إطلاق صاروخ باليستي إيراني (أرشيف)
إطلاق صاروخ باليستي إيراني (أرشيف)
الأحد 9 ديسمبر 2018 / 13:32

أوروبا تنقذ النووي بتجاهل الانتهاكات الإيرانية

قبل أيام اختبرت إيران صاروخاً باليستياً قادراً على حمل رؤوس نووية. ويرى بيني آفني، كاتب عمود لدى صحيفة "نيويورك بوست"، و"نيوزويك"، أنه في ظل الصمت الإعلامي شبه التام، فإن ذلك يعد بمثابة الإنجاز لإيران.

بالنسبة لأنصار الصفقة في عواصم أوروبية، ما يهمهم هو رأي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تصر على أن إيران ملتزمة بشروط مجلس الأمن المتعلقة بالمجال النووي

وكشفت التجربة الأخيرة، مرة أخرى، نقائص الصفقة النووية وذهول حلفاء أمريكا في أوروبا، الذين أقلقهم سلوك الملالي، لكنهم يخشون ضياع الصفقة التي ساعدوا في التوصل إليها.

ويوم الأحد الماضي، غرد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على تويتر، فقال: "أطلق النظام الإيراني صاروخاً باليستياً متوسط المدى قادراً على حمل عدة رؤوس نووية. ويعتبر هذا الاختبار خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي أجاز الصفقة النووية".

قرار متساهل
وحسب آفني، يواجه بومبيو والرئيس ترامب مشكلة تكمن في قبول سلفيهما بقرار أممي متساهل مع تجارب إيران الصاروخية.

ورغم ذلك وافق أوباما على بند يفوض المجلس لدعوة طهران "للكف عن إجراء تجارب صاروخية".

ورغم أن طهران لم تؤكد تلك التجربة، يصر النظام على حقه في اختبار صواريخ لمصلحة دفاعه القومي.

وعقدت فرنسا، وبريطانيا اجتماعاً لمجلس الأمن لتأكيد الامتناع عن اتهام إيران بخرق الاتفاق النووي، ولكن للاعتراف بأن "التجربة لا تتسق مع قرار مجلس الأمن".

تحذير مسبق
ويلفت كاتب المقال إلى قدرة الصاروخ الذي أطلقته إيران أخيراً على الوصول إلى إسرائيل، ومصر وجنوب أوروبا.

وقال بريان كوك، مستشار رفيع لترامب حول إيران، لصحافيين في مؤتمر ببروكسل، قبل أسبوع: "بدأنا منذ بعض الوقت في تحذير العالم من أننا نراكم خطر نشوب صراع إقليمي إذا عجزنا عن منع إيران من إجراء تجارب صاروخية ونووية".

موقف غامض
ولكن يبدو، حسب الكاتب، أن موقف أوروبا أقل وضوحاً. وكما قالت كارين بيرس، سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة: "ربما تقلل تجارب صاروخية من الإرادة الجماعية لمجلس الأمن".

ولهذا السبب دعت وزملائها الفرنسيين مجلس الأمن إلى الانعقاد. وفي نفس الوقت، ينتاب أوروبيون القلق من أن يؤدي مزيد من الضغوط ضد إيران، إلى تقويض الصفقة النووية التي تضررت لتوها بسبب انسحاب ترامب.

التفاف
لذا وعوضاً عن معاقبة إيران، يرى الكاتب أن الاتحاد الأوروبي ينشط للالتفاف على عقوبات أمريكية، وحتى محاولة إنشاء آلية مالية تسمح بإجراء تحويلات مالية مع الملالي.
  
وبالنسبة لأنصار الصفقة في عواصم أوروبية، فإن ما يهمهم هو رأي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تصر على أن إيران ملتزمة بشروط مجلس الأمن المتعلقة بالمجال النووي.

ولكن، برأي الكاتب، بات التزام طهران بالصفقة النووية مشكوكاً فيه. ونشر معهد الدراسات العلمية والدولية في واشنطن أخيراً تقريراً عن آلاف الوثائق التي استطاع جواسيس إسرائيليون سرقتها من أرشيف طهران النووي.

وتوصل المعهد إلى نتيجة مفادها أن برنامج إيران النووي كان أكثر تقدماً ما عرفه أي كان، قبل أن يُضيف "لا مؤشر على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل استناداً للمعلومات الجديدة".