الأربعاء 21 نوفمبر 2018 / 11:04

صحف عربية: تحرك إماراتي سعودي لإنهاء أزمة الغذاء في اليمن

24-أحمد إسكندر

أعلنت السعودية والإمارات الشريكتان الرئيسيتان في تحالف دعم الشرعية اليمنية، عن إطلاق مبادرة جديدة في اليمن، لمواجهة أزمة الغذاء في البلد، تستهدف ما يصل إلى نحو 12 مليون فرد، منهم أكثر من 2 مليون طفل، سيتم توفير مستلزماتهم من المواد الأساسية.

وبحسب صحف عربية، صادرة اليوم الأربعاء، تحمل المبادرة اسم "إمداد" وتأتي مع تسارع جهود إنهاء الحرب في اليمن بمسار أممي ودولي، وبتأكيد أن التدخل السعودي والإماراتي، الغاية منهُ الوقوف إلى جانب اليمن، وضمان أمنه واستقراره.

ثلث سكان اليمن
وقالت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، بحسب ما نقلت صحيفة "العرب"، من المؤتمر الصحافي، الذي عقدته في العاصمة السعودية، الرياض، مع المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله الربيعة، إن "المبادرة ستغطي أكثر من ثلث سكان اليمن، ستشمل كافة المناطق اليمنية، حيث تستهدف الإنسان اليمني، بعيداً عن أي حسابات أخرى".

وقال المستشار بالديوان الملكي السعودي عبدالله الربيعة إنّ "الهدف هو الوصول إلى المحتاجين من أبناء الشعب اليمني بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية وسد احتياج اليمنيين ورفع معاناتهم"، مشيراً إلى تخصيص 500 مليون دولار إضافي لدعم جهود الإغاثة في اليمن. وأوضح أن دول التحالف قدمت خلال سنوات نحو 18 مليار دولار لمساعدة اليمنيين.

ومع تسارع جهود إنهاء الحرب، وإقرار السلام في اليمن، قفزت معالجة الوضع الإنساني، وتحسين الظرف الاقتصادي والمالي للبلد، إلى صدارة الاهتمام، وأُعلن في أعقاب اجتماع عقد قبل أيام في العاصمة السعودية الرياض، وضم عدداً من المسؤولين، والسفراء، من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، عن قرار بتأسيس لجنة استشارية فنية، تجتمع شهرياً بهدف اتخاذ تدابير إضافية لتحقيق استقرار العملة اليمنية، وتعزيز إدارة تدفقات العملات الأجنبية، ودعم جهود الحكومة اليمنية لتحسين إدارتها الاقتصادية.

ليس على حساب الشهداء
على صعيد آخر، أشار تقرير لصحيفة "الرياض"، إلى ما يتكرر هذه الأيام من دعوات تطالب بإنهاء الحرب في اليمن، موضحاً إلى أن المملكة العربية السعودية، سبق وأن أعلنت قبل الجميع وفي أكثر من مناسبة، أنها تريد لهذه الحرب أن تنتهي بأقل قدر ممكن من الخسائر، ولكن ليس على حساب "دماء الشهداء"، الذين سقطوا من أجل استعادة الشرعية، وهذا التزام يتجاوز المتاجرة بدماء الشهداء وحاجة أبناء اليمن.

وأشار التقرير ، إلى أن "الحالة اليمنية ليست قابلة للحل في يوم وليلة"، وانسحاب التحالف اليوم قد يخلف حالة تشبه تلك التي خلفها الأمريكان في العراق، عندما سلموهُ على طبق من ذهب للميليشيات الإيرانية، والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، الذين عاثوا بالعراق فساداً في حرب لم يدفع ثمنها إلا العراق وأبناؤه.

وأوضح أن "الواجب تجاه الأهل في اليمن، يتم بإنجاز المهمة التي استنجدوا بنا (السعودية ودول التحالف) من أجلها، ليعود اليمن، يمناً سعيداً يملك قرارهُ بعيداً عن الوكلاء والأجندات الرخيصة"، لافتاَ إلى أن "الحوثيين اليوم أكثر حاجة للسلام لكنهم لا يملكون الثمن.. والثمن الوحيد هو الاستسلام واستعادة سيطرة الدولة على كل شبر من أراضي اليمن".

الميليشيات تعرقل السلام
قبيل بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية، في استوكهولم السويدية، نهاية الشهر الحالي، اتهم السفير البريطاني في اليمن، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، الميليشيات الحوثية بعرقلة فتح اعتمادات استيراد الغذاء والقمح للشعب اليمني، والتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية.

وقال مايكل أرون، سفير المملكة المتحدة في اليمن: إن "هدنة غير معلنة قامت بها أطراف الصراع في اليمن"، مشيراً إلى أن "ذلك يمثل أرضية مناسبة لبدء المشاورات المرتقبة"، التي رأى فيها فرصة مهمة لتحقيق السلام والاستقرار للشعب اليمني.

وشدد على أن المبعوث الأممي والمجتمع الدولي ومجلس الأمن، لن ينتظروا طويلاً مفاوضات دون حضور الجانبين، مبيناً أن رد الفعل، في حال عدم حضور الحوثيين إلى استكهولم، سيكون قوياً من المجتمع الدولي، لافتاً إلى أن القرار والمشاركة يجب أن تكون إنسانية لا سياسية.

ولفت السفير البريطاني، إلى أن السعودية والإمارات والدول المشاركة في التحالف العربي في اليمن، أكدوا الرغبة في السلام والاستقرار لليمن، ودعمهم جهود المبعوث الأممي، ويعتقدون أن مشاورات استكهولم "مهمة جداً" وهو ما دفع التحالف بوضع الهدنة، وفقاً للوضع العسكري في اليمن.

وهم المفاوضات
وتحدث الكاتب في صحيفة الخليج، هاشم عبد العزيز، في مقاله، "اليمن والخروج من الكارثة"، عن المحاولات الدائرة لإنهاء الحرب في اليمن، متناولاً في هذا الشأن، وكيف أعدت الأمم المتحدة للقاء جنيف الثاني لكنه لم يتم، بسبب تخلف الميليشيات الانقلابية عن المشاركة في اللحظات الأخيرة.

ولفت عبد العزيز إلى محاولات الميليشيات الالتفاف على المرجعيات، عندما ترددت الأنباء عن مبادرة أمريكية حول الصراع؛ ففتحت الأبواب للاحتمالات والتوقعات وأعادت إلى الأذهان مبادرة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جون كيري، التي استوعبت ترتيب الوضع على الأمر الواقع، وتجاهلت مسألة، الانقلاب بما ترتب عليه على الوضع الداخلي في الفترة الانتقالية على المنطقة بأمنها واستقرارها، ومسألة المرجعيات التي تحددت لمواجهة هذا الانقلاب، وهي على أي حال تمثل الضمان الأساسي ليس لاستعادة الشرعية الدستورية فقط، بل والعملية السياسية في فترتها الانتقالية وتوجهاتها في المسيرة اللاحقة لبناء الدولة اليمنية.

وهنا يمكن القول، بحسب الكاتب، إن "التحركات الدولية، سواء أكانت من الولايات المتحدة، أم بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، وغيرها، قد تتغربل إلى شيء من التوافقات، ويتعين في المقابل على دول المنطقة، الحذر من أي محاولات لا تهدف قبل أي شيء آخر لخروج اليمن من الانقلاب"، موضحاً أن الطريق إلى هذا، يبدأ من إعادة دور عربي فعال وباقتدار، وإلى تعزيز قضية اليمن بأهميتها على المنطقة، وعلى ما يهم الدول العربية في الأمن والاستقرار.