الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الجمعة 14 ديسمبر 2018 / 15:32

هل تشعل تركيا حرباً جديدة في سوريا؟

تستعد تركيا لهجوم عسكري جديد في سوريا، لمواجهة مقاتلين أكراد مدعومين من الولايات المتحدة.

أردوغان: القوات المسلحة ستبدأ، في خلال أيام، عملياتنا لإنقاذ شرق الفرات من تنظيم إرهابي انفصالي

ولقت توم أوكونور، محرر لدى مجلة "نيوزويك"، متخصص في قضايا الشرق الأوسط وكوريا الشمالية، وصراعات أخرى، لما قاله الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء بأن القوات المسلحة "ستبدأ، في خلال أيام، عملياتنا لإنقاذ شرق الفرات من تنظيم إرهابي انفصالي"، مشيراً لحملة مقبلة ضد وحدات حماية الشعب(YPG). وقد تشكلت تلك الميليشيا الكردية السورية كجزء أساسي في تشكيلة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة أمريكيا، في القتال ضد مقاتلي داعش الإرهابيين. لكن أنقره اتهمت قسد بالتعاون مع منظمات كردية انفصالية تحارب الدولة التركية.

مزاعم
وكما يشير أوكونور، بوصفهم جزءاً من قوات سوريا الديموقراطية، يقاتل عناصر YPG بجانب قوات أمريكية تحارب داعش، ولكن هذا لم يمنع متمردين سوريين مدعومين من تركيا من استهدافهم. وقدم أردوغان تطمينات بأن الجيش الأمريكي لن يتعرض لهجمات.

وأضاف أردوغان: "لم يكن قط هدفنا جنوداً أمريكيين، بل أعضاء في منظمات إرهابية تعمل في المنطقة. ونحن مصممون على تحويل شرق الفرات إلى مناطق آمنة ملائمة للعيش، كما هو الحال في مناطق سورية أخرى استطعنا تأمينها".

حرب استنزاف
ويلفت كاتب المقال لدخول كل من تركيا والولايات المتحدة في حرب استنزاف في سوريا كرعاة لانتفاضة عام 2011، قادها متمردون وجهاديون، وقاتلوا من أجل خلع الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن مع تحقيق تلك التنظيمات مكاسب ضد الحكومة السورية، صعدت قوات جهادية نحو واجهة المعارضة، والتي فقدت معظم مناطقها لصالح داعش. وبحلول 2014، شكلت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً من أجل طرد داعش من سوريا والعراق، ولكن تركيا أبقت على علاقات وثيقة مع متمردين فقدوا دعم سي آي إي.

وفي عام 2015، أعلن البنتاغون رسمياً دعمه لقوات قسد، فيما انضمت روسيا للقتال لصالح الجيش السوري، والذي كان حتى ذلك الوقت يتلقى فقط دعماً من قبل ميليشيات موالية للحكومة، وأخرى نشرتها إيران. وتوالت هجمات التحالف الدولي وقوات قسد وأخرى قادتها الحكومة السورية وحلفاؤها إلى أن تحققت هزيمة شبه كاملة ضد داعش، ولكن بقيت له جيوب شرق البلاد، على طول الفرات.

خطوة إضافية
ويشير كاتب المقال لتأسيس البنتاغون مع قوات تركية نقاط حراسة مشتركة منعاً لنشوب صدامات أخرى بين حليفين لأمريكا. ولكن البنتاغون اتخذ، في الشهر الماضي، خطوة إضافية عبر إنشاء نقاط مراقبة عند الحدود. وقد عبر وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، عن "استياء" بلاده من الخطوة الأمريكية، بزعم أن تلك المواقع" سوف تزيد الوضع المعقد في المنطقة تعقيداً".

ويلفت أوكونور إلى انتشار قوات تركية حالياً دعماً لمتمردين في منطقة عفرين، وقد أقامت نقاط مراقبة مهمتها الحفاظ على صفقة هدنة غير مؤكدة بين الحكومة السورية ومتمردين وجهاديين متواجدين في محافظة إدلب، المعقل الوحيد الرئيسي الباقي في أيدي متمردين. وقد أمكن التوصل إلى ذلك الاتفاق بين أنقره وموسكو في سبتمبر(أيلول) الأخير.

 وسرى الاتفاق، رغم اتهام متطرفين بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية ضد حلب، فضلاً عن حدوث اشتباكات متفرقة على طول خطوط سيطرة المعارضة.

وحتى تاريخه، صادقت الولايات المتحدة على الاتفاق، ولكن رغم أن بعثة "البنتاغون" في سوريا مهمتها على تدمير داعش، واصلت واشنطن توسيع أهدافها لتشمل طرد قوات ت قول بأن تخضع للقيادة الإيرانية.