل بين الشباب، إقبالاً كبيراً، ويقول القيم الفني، جمال مبارك: "هذه اللوحات عالم لا نهاية فيه للابتكار، وأكثر عنصر ربما يجعل الشباب يقبل عليها، روح المرح التي تثيرها أشهر الأعمال عبر مواقع التواصل في الفن ثلاثي الأبعاد، وكذلك استطاعتها تحقيق تفاعل مع المشاهد أو المحيط، وحتى التعبير عن فكرة ما بشكل يميل نحو الخارج، نحو الحياة الواقعية مهما كانت الفكرة بعيدة فيها تصبح حاضرة أكثر في تلك الأبعاد التي توفرها".

ويقول الفنان الإماراتي الشاب، ناصر أحمد :"أنا مهتم بتطوير قدراتي في الرسم ثلاثي الأبعاد، وبعد أن كان هواية أرسم خلالها بالرصاص وأبرز الخطوط في تشكيل ذلك، أخذت اليوم بحضور دورات تدريبية للتعامل مع المواد المختلفة التي يمكن لي تضمينها اللوحات ثلاثية الأبعاد، وهذا شخصياً ما فتح أمامي آفاقاً واسعة، واكتشفت عالماً لا متناهي للتعبير عن أفكاري والعالم من حولي بأبعاد ملموسة سواء حرفياً كأن تكون نافرة أو تخرج من إطار اللوحة، أو تكون بعداً بصرياً أقرب للخيال برأيي".

التكنولوجيا والمواد
وتقول طالبة الفنون، نوف يوسف: "جذبتني اللوحات ثلاثية الأبعاد بشكل غير متوقع ربما، وذلك قبل دخول الجامعة بسنوات، إذ كنت أتسوق عبر الانترنت، وعثرت على زينة لغرفتي تخرج من إطارها يد لفتاة تحاول الهرب من لوحتها التي بدت غامضة ومثيرة للحزن، وقتها أذكر أني أُعجبت بالفكرة جداً، وبحثت بعدها عن أعمال فنية مشابهة، وأصبحت يوماً بعد آخر أكثر دراية بهذا الفن، الذي جمع بين النحت والتشكيل والرسم والابتكار وغير ذلك الكثير، ولهذا الفضل في تخصصي في الفنون".

وتضيف: "أعتبر أن اللوحات ثلاثية الأبعاد ستنال المزيد من الإقبال، وستبدأ العناصر التكنولوجية كذلك، بزيادة مساحة الإبداع فيها، كما نشهد اليوم تداخل الفن والتكنولوجيا، ويبقى تعدد المواد المستخدمة فيها ممتعاً لنا كفنانين يعملون عليها، وكمشاهدين كذلك".