زعيم عصائب أهل الحق العراقي قيس الخزعلي أرشيف)
زعيم عصائب أهل الحق العراقي قيس الخزعلي أرشيف)
الإثنين 10 ديسمبر 2018 / 13:50

وكلاء إيران قنبلة إقليمية موقوتة

حذرت الصحافية بارعة علم الدين، من السماح لإيران بتوطيد مكانتها الإقليمية بما في ذلك في سوريا، أين يتوسع وكلاءها في الشرق، بينما تتصاعد التوترات مع إسرائيل في الجنوب الغربي، ووصفت وكلاء إيران الإرهابيين بـ "قنبلة موقوتة" تسللت إلى جميع مستويات الأنظمة السياسية والعسكرية والاجتماعية في المنطقة.

لم يعد وجود الميليشيات الماهرة في فنون التطهير العرقي والقتل الجماعي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية على مسافة قريبة من ممرات التجارة البحرية العالمية، مثل مضيق باب المندب ومضيق هرمز وشرق البحر المتوسط، يشكل تهديداً محلياً فحسب

وتشير الصحافية، في مقال بصحيفة "آراب نيوز"، إلى دراسة إحدى المحاكم الفيدرالية الأمريكية لأدلة إدانة إيران بسبب مئات التفجيرات التي قتلت وشوهت أكثر من 1000 جندي أمريكي كانوا يتمركزون في العراق بين 2003 و2011، وتعني هذه الدعوى القضائية التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، أن المدعين سيكونون مؤهلين للحصول على تعويضات مالية من صندوق ضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدولة.

ويكشف المقال مصادرة أكثر من مليار دولار من البنوك التي غسلت الأموال لصالح إيران، تعويضاً عن دورها العالمي في الإرهاب، والواقع أن دعمها لآلاف الهجمات التي يشنها مسلحون عراقيون شيعة موثقاً بصورة جيدة، إلى جانب الأدلة على تورطها في توفير الأسلحة لمتطرفين سنّة أيضاً، ولكن التحدي الآن يتمثل في إقناع هيئة المحلفين بما لا يدع مجالاً للشك بمسؤوليتها بشكل مباشر، عن هذه الجرائم.

عصائب أهل الحق
وبحسب المقال، تعرضت القوات الأمريكية في العراق لهجوم بذخائر مميتة بشكل متزايد، إذ كانت العبوات المتفجرة التي نشرتها الميليشيات الموالية لإيران، تخترق دروع الدبابات بسهولة.

وأسس قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ميليشيات عراقية مثل عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله في العراق.

واكتسبت عصائب أهل الحق شهرة بسبب الغارة التي شنتها على مقر قوات التحالف بكربلاء في 2007، وخطفت أربعة جنود أمريكيين وقتلتهم، وكانت الغارة بمثابة انتقام من هجوم التحالف على موكب قائد فيلق القدس في شمال العراق، ونجح قاسم سليماني يومها في النجاة، لأن سياسيين أكراداً أخفوه في منزل آمن.

وبعد هذه الأحداث، اعتقلت شخصيات بارزة تنتمي إلى عصائب أهل الحق، بما في ذلك علي دقدوق كبير قادة حزب الله، وقيس الخزعلي السياسي البارز الآن، وزعيم عصائب أهل الحق.

وتكشف شهادات الخزعلي، المنشورة أخيراً، أن سليماني أشرف على تهريب الأسلحة والأموال إلى الميليشيات، وأن الهدف النهائي لإيران كان تدمير الأمريكيين.

وحسب الخزعلي تعمد إيران إلى استخدام الأمريكيين والعراقيين لينشغلا بالصراع فيما تسعى لتحقيق أجندتها الخاصة.

نفوذ الميليشيات الشيعية

وتقول الصحافية: "من المؤسف أن الولايات المتحدة لم تدرك أهمية هذه التحذيرات. والآن تهدد هذه القوى ذاتها بهجمات متجددة ضد الأصول الغربية، بينما تكافح إيران لتأمين السيطرة على مصالحها في الحكومة العراقية الجديدة، بما في ذلك الاحتفاظ بالسيطرة على وزارة الداخلية".

ويلفت المقال إلى النفوذ المتنامي للميليشيات الشيعية في العراق على حساب السنة العراقيين، والعمليات المنظمة لدمج الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في قوات الشرطة والقوات المسلحة العراقية، وحملات القمع التي تعرض لها المواطنون السنة العراقيون بين 2005 و2008، إلى جانب تجدد إراقة الدماء الطائفية على أيدي الميليشيات الشيعية بعد استعادة مدن مثل الفلوجة، والرمادي، وتكريت من قبضة داعش.

وتعتبر الصحافية أن تسليم رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي وزارة الداخلية إلى فالح الفياض يعني السماح للميليشيات المدعومة من إيران بالاستمرار في توسيع قبضتها على العراق، خاصةً لأن الفياض يرأس اللجنة المشرفة على المظلة شبه العسكرية لقوات الحشد الشعبي منذ 2014 ويرفض المجازر وجرائم الحرب الموثقة التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية التي يرى في أعضائها "أبطالاً قوميين".

حيلة إيران
ويضيف المقال أنه بعد مرور سبعة أشهر من الانتخابات البرلمانية في العراق ولبنان، نجحت الفصائل المدعومة من إيران في فرض شلل سياسي لرفع مرشحيها إلى مناصب قيادية، خاصةً في ظل نظام التوزيع الطائفي للمناصب لضمان تمثيل جميع الطوائف بشكل صحيح، ولكن حلفاء إيران خربوا هذه العملية بحشد الحلفاء السنة والأكراد للعب دور المتحدث الرسمي للبرلمان ورئاسته في العراق، وكذلك يحاول حزب الله تكرار الحيلة ذاتها في لبنان.

وتصف الصحافية هذه الممارسات بأنها محاكاة ساخرة للديمقراطية، فعلى سبيل المثال فاز حلفاء طهران العراقيون بعدد ضئيل من المقاعد البرلمانية، ولكنهم يفرضون أوامرهم على المناصب الحكومية الرئيسية، ونتيجة إخفاق الغرب والعالم العربي في دعم حلفائهما في بغداد، باتت الحكومة مكرسة لفرض إرادة إيران وتهميش العناصر الأخرى في المجتمع العراقي.

قنبلة موقوتة

ويُطالب المقال المحاكم الأمريكية التي تنظر في دور طهران في دعم الإرهاب، بإصدار أحكام رادعة لتكون عبرة جيدة عن عواقب السماح لإيران بتوطيد نفوذها إقليمياً، بما في ذلك سوريا، أين يتوسع وكلاؤها في الشرق بينما تتصاعد التوترات مع إسرائيل في الجنوب الغربي.

وتختتم الصحافية: "سنستيقظ يوماً على رسائل جديدة تذكرنا بسبب خطئنا الشديد في السماح لوكلاء إيران بالتسلل إلى جميع مستويات الأنظمة السياسية والعسكرية والاجتماعية في المنطقة. ولم يعد وجود الميليشيات الماهرة في فنون التطهير العرقي، والقتل الجماعي، والجرائم ضد الإنسانية، على مسافة قريبة من ممرات التجارة البحرية العالمية، مثل مضيق باب المندب، ومضيق هرمز، وشرق البحر المتوسط، يشكل تهديداً محلياً فحسب، وبمجرد أن تعتقد إيران أن وضعها الإقليمي بات حصيناً، سنواجه المزيد من التداعيات الخطيرة في المستقبل القريب، وستكون مواجهتها أسوأ بكثير من مواجهة داعش".