الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأربعاء 12 ديسمبر 2018 / 23:09

"لوفيغارو": دروس أردوغان السريالية تثير السخرية

على الرغم من التجاهل الفرنسي الرسمي لتصريحات الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان حول احتجاجات "السترات الصفراء" في سائر المُدن الفرنسية، إلا أنّ صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أشارت في مقال لها، حول ما أسمته الدروس السريالية بخصوص حفظ الأمن في فرنسا، والتي قدّمها بشكل خاص أردوغان، إلى أنها تثير السخرية، وقالت: "ها هو ديكتاتور آخر يدّعي حرصه على المُتظاهرين ويُحذّر من موجة أعمال إرهابية".

ولم يرضَ الكاتب في الصحيفة جورج مالبرينو، إلا أن يعلق على دعوة الرئيس التركي قوات الأمن الفرنسية إلى عدم الإفراط في استخدام العنف والتحلي بالإنسانية، فاختار مالبرينو أن يذكر أردوغان على وجه الخصوص بسجنه مئات الصحافيين والأكاديميين.

وأشار الكاتب إلى أن أردوغان لا يزال يعتقل أكثر من 80 ألف منذ محاولة الانقلاب 2016، فضلاً عن إقالة ما يزيد عن 150 ألف موظف، وإغلاق العديد من وسائل الإعلام التركية واعتقال المئات من الصحافيين المعروفين بتهم تتعلق بالإرهاب والحكم على معظمهم بالسجن المؤبد.

وكان أردوغان أكد عدّة مرّات أنّ "الذين كانوا يدافعون عن حقوق الإنسان خلال تظاهرات متنزه غيزي في إسطنبول في 2013 أصبحوا عمياناً وصماً وبكماً حيال ما يحصل في باريس"، مُتناسياً أنّ حكومته ما زالت حتى اليوم تعتقل المتظاهرين ورموز المجتمع المدني لمُجرّد هتافهم في غيزي قبل خمس سنوات.

وتتعرّض تركيا بانتظام لانتقادات من الدول الأوروبية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي تندّد بتراجع دولة القانون في هذا البلد في السنوات الأخيرة، على الرغم من الإلغاء الوهمي لقانون الطوارئ الذي تمّ تطبيقه لمدّة عامين كاملين.

وأوفدت الوكالة الحكومية التركية للأنباء وقناة TRT التلفزيونية مُراسليها لتغطية أحداث فرنسا، الأمر الذي أثار استياء أحد المواطنين الأتراك بانتقاده لتجاهل الإعلام التركي لتغطية أي حركة احتجاجية في تركيا، مُقابل إفراد تقارير واسعة لما يحدث في فرنسا حيث تمّ اعتقال ما يُقارب من 500 فرنسي بسبب أعمال العنف والنهب التي قاموا بها في باريس خصوصاً.

وفي الإطار عينه، انتقد النائب الفرنسي يواكيم سون فورجيه صمت بلاده الرسمي تجاه تصريحات أردوغان، وأصرّ الردّ بطريقته على الرئيس التركي عبر تويتر، فكتب مُغرّداً: "هذا الرجل يجب ألا نقول له شيئا؟ً... اللباقة السياسية ستقتل فرنسا التي لم تعد قادرة على التصدي لأمر غير منطقي، والتي لا تجرؤ على الدفاع عن أفكارها وبشدّة إذا لزم الأمر".

وبشكل عام، فإنّ الصحافة الفرنسية لا تتوقف عن مُهاجمة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان واضطهاد الأكراد والتدخل في دول الجوار، وسعيه لتغلغل الإسلام السياسي في أوروبا، ومن أشدّها مجلة "لو بوان" التي خصّصت له في عددها مايو (أيار) الماضي تحقيقاً شاملاً وموسعاً ضمّ العديد من المقالات والدراسات التحليلية، وزيّنت المجلة العدد بصورة كبيرة للرئيس التركي شغلت غلافها الأول بالكامل، وعنونته بـِ "الدكتاتور.. هل هو هتلر جديد؟".

وشهدت العلاقات التركية - الفرنسية توتراً كبيراً هذا العام، وذلك على الرغم من مُشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً في القمة الرباعية التي استضافتها تركيا حول سوريا، وذلك نتيجة الموقف الفرنسي الداعم للأكراد، فضلاً عن ملفات الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان في فرنسا.