الجاسوسة الروسية ماريا بوتينا (أرشيف)
الجاسوسة الروسية ماريا بوتينا (أرشيف)
الجمعة 14 ديسمبر 2018 / 11:29

حسناء روسية تعقّد الخلاف مع واشنطن

24 - بلال أبو كباش

يتعقد الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مجدداً بعد اعتراف جاسوسة روسية بانخراطها بـ "مؤامرة" ضد أهداف أمريكية سعت من خلالها لكسب نفوذ سياسي في واشنطن.

وأدلت الروسية ماريا بوتينا (30 عاماً) باعترافاتها أمام قاض أمريكي، موقعة على إقرار بالذنب بعد التوصل لاتفاق تعاون مع السلطات الأمريكية، وفقاً لما ذكرته صحيفة "اندبندنت" البريطانية، اليوم الجمعة.

في يوليو (تموز) الماضي، وجه القضاء الأمريكي إلى الجاسوسة الروسية بوتينا اتهامات بالتآمر والتجسس على مصالح أمريكية، ونفتها الأخيرة، إلا أنها عاودت الاعتراف بأفعالها في آخر ظهور لها أمام المحكمة.

طموحات كبيرة
وكشفت بوتينا في اعترافها عن سعيها خلال فترة التجسس لإقامة خطوط اتصال غير رسمية بين مسؤولين أمريكيين كبار والحكومة الاتحادية الروسية. في حين اتهم المحققون بوتينا بالسعي لإقامة علاقة مع مسؤولين في "الرابطة الوطنية الأمريكية للسلاح" محاولة من خلالها التأثير في السياسة الأمريكية تجاه روسيا، وتعد رابطة السلاح الأمريكية واحدة من أقوى اللوبيات التي تتماشى أهدافها وسياساتها مع سياسة الجمهوريين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت مجلة "نيوز وويك"، إن الجاسوسة الروسية حضرت لقاءات صحفية، ومؤتمرات كثيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأحدث الأمثلة حضورها مهرجان "نيفادا" للحرية 2015، والذي أدلى فيه ترامب (حينما كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية) خطاباً وقاطعته بوتينا بسؤال حول مستقبل العلاقات الأمريكية الروسية، وأجابها ترامب بأنه سيسعى لرفع العقوبات الضارة عن بلادها خلال رئاسته.

وأكدت المجلة، أن بوتينا حصلت مؤخراً على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة أمريكية.

علاقات قوية
وقالت "نيوز وويك"، إن الجاسوسة بوتينا، كانت على اتصال دائم بشخصيات روسية معروفة، أهمها نائب محافظ البنك المركزي الروسي الكسندر تورشين، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين. ويخضع تورشين حالياً لعقوبات أمريكية ويواجه اتهامات بغسيل أموال لصالح المافيا الروسية من خلال عقارات في إسبانيا.

وتؤكد التحقيقات الأمريكية، أن بوتينا سعت لتطوير علاقتها برابطة السلاح الأمريكية من خلال إقامة علاقات مع مجموعات تسلح روسية مشابهة، كما سعت لإقامة لقاء بين تورشين وترامب على هامش مؤتمر رابطة السلاح الأمريكية في 2016، إلا أنها فشلت، لكن التقى تورشين بنجل ترامب وكلفه بإيصال رسالة حملها من بوتين إلى والده دونالد ترامب.

واعترفت رابطة السلاح الأمريكية بتلقي أموال من روسيا، بما فيها رسوم العضوية من الكسندر تورشين، وتبرعت الجمعية بـ30 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية في 2016، ما يضعها في دائرة الشبهة.

ويبحث المحققون الأمريكيون في سجلات بوتينا، وفي اعترافاتها، محاولين إيجاد رابط مشترك بين تجسسها على أهداف أمريكية وبين التدخل الروسي في انتخابات 2016 التي فاز فيها الرئيس الترامب.

موسكو تنفي
سارعت الحكومة الروسية إلى النفي، قائلة إن القصة والاتهامات الموجهة إلى بوتينا مفبركة، مطالبة بالإفراج الفوري عنها.

ويوم الثلاثاء الماضي، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بوتينا، قائلاً: "قد تواجه حكماً بالسجن 15 عاماً، متسائلاً لماذا؟ لقد طلبت من جميع أجهزة الاستخبارات الروسية توضيح الأمر، إلا أنني لم أجد جواباً لتلك الاتهامات".