جندي عراقي يراقب مدينة القائم.(أرشيف)
جندي عراقي يراقب مدينة القائم.(أرشيف)
الخميس 22 نوفمبر 2018 / 15:21

المعركة مع داعش على أبواب القائم...هل تحسم مصير البغدادي؟

24- زياد الأشقر

كتب قاسم عبد الزهراء وفيليب عيسى لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، أنه بعد عام على تحرير القائم من داعش، فإن أصداء الغارات وأعمدة الدخان تتخطى الحدود الترابية والجدران الإسمنتية التي ترسم الحدود مع سوريا. وعلى الجانب الآخر، المعركة مستمرة للسيطرة على الجيوب الأخيرة للمتشددين.

يعتقد الجيش العراقي أن القيادة العليا للتنظيم تتحصن هناك وقد يكون من بينهم قائد التنظيم أبو بكر البغدادي

وقال الصحافيان إن القوات العراقية والميليشات الشيعية خارج القائم تراقب حاجزاً أرضياً كبيراً يعلوه سلك شائك يمتد على طول الحدود الصحراوية الطويلة التي لا يمكن تمييزها، في محاولة لمنع تسلل داعش. وتقصف المدفعية العراقية وقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة مواقع داعش داخل سوريا، في حين يعبر رجال الميليشيات العراقية والقوات الإيرانية المتحالفة معها الحدود لدعم قوات الحكومة السورية هناك.

المعركة على الأبواب
وأشار الصحافيان إلى أن كون المعركة على الأبواب يعني أن الحياة تبقى معلقة في القائم، حيث ينتظر السكان إعادة بناء مدينتهم. وحتى الآن، لا يصل التيار الكهربائي ولا المياه إلى المدينة إلا بشكل متقطع. وعلى مشارفها تنتشر المنازل المهدمة، وقد انفتحت جدرانها وتطايرت السطوح من جراء قصف الميليشيات والقوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة التي استعادت القائم من داعش. وتنتشر في الشوارع الهادئة والمغبرة نقاط التفتيش الأمنية التي يديرها الجيش والميليشيات المدعومة من الحكومة والمعروفة باسم قوات الحشد الشعبي، التي ينظر إليها بعميق الشك في هذه المدينة السنية. وترفرف على الكثير من الحواجز الأعلام العراقية ورايات الميليشيات التي تحمل شعارات شيعية. وعلى الطريق التجاري الرئيسي، يتبضع رجال الميليشيات والمقاتلون الإيرانيون في السوق. ويقول بائع فاكهة يدعى نبيل مشهد، إنه لا يتكلم الفارسية، لذا يعرض الأسعار على الإيرانيين بواسطة آلة حاسبة على هاتفه الجوال.

 ويؤكد "أن الوضع سيئ. لا خدمات، ولا مدارس، والحياة معدومة. نحن نعمل فقط كي نبقى على قيد الحياة".

واعتبر الصحافيان أن القتال الدائر في الجوار يؤكد تماسك داعش، بعد عام من طرده من جميع الأراضي التي كان يحتلها في الماضي، والتي بلغت ذروتها بالسيطرة على نحو ثلث العراق وسوريا. وجيب داعش على طول الحدود هو المنطقة الأخيرة المأهولة، وهي تمتد على طول 30 كيلومتراً وتتخللها بلدات على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

حصار
 والمتشددون محاصرون، من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مدعومة من الطائرات الأمريكية الحربية، التي تشن هجمات منذ منتصف سبتمبر (أيلول) على الضفة الشرقية للنهر. وعلى الجانب الاخر، هناك الجيش السوري مدعوماً من القوات الجوية الروسية الى جانب القوات الإيرانية والميليشيات العراقية. ويقاتل داعش بشراسة. وشن الشهر الماضي هجوماً تحت غطاء عاصفة رملية، فاستولى على عدد من القرى من قوات سوريا الديمقراطية. وخلال القتال قاد متشددون سيارات مليئة بالمتفجرات عبر الأنفاق وصولاً إلى خطوط الخصم.

القيادة العليا متحصنة هناك

ولفت الصحافيان أن التقديرات تشير إلى أن داعش لا يزال يضم بضعة آلاف من المقاتلين، بينهم العديد من العراقيين، في هذا الجيب الأخير. ويعتقد الجيش العراقي أن القيادة العليا للتنظيم تتحصن هناك وقد يكون من بينهم قائد التنظيم أبو بكر البغدادي. ويسيطر داعش على جيب آخر في سوريا لكنه غير مأهول، وهو عبارة عن مساحة صحراوية تحيط بها أراضٍ تحت سيطرة القوات الحكومية السورية. وفي القائم، المعبر الحدودي مع سوريا مغلق بجدار إسمنتي مع بوابة معدنية. ويعبر أفراد الميليشيات إلى سوريا باستخدام ثغرة في الأرض جنوب المدينة، التي كانت في يومٍ من الأيام مزدهرة على الطريق السريع بين دمشق وبغداد.

وبعدما استولى داعش على المدينة فر الكثير من سكان المدينة البالغ عددها 120 ألفاً. ولم يعد ثلثهم حتى الآن. وتصدر قوات الأمن تصاريح أمنية للسكان كي يتمكنوا من للخروج والدخول إلى المدينة، وذلك بهدف قطع دابر المتسللين.