الأربعاء 5 ديسمبر 2018 / 12:05

أبوظبي: كيف يحيك الشباب مشهد معارض ومشاريع الفن؟

24 - الشيماء خالد

يشارك شباب من مختلف الجنسيات في إمارة أبوظبي، في حياكة مشهد جاذب لمعارض ومشاريع فنية متنوعة، حيث أصبح ذلك جزءً من دراسات تطبيقية، ونشاط إبداعي وريادة أعمال في نفس الوقت بالنسبة لهم.

ويستعرض موقع 24 بعض هؤلاء من واقع تجربتهم، خبرة ميدانية بدأت بالتشكل، ورؤى عصرية في تقديم المحتوى الفني والتسويق له.

المجموعات.. خارج عن المألوف.. سوق
وتقول طالبة الفنون والمسرح، سارة ظاهر: "نعمل في مجموعات، حيث نقوم بتوزيع العمل، مثلاً في مجموعة ثلاثية، تعمل الأولى على اختيار طريقة العرض، والأعمال الفنية المختارة في ترتيبها وطريقة إنارتها أو الزوايا المثلى لها، وتعمل الثانية على كتابة شروحات أو تنظيم فعاليات حوارية غير الافتتاح، وتعمل المجموعة الثالثة على التسويق وكتابة تقارير والسعي لإبراز المرض إعلامياً وعبر منصات التواصل".

ويقول الفنان الشاب، حمد المزروعي: "في عالم الفن هناك الكثير من التفاصيل التي ترقى لأهمية العمل ذاته، وهي تتعلق بالتسويق والتحضير للمعرض، ودراسة الجانب التجاري للمسألة، وهو أمر يهتم به أغلب دارسي الفنون الشباب اليوم، وعملت رفقة زملائي في البداية على تنظيم معارض فنية كان الغرض منها خلق نقاش ثقافي والمساهمة في الحراك الإبداعي وتحفيز الأجيال الجديدة لتعرف عالم الفنون، وأخيراً نعمل على شيء مختلف، وهو تحضير فعالية فنية لبيع الأعمال الإبداعية، ونخطط لطرق مبتكرة أكثر وخارجة عن المألوف لجذب شرائح متنوعة، ليس فقط الجامعين، بل حتى فئات لم تعتد اقتناء الأعمال الفنية، وهذا تحدي كبير برأيي، لكن في حال نجح، سنكون نؤسس لسوق واعدة جديدة في أبوظبي والإمارات عموماً".

ويضيف المزروعي: "التأسيس لمعارض تفاعلية وجاذبة هو مثار اهتمام شريحة كبيرة من طلاب الفن في الإمارات اليوم، وغالباً ما تدور نقاشاتنا حول هذا الشأن، ويميل أغلبنا لتجنب الرصانة والأكاديمية المبالغ فيها في الشروحات الفنية، والتي تبعد محبين محتملين للفنون التشكيلية خصوصاً، وكذلك السعي لجعل المعارض وأفكارها أقرب لأسلوب حياة وتجربة لابد منها، في عيون الجمهور من مختلف الأعمار".

تحكم أكبر.. فكرة
ويقول طالب تاريخ الفن، أندريه ميان: "اليوم الفن بحد ذاته هو الكيفية التي تبرز بها الفنون، أو تجذب الجمهور لها، وهو مجال قائم حد ذاته، شخصياً يشعرني بتحكم أكبر في عملية تقديم الفن كما يليق به، وأخيراً قمت بالعمل على تنظيم معرض مختارات من مقتنيات فنية خاصة، وجذب الحدث جمهوراً واسعاً من الشباب خصيصاً في أبوظبي، والسر في المسألة يكمن في التسويق الذكي عبر منصات التواصل الاجتماعي، لكن بالطبع يجب أن تكون الفكرة وراء المعرض أو المشروع الفني قوية بدورها، بحيث تسمح لنا كمنظمين أو خبراء معارض فنية كما يحلو لي التعبير، أن ننال حرية واسعة في الابتكار للترويج للفن الذي نقدمه للجمهور".

وتقول طالبة السياسة والاقتصاد، علياء الجلاف: "من المثير في العمل عن المعارض أو المشاريع الفنية، من طرف الشباب، أن ذلك يجذب حتى من لم يتخصص في الفنون، وهذه علامة ملفتة وإيجابية برأيي، وأنا شاركت في تنظيم معرض فني من الألف للياء، من بداية ميلاد الفكرة، وما بين التحضير والافتتاح وحتى نهايته والتعامل مع القطع والمعروضات الفنية، وأعتقد أن السر يكم وراء الأفكار المتميزة، وهذا ما يجذب الشباب في مجال المعارض الفنية، كونها توفر مساحة ممتعة جداً للإبداع بشكل مختلف، أي حتى لو لم تكن فناناً".

الترفع.. دواخل البشر
وبدوره يرى طالب تاريخ الفن، كريستيان نواه: "قد يبدو الأمر سهلاً حين تفكر في إقامة معرض فني، وأغلبية الطلاب من دارسي الفنون يعتبرون في البداية أن معرفتهم بتاريخ الفن، ومدارسه، وخاصة الاطلاع على الفنون المعاصرة، ضمانة قدرة كافية ليكونوا قيميين فنيين أو خبراء معارض فنية مستقبليين، إلا أني أرى العكس، فالأمر بالغ الصعوبة إن لم تملك حساً فنياً واجتماعياً، وتجمع بين ذلك وبين فهم أبعاد التسويق وما يلمس دواخل البشر، إنه أمر يحتاج لموهبة حقيقية وحده".

ويضيف نواه: "السر في حياكة مشهد جاذب لمعرض أو مشروع فني برأيي، التخلي عن الترفع الثقافي الذي يصيب أغلبية المطلعين على هذا المجال، عليك أن تكون إيجابياً ومتواضعاً، لتستطيع تقديم الفن للجميع بمعنى الكلمة، وهذا النجاح الحقيقي، أن تدمج بين حضور من المتخصصين والمهتمين وعامة الناس كذلك، وشخصياً تدربت مع مجموعة من زملائي لوضع تصورات معارض ومشاريع فنية، افتراضية، وأخرى من مختارات تحيط بنا خاصة في مشهد أبوظبي الإبداعي، وجعلنا تلك التصورات تدور في إطار مرح وبسيط وجديد في طريقة الطرح والعرض، مع مراعاة جوانب الاختلافات الثقافية والحياة المعاصرة".