عمال وافدون في ملعب الريان (غارديان)
عمال وافدون في ملعب الريان (غارديان)
الخميس 22 نوفمبر 2018 / 00:54

غارديان: مونديال 2022...حلم قطر تحول إلى كابوسٍ للعمال الوافدين

نشرت صحيفة "غارديان البريطانية" تحقيقاً مصوراً عن العمال الأجانب الذين يبنون ملاعب كرة القدم لمونديال 2022، مشيرةً الى الفارق الكبير بين ثروة الدوحة والأجور الزهيدة التي يتقاضاها هؤلاء العمال مقابل تحقيق حلم الإماراة الصغيرة.

وجاء في التحقيق الذي تضمن شهادات جديدة، أن العمل الذين يعملون في بناء الملاعب، يعانون من الاستغلال، إذ لا  تتعدى رواتبهم 200 دولار في الشهر.

وقال أحد العمال، من غانا، إنه دفع مالاً لوكيل ليضمن له عملاً براتب جيد: "لكن عندما جئنا إلى هنا، وجدنا العكس".

وملعب الريان هو واحد من سبعة ملاعب ضخمة تُشيد حول الدوحة، فيما يستمر توسيع استاد خليفة الدولي الذي جهز في العام الماضي.

وتتراوح الكلفة الإجمالية للإنشاءات بين 8 و10 مليارات دولار، بحسب تقديرات رسمية.

ولبناء أحد الملاعب الضخمة المصممة لإبهار العالم في 2022، يمضي العمال 8 ساعات يومياً، و6 أيام في الأسبوع في العمل الشاق مقابل ما بين 175 و 200 دولار في الشهر، أي أن العامل يحصل على 39 دولاراً في الأسبوع، وأقل من 6 دولارات يومياً.

وعلى غرار جميع العمال من هذه الفئة في قطر، يرسل هؤلاء دخلهم لإعالة أسرهم، علماً أن مئات الآلاف من العمال من آسيا وأفريقيا تركوا أوطانهم للعمل في مشاريع قطر لكأس العالم، وهم ينقطعون عن  عائلاتهم لفترة طويلة.

وقال أحد العمال للصحيفة: "في بعض الأحيان تحتاج إليك العائلة لتكون معها. ولكن ربما لا يكون لديك المال لإرساله اليها...كان من المفترض أن نكسب كثيراً، لكن ما نحصل عليه قليل".

شكوى لا تغيّر شياً
وروى عامل آخر، فقال إنه والد لطفلين، وقال: "عائلتي في غانا كبيرة، وعندما يحتاج أي شخص للمساعدة يأتون إلينا.. يعلمون أني سافرت إلى قطر ويطلبون أموالاً، لكننا لا نملك المال".

وأضاف: "ليس لدي ما يكفي لإطعام أسرتي.. المال هنا ليس كما كنا نعتقده... نفكر في ذلك طول الوقت".

ولا يعتقد العمال أن رفع شكوى سيغير وضعهم، وقال أحدهم: "لا نجد مساعدة من أي جهة.علينا دعم أنفسنا وتشجيع بعضنا البعض كل يوم. وإلا ماذا ستفعل: هل تقتل نفسك؟".

رب تبرير أقبح من ذنب
وبدا أن ما يعانيه العمال من أوضاع سيئة لا يراه المسؤولون كذلك، ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز أن ما يحصل عليه العمال، أكثر بكثير مما يكسبه الناس في بلدانهم الأصلية.

ونقلت الصحيفة عن أحد الخبراء في الدوحة أنه لدى محاولة فهم معاناة العديد من العمال المهاجرين، يجب أيضا تذكر الصعوبات التي هربوا منها في أوطانهم.

وأضاف الرجل الذي لم تذكر الصحيفة اسمه: "في بلادهم، يعيش العديد منهم في ظروف معيشية فقيرة بشكل لا يصدق، لا توجد وظائف، ولا بنية أساسية، ولا طرق، أو مياه صالحة للشرب في بعض المناطق".

وقال إن العمال يعتبرون مجرد قدرتهم على إرسال أموال إلى بلادهم "تقدماً هائلاً".

رأي العمل
لكن للعمال رأي آخر، إذ تحدثوا عن الوعود بمرتبات تحولت إلى سراب بسبب تحيل وكلاء السفر الذين يعملون من الباطن لصالح الجهات القائمة على مشاريع كأس العالم.

وقال عامل بنغالي: " قالوا لي أن قطر بلد غني جداً، ويمكنني أن أكسب أموالاً جيدة... لكن عندما تأتي للعمل هنا، لا تدفع الشركة لك".

وذكر العمال أن بعضهم عثر على أعمال جزئية في مشاريع البناء عبر متعاقدين من الباطن، لم يدفعوا لهم أجورهم.

وقال أحد العمال الذي كان ضمن مجموعة تحدثت إلى مراسل "غارديان" خارج أحد معسكرات العمال في الدوحة، إن لديه طفلة في العاشرة، وأنه يعاني بسبب عجزه عن إرسال أموال إلى وطنه، ولا حتى القسط المدرسي لابنته.

وقال إن زوجته انتقدته بسبب ذهابه إلى قطر، لأن سائقي الريكشا، أو التوك التوك، يكسبون مالاً أكثر منه لإعالة أسرهم.

وشكا آخر من عجزه عن شراء الطعام لنفسه. وعندما سأله مراسل الصحيفة عن الوقت الذي أمضاه دون طعام مناسب، قال متحسراً: "ثمانية أشهر".