الرئيس الإيراني حسن روحاني (أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني (أرشيف)
الأحد 9 ديسمبر 2018 / 13:40

النووي الإيراني...على الجميع ترقب الخطوة الأمريكية التالية

رأت كاميليا إنتخابفارد، الكاتبة الأمريكية من أصل إيراني، أن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني كان خطوة مهمة لتعطيل المبدأ الأساسي للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي يقوض في نهاية المطاف شروعية القرار وتطبيقه.

على القوى الغربية أن تدرك أنها إذا انسحبت من الاتفاق النووي بسبب انتهاكات إيران للقرار 2231، سوف تتصرف طهران على الأرجح بشكل أكثر عدوانية للانتقام من الإذلال الذي تعرضت له

 واعتبرت في مقال بصحيفة "آراب نيوز"، أن الاختبارات الأخيرة الإيرانية للصواريخ الباليستية تعكس مدى غضبها ورغبتها في الانتقام من الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من استفزاز الاتحاد الأوروبي، خاصة في الوقت الذي تحاول فيه دول مثل فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا التمسك بالاتفاق النووي الإيراني رغم انسحاب الولايات المتحدة.

اختبارات إيران الصاروخية
وتوضح الصحافية أن اختبارات إيران الصاروخية الأخيرة أجبرت الدول الأوروبية على الوقوف مع واشنطن في إدانة تصرفات طهران، فطلبت فرنسا، وبريطانيا من الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع لاستعراض اختبارات الصواريخ الإيرانية، وتقييم ما إذا كانت إيران قد انتهكت قرار الأمم المتحدة رقم 2231 الذي بموجبه فُعل الاتفاق النووي في 2015 للحد من برنامج إيران النووي مقابل إنهاء العقوبات.

البرنامج الصاروخي
ومن جانبها ترى إيران، حسب ما صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف وكذلك بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن لا شيء في الاتفاق النووي، أو قرار الأمم المتحدة يقوض برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

ولكن لدى بقية العالم تفسير مختلف للقرار الذي يطالب إيران بالامتناع عن اختبار الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، ويحظر أيضاً بيع أو نقل أي مواد ومعدات وتكنولوجيا صاروخية إلى إيران، بيد أن هذه المعدات والتكنولوجيا قد تستخدم في أغراض غير عسكرية، ولذلك، على الدولة التي ترغب في بيعها إلى إيران تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي الذي ينظر في طلبات كل حالة على حدة.

الاتفاق النووي
وتنوه الصحافية إلى أنه مع كل هذه الالتزامات والمتطلبات، لا يجب يكون سهلاً على إيران الحصول على ما تحتاجه لبناء واختبار الصواريخ الباليستية، وتوجد صفحة خاصة على موقع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مخصصة للقيود المفروضة على تطوير وصناعة واختبار تكنولوجيا الصواريخ الباليستية في إيران، ولكن رغم ذلك اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بانتهاك قرار مجلس الأمن الذي بموجبه تم تفعيل الاتفاق النووي في 2015.

وتقول الصحافية: "ثمة تعقيد آخر يتمثل في أن الولايات المتحدة، لا إيران، هي التي انتهكت قرار الأمم المتحدة الرقم 2231 ". وبناءً على ذلك، ترى أن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني كان الخطوة الأكثر أهمية لتعطيل المبدأ الأساسي للقرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن حول الاتفاق النووي، الأمر الذي يقوض في نهاية المطاف شرعية القرار وتطبيقه بالكامل.

وتختتم الصحافية قائلة: "في هذا الوقت الحرج، على القوى الغربية أن تدرك أنها إذا انسحبت من الاتفاق النووي بسبب انتهاكات إيران للقرار 2231، ستتصرف طهران على الأرجح بشكل أكثر عدوانية للانتقام من الإذلال الذي تعرضت له نتيجة الانسحاب الأمريكي وخسارة دعم الاتحاد الأوروبي، ومن ثم فإن أفضل شيء يمكن أن يفعله الجميع الآن هو انتظار الخطوة التالية التي ستقوم بها الولايات المتحدة".