السبت 8 ديسمبر 2018 / 11:00

صحف عربية: الحوثيون يعرقلون مفاوضات السويد

شككت تقارير صحافية في تقدم المفاوضات اليمنية في السويد، في ظل عدم مدى التزام الحوثيين، ومن خلفهم إيران، بالجهود الدولية للوصول إلى اتفاق سلام يسهم في إنهاء معاناة اليمنيين.

وبحسب صحف عربية صادرة اليوم السبت، فمن اللحظة الأولى لوصول وفد الحوثيين إلى مشاورات السلام التي تجري بمركز المؤتمرات في قصر يوهانسبرغ، عسكت المؤشرات المحلية تراجعاً لنسبة التفاؤل بإمكانية إحراز أي تقدم ملموس من شأنه وقف الحرب وإنهاء الانقلاب.

التجارب السابقة أكبر برهان
واعتبر الكاتب "مشعل أبا الودع الحربي" في مقال له بصحيفة "السياسة" الكويتية، أنه "لا أمل في نجاح أية مفاوضات، فالحوثي أفشل مفاوضات الكويت التي استمرت أكثر من مئة يوم، وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، تهرب من مفاوضات جنيف واضطر الآن - مجبوراً - للمشاركة في مفاوضات السويد بسبب خسارته لمعارك مهمة مثل صعدة والحديدة، وضغوط العقوبات الإيرانية، ما دعا إلى إصدار أوامر من طهران لمرتزقة الملالي بضرورة المشاركتهم في المفاوضات السويد".

وأوضح أن ذلك "لم يكن مفاجئاً للرأي العام العربي المتابع المفاوضات اليمنية، فالتجارب السابقة في المحادثات، تعتبر أكبر برهان على مدى التزام الحوثيين بأي مسعى لإنهاء حالة الانقلاب على الشرعية".

تحريف المفاوضات
وفي الإطار ذاته، كشفت مصادر أن "ميليشيات الحوثي ترفض المرجعيات الثلاث للحل السياسي في اليمن وتدعو إلى إصدار قرار جديد في مجلس الأمن خلال محادثات السلام التي تستضيفها السويد"، مشيرة إلى أن "الانقلابيين رفضوا طلب الحكومة اليمنية الشرعية الانسحاب من الحديدة غرب اليمن".

وذكر مصدر مقرب من وفد الحكومة الشرعية في المفاوضات لصحيفة "الوطن" البحرينية، أن "وفد المتمردين الحوثيين يحاولون حرف مسار المفاوضات من خلال فرض أجندة أخرى وإطار عام يتضمن البدء بإجراءات الملف السياسي وتشكيل حكومة جديدة يشاركون بها، تزامناً مع خطوات بناء الثقة وهو ما يرفضه وفد الشرعية".

وفي حين شدد المبعوث الدولي رسمياً على منع أي زيادة في عدد الوفود إلى أكثر من 12 ممثلاً و5 من السكرتارية، ضم وفد الإنقلابيين أكثر من 42 شخصاً بينهم إعلاميون وفي نفس الطائرة التي استقلها المبعوث الدولي آتياً من صنعاء إلى ستوكهولم.

وكشف مصدر خاص للصحيفة أن "الوفد الحوثي ضم عناصر أمنية واستخباراتية تتبع المليشيات، وذلك لفرض الرقابة على بعض أعضائه المفاوضين ممن تحوم شكوك حولهم بأنهم قد يحاولون الانشقاق عنهم أو طلب اللجوء السياسي في السويد، وبالأخص خالد الديني عضو الوفد الحوثي وغالب مطلق المرافق للوفد وهو وزير في حكومة الانقلاب وكلاهما ينتميان للمحافظات الجنوبية".

مستقبل الحوثيون ..ولكن بعد الاتفاق
وفيما تستمر المباحثات حول مستقبل اليمن، أكد وزير الخارجية اليمني الأسبق، نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي، أبوبكر القربي لصحيفة "الأهرام" المصرية، أنه إذا نجحت مشاورات السويد، فإن الجماعة الحوثية ستكون ضمن المعادلة السياسية في اليمن بعد انتهاء الحرب والتوصل الى اتفاق سلام.

وقال إن الحلول السياسية في اليمن على مدى تاريخ الصراعات التي شهدها على مدى العقود الأخيرة لم تفض الى إقصاء أو تهميش أى طرف.

خروقات تهدد المشاورات
من جهة أخرى، أكد تقرير تسجيل خروقات جديدة من الحوثيين للهدنة المعلنة في الحديدة، واستهدفت بقذائف الهاون والمدفعية أحد المراكز التجارية، كما قصف منازل المدنيين في مديرية التحيتا، في خطوة وصفت بأنها تهدد مشاورات السويد.

واعتبرت مصادر لصحيفة "الوطن" السعودية، أن خرق الحوثيين للهدنة يمثل محاولة القفز على إجراءات بناء الثقة المفقودة وفق أجندتهم، وأنهم يراهنون على تأزيم الوضع لإحراج الحكومة الشرعية ودول التحالف أمام المجموعة الدولية، التي تضغط في محافل كثيرة باتجاه وقف الحرب في اليمن.