الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو.(أرشيف)
الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو.(أرشيف)
الخميس 13 ديسمبر 2018 / 16:22

أوكرانيا تلعب بالنار وقد تورط الناتو

يرى تيد غالين كاربنتر، زميل بارز متخصص في الدراسات الأمنية لدى معهد "كاتو"، ومحرر في موقع "ناشونال إنترست"، أن سلوك أوكرانيا في مضيق كيرش ليس إلا مثالاً آخر لمحاولات يبذلها حليف لأمريكا لكسب دعم عسكري لخدمة أجندته الضيقة.

لدى بوروشنكو ما يكفي من الدواعي السياسية لإحداث أزمة. وقد سارع فعلاً لاستثمار حادثة مضيق كيرش لتأجيج الحماسة الوطنية، والالتفاف حول شعارات وطنية

وسعت جورجيا إلى تنفيذ خطة مماثلة في 2008 أثناء نزاعها الإقليمي مع روسيا حول منطقتين انفصاليتين، أبخازيا وجنوب أوسيتا.

ويومها قال الاتحاد الأوروبي في تقرير إن جورجيا هي التي بدأت القتال الذي اندلع في أغسطس(آب) من ذلك العام. وتشير تقارير إلى أن الرئيس الجورجي، ميخائيل ساكاشفيلي، توقع من الولايات المتحدة والناتو دعماً أكبر مما حصل عليه.

مصالح ذاتية
ويشير عدد من الأمثلة لمثل ذلك النوع من السلوك الذي يخدم مصالح خاصة. وحسب كاتب المقال، على قادة أمريكا أن يكونوا أكثر حذراً من مناورات مماثلة، وأن يتخذوا خطوات تضمن عدم تورط الشعب الأمريكي في صراعات لا تخدم مصالح أمريكية هامة، وتصرف بعض النخب السياسية والإعلامية وكأن مصالح وطموحات حليف أو "صديق" تتطابق مع أفضل مصالح الشعب الأمريكي. وليست تلك الفكرة خاطئة، بل خطرة.

مخاوف عقلاء
ويقول كاتب المقال إن سلوك الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو قبل، حادثة مضيق كيرش، وخلالها، في نوفمبر( تشرين الثاني)، يجب أن تثير مخاوف جميع الأمريكيين العقلاء. فقد حاولت ثلاثة مراكب أوكرانية عبور المضيق، ممر مائي ضيق بين شبه جزيرة تامان والقرم، التي تصل البحر الأسود ببحر آزوف.

وتعتبر كييف المضيق مياهاً دولية، وتشير إلى معاهدة الملاحة الثنائية في 2003 مع روسيا لتبرير موقفها. ولكن، بعد استيلاء روسيا على  القرم من أوكرانيا، وضمها في 2014، تعامل موسكو الآن المضيق باعتباره مياهاً روسية.

توقيت مريب
ويرى الكاتب أن توقيت التحدي الأوكراني كان غامضاً ومريباً. ويواجه بوروشنكو حملة إعادة انتخاب قاسية في انتخابات الرئاسة الأوكرانية في نهاية مارس( آذار) المقبل.

وتظهر استطلاعات للرأي تراجع شعبية بوروشنكو خلف رئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموشنكو. وثمة شكوك في أن يتمكن الرئيس الأوكراني من التأهل لجولة إعادة.

دواعٍ سياسية
ونتيجة لذلك، يعتقد كاتب المقال أن لدى بوروشنكو ما يكفي من الدواعي السياسية لإحداث أزمة. وأنه سارع فعلاً لاستثمار حادثة مضيق كيرش لتأجيج الحماسة الوطنية، والالتفاف على شعارات وطنية.

ولم يقتصر الأمر على ظهوره بالزي العسكري، بل فرض قانون الطوارئ في عشر مناطق بالقرب من الحدود مع مناطق روسية كانت من أقلها دعماً لرئاسته. وعلاوة على ذلك، منع التظاهرات طوال الأيام الثلاثين المقبلة.

والأسوأ من تلك المناورات الداخلية، في رأي الكاتب، سعى بوروشنكو للحصول على دعم الناتو. فدعا الحلف لإرسال سفن حربية إلى بحر آزوف. ومن شأن خطوة مماثلة أن تعد  تحدياً لموسكو.  وربما تستدعي تدخلاً مسلحاً في منطقة أمنية روسية، أو تقود إلى حرب. كما أن نشر مزيد من سفن الناتو في القسم الشرقي للبحر الأسود قد يعد بمثابة استفزاز كبير.

 البحر الأسود
ورغم ذلك يشير كاتب المقال لتقبل بعض قادة الأمريكيين لمثل ذلك التصرف. فدعا رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي للتنسيق بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، بما في ذلك بـ "رفع مستوى التواجد العسكري الأمريكي ولحلف الناتو في منطقة البحر الأسود وزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا".

ويرى الكاتب، أن تلك التطورات المختلفة تشير إلى أن الولايات المتحدة باتت تنجرف إلى سياسة تصادمية خطيرة مع روسيا لصالح أوكرانيا.