مقر شركة كايناك القابضة.(أرشيف)
مقر شركة كايناك القابضة.(أرشيف)
الأحد 16 ديسمبر 2018 / 15:45

أردوغان يشن حملة غير مسبوقةَ على دور النشر والتوزيع

24- زياد الأشقر

تناول الكاتب في موقع "تيركش مينت" عبدالله بوزكرت القمع الذي يمارسه نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد دور النشر، قائلاً إن الجزء المستور من حكاية الهجوم غير المسبوق على حرية الصحافة في تركيا، هو تلك الحملة التي تشنها الحكومة الإسلامية ضد صناعة النشر.

هذا السلوك يتناقض تماماً مع وضع دور النشر والمكتبات التي تروج لسرديات وإيديولوجيات تنظيمي القاعدة وداعش من دون أية عوائق

 وكُتب القليل جداً عن المؤلفين والناشرين الذين أسكتت أصواتهم عندما استولت الحكومة على شركات النشر والتوزيع بناء على ادعاءات غير صحيحة.

إيديولوجية القاعدة وداعش
وأضاف الكاتب أن هذا السلوك يتناقض تماماً مع وضع دور النشر والمكتبات التي تروج لسرديات وإيديولوجيات تنظيمي القاعدة وداعش من دون أية عوائق. وفي الحقيقة، استهدفت حكومة أردوغان خصوصاً دور النشر التي تتصدى للفكر السام الذي تروجه الجماعات الجهادية العنيفة، وقوضت العمل الفكري والتحليلي الذي من شأنه أن يساعد في بناء رواية مضادة ضرورية في هذه الدولة ذات الغالبية السنية البالغ عدد سكانها 81 مليون نسمة. ويعتبر الاستيلاء على شركة كايناك القابضة وإقفالها بعد ذلك، علماً أنها تعتبر صاحبة أكبر دار نشر في تركيا تطبع وتوزع الكتب الإسلامية العامة التي ترفض العنف بشدة، مثالاً حياً للدوافع التي تحرك حكومة أردوغان.

دور النشر
وأشار بوزكرت إلى أن شركة كايناك القابضة التي استولت عليها الحكومة في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، ثم أقفلتها بشكل كامل في يوليو (تموز) 2016، تشمل دار نشر عملاقة هي إيزيك ياينلاري التي تمتلك ثمانية دور نشر. وكان الناشر يملك 2972 كتاباً معروضا للبيع في السوق ولديه عقود مع 714 مؤلفاً عندما أقفلت دار النشر العملاقة. وتتراوح مواضيع الكتب بين أعمال أدبية مثل الروايات والشعر والسير الذاتية، وكتب تتعلق بالسفر والطعام. وكانت دار إيزيك تطبع وتوزع أيضاً كتباً بلغات أجنبية، لا سيما بالإنكليزية والإسبانية والروسية والعربية في تركيا والخارج. ولديها 893 كتاباً بلغات أجنبية في الأسواق. ولديها أيضاً حصة وافرة من صناعة النشر التي تركز على موضوع الدين.

كتب غولن
وأوضح أن نشر إيزيك عشرات الكتب التي ألفها الداعية الإسلامي فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة والذي تحول إلى معارض لنظام أردوغان، جعل من دار النشر هذه هدفاً رئيسياً لأردوعان، الذي يرفض تحدي إيدولوجيته في الإسلام السياسي، في وقت لم يقدم شيئاً غير الفساد والعنف والزبائنية الرأسمالية في تركيا. وكانت هذه الدار تصدر مجلتين شهريتين وواحدة نصف شهرية وواحدة فصلية، مع معدل توزيع وسطي يبلغ 662 ألف نسخة عندما استولت عليها الحكومة. وكان أول قرار اتخذه رجال أردوغان الذين وصع وضعوا يدهم على الدار، هو وقف إصدار المجلات. وكذلك كان الحال مع مجلات تصدر عن الدار باللغات الأجنبية.

شبكات التوزيع
وقال بوزكرت إن الموزع الرئيسي لدار إيزيك، كان سلسلة مكتبات "إن تي بوكستور" التي تبيع 69 % من مجموع مبيعات إيزيك في تركيا. كذلك وضعت الحكومة يدها على "إن تي بوكستور". وبكلام آخر، لم تكتفِ حكومة أردوغان بملاحقة الناشرين، بل خنقت كل شبكات البيع والتوزيع التي لا تتلاءم مع سياسة الحكومة. والشيء نفسه حصل عام 2016 عندما استولت الحكومة على شبكة جيهان داغتيم للتوزيع، التي كانت توزع الصحف اليومية على منازل المشتركين بما في ذلك صحيفة زمان، التي كانت تبيع 1.2 مليون نسخة في ذروة انتشارها.