صورة مركبة للرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ.(أرشيف)
صورة مركبة للرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ.(أرشيف)
الخميس 22 نوفمبر 2018 / 14:46

هل تراجعت الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟

عززت حوارات بين مسؤولين أمريكيين وصينيين كبار آمالاً باحتمال تخفيف التوترات التجارية بين البلدين. ولكن برأي تيموثي هيث، محلل بارز وباحث في قضايا دولية وعسكرية لدى مؤسسة راند الأمريكية، لا تزال هناك خلافات عميقة حول عدد من القضايا، فاقمتها دوافع سياسية تمنع تقديم تنازلات، ما ينذر وقوع أزمة سياسية.

تراجع أسباب التوتر بين الصين وأمريكا في الوقت الحالي، وحكومتا البلدين متفهمتان لمطالب شعبيهما ولأولوياتهما المحلية

وكتب هيث، في مجلة "نيوزويك"، أن فائدة كبيرة تتحقق من خلال تعزيز الاتصالات الرسمية، وبناء آليات لإدارة أزمات، والعودة عن السلوك العدائي، ما قد يقلل خطر سوء تقدير، ويساعد على استقرار العلاقات بين البلدين.

ويرى كاتب المقال أن مناقشات تجري استباقاً لقمة العشرين، فضلاً عن اجتماع متوقع بين الرئيسين دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ، تحمل وعوداً بالمساعدة في تخفيف توترات ثنائية بشأن قضايا تجارية. وقد جاءت تلك المحادثات بعد لقاء جمع، في 9 نوفمبر( تشرين الثاني)، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ومستشار الدولة الصينية يانغ جيشي ووزير الدفاع وي فينجهي. وكان الهدف من ذلك اللقاء استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. ولكن، بقدر الترحيب بتلك الخطوات، لم تتطرق المحادثات لخلافات عميقة بشأن جملة من القضايا.

نقطة حساسة
ويشير كاتب المقال إلى عدم مراعاة الأمريكيين نقطة حساسة لدى الصين تمثلت في تحليق قاذفات أمريكية فوف بحر الصين الجنوبي في أكتوبر( تشرين الأول)، قبل أيام من لقاء وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مع نظيره الصيني، وي فينجهي، على هامش منتدى آسيان الذي عقد في سنغافورة. وقد جاء ذلك اللقاء بعد خطاب ألقاه نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، في 4 أكتوبر( تشرين الأول)، حذر فيه من احتمال اتخاذ أمريكا موقفاً أكثر تشدداً حيال الصين. وفي نهاية سبتمبر( أيلول)، وافقت الولايات المتحدة على بيع معدات عسكرية بقيمة 300 مليون دولار إلى تايوان، ما أثار غضب بكين. وقد عبرت الصين عن استيائها من مواقف وقرارات تتخذها أمريكا بمفردها. وفي سبتمبر( أيلول) استدعت بكين كبير ضباط بحريتها الذي كان في زيارة للولايات المتحدة، وألغت زيارته لعدد من البوارج الأمريكية.

محاولات احتواء
ويلفت الكاتب إلى بروز توترات عسكرية سببتها نزاعات بين أمريكا والصين حول عدد كبير من القضايا. فقد اشتد الاستياء الصيني بشأن تعرفات جمركية، حيث بات عدد من الساسة يتهمون الولايات المتحدة بمحاولة احتواء النهضة الصينية. وقد أضافت سياسات محلية إزعاجاً. فقد استدعى قمع الصين الواسع لمسلمين ومسيحيين انتقاداً كبيراً من الكونغرس ومسؤولين أمريكيين آخرين. وفي الوقت نفسه، انتقدت وسائل إعلام صينية مواقف أمريكية اعتبرتها "منحازة ضد الصين".

سياسات عدائية

ويقول الكاتب إن تشعب الخلافات بين البلدين، وخاصة بشأن تنافس عسكري وصناعي وتكنولوجي، يجعل البلدين يواجهان خطرين. وفي البداية، هناك احتمال نشوء أزمة ناجمة عن سوء حسابات. ومع تنامي الإحباط والاستياء، يرجح أن يشتد الخلاف بشأن نقاط ملتهبة، مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي.

ومن جهة ثانية، تهدد مواقف عدائية بتعطيل جهود لحل أزمات بسرعة وكفاءة. وربما يجد مسؤولون ومعلقون أن توجيه انتقادات قاسية للطرف الآخر قد يفيد في حصد دعم شعبي. ولكن تشديد مواقف يقوض أيضاً أية دوافع لتقديم تنازلات وتخفيف توترات عند وقوع أزمة ما.

ويختم الكاتب رأيه بالإشارة إلى تراجع أسباب التوتر بين الصين وأمريكا في الوقت الحالي. ويرى بأن كلا الحكومتين متفهمتان لمطالب شعبيهما ولأولوياتهما المحلية.