صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الإثنين 17 ديسمبر 2018 / 10:33

صحف عربية: الحديدة تختبر اتفاق ستوكهولم

24 - معتز أحمد إبراهيم

تدخل اتفاقية الحديدة، أحد مخرجات اتفاق ستوكهولم اليمني، حيز التنفيذ ابتداء من صباح غدٍ الثلاثاء، وسط ترقب للأوساط الدولية والإقليمية من أجل إنجاحها خاصة مع ما يتردد عن خرق الحوثيين لها، وهو ما تنفيه الميليشيا زاعمة سعيها المتواصل لإقرار السلام في البلاد.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، أشارت مصادر مسؤولة إلى ضرورة إسراع المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث لسد الثغرات في الاتفاق وحل النقاط الخلافية بين الطرفين، بما يسمح لنشر السلام في المنطقة. 

آليات المراقبة
تحدث وزير الخارجية اليمني خالد اليماني لصحيفة الشرق الأوسط، عن وجود تخوفات تتعلق بكيفية تطبيق الأطراف اليمنية لاتفاق استكهولم، وقال إن "المبدأ الأساسي يفيد بأن الحوثيين عليهم أن ينسحبوا من الموانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف خلال الأيام الأربعة الأولى من الاتفاق".

وأكد ضرورة تسليم الحوثيون للمرافق الاستراتيجية للأمم المتحدة، مضيفاً "يجب عليهم تسليم الموانئ للأمم المتحدة، وإعطاء قيادة الموانئ للقيادات التي عملت في الموانئ عام 2014، يعني هذا أن كل من استحدثت وظائفهم بعد 2014 سيغادرون مواقعهم".

وأوضح أن الموظفين الأمميين سيراقبون مسألة إعادة انتشار القوات في الحديدة، بما فيها انسحاب الحوثيين، لافتاً إلى أن لجنة تنسيق إعادة الانتشار ستضم أعضاء من الحكومة اليمنية ومن الطرف الحوثي أيضاً.

سد الثغرات
وفي سياق متصل، رجح العديد من الخبراء السياسيين في حديثهم لصحيفة العرب اللندينة، أن يسارع المبعوث الأممي لسدّ الثغرات في الاتفاق الذي انتزعه من الفرقاء اليمنيين في الساعات الأخيرة التي سبقت اختتام مشاورات السويد.

وحدد الخبراء آلية هذه الخطوة، مؤكدين أنها ستتم من خلال عدد من الإجراءات من بينها تثبيت وقف إطلاق النار، وتعديل وصول فريق المراقبين الدوليين إلى الحديدة بقيادة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، بالإضافة إلى إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدعم صيغة الاتفاق ويترك للمبعوث الأممي حق تفسيرها.

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن "تصريحات العديد من قادة الميليشيا ومن بينهم رئيس وأعضاء الوفد الانقلابي عززت من شكوك الحكومة الشرعية، حيث حاولت الميليشيا التنصل مبكراً من أي التزامات عليهم في اتفاق السويد وخصوصاً الجزء المتعلق بالانسحاب من الحديدة وموانئها ومحاولة خلق تفسيرات غير منطقية تجعلهم يسلمون الحديدة لأنفسهم".

انتهاك الحوثي للاتفاق
وبدوره، توقع الكاتب خير الله خير الله ألا يحترم الحوثيون اتفاق ستوكهولم، وقال في مقال له بصحيفة الرأي الكويتية إن "الحوثيين لم يحترموا في يوم من الأيام أي اتفاق وقعوه مع أي طرف، تظاهروا بتقاسم السلطة مع علي صالح ثمّ اغتالوه في ديسمبر(كانون الأول) 2017، ما الذي سيفعلونه الآن بانتصارهم الجديد الذي كرّسهم قوّة أمر واقع في شمال اليمن، تماماً مثلما أنّ حماس قوّة أمر واقع في غزّة، رغم أنّ الاتفاق الأخير سيخرجهم عسكرياً من الحُديدة؟".

وأضاف "إذا نظرنا إلى أحداث الماضي القريب، نكتشف أنّ الميليشيا عرفت كيف تستفيد إلى أبعد حدود من تسليم الحديدة التي يرجح أن يكون فيها وجود بريطاني قوي مستقبلاً عبر القبعات الزرق، لم يعد هناك ما يهدّد وجودهم في صنعاء وقسم من تعز وتحولوا إلى جزء لا يتجزّأ من المعادلة اليمنية الجديدة التي تحظى بدعم دولي".

وأشار إلى أن الحوثيين ليسوا في نهاية المطاف سوى أداة من الأدوات الإيرانية في المنطقة، في كلّ ما فعلوه إلى الآن، واختتم مقاله بالحديث عن الحوثيين قائلاً "كشفوا قدرة كبيرة على المناورة سياسياً وعسكرياً، تبدو نهاية مناوراتهم مرتبطة إلى أبعد حدود، أكثر من أيّ وقت، بمستقبل إيران لا أكثر ولا أقل".

بدء انتهاكات الحوثي
وذكرت مصادر محلية وأخرى عسكرية لصحيفة الرياض، أن اشتباكات عنيفة دارت أمس الأحد لليوم الثاني على التوالي بين قوات الجيش الوطني اليمني وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في مدينة وريف الحديدة في خرق مستمر للانقلابيين لاتفاق السلام في السويد.

وقالت المصادر إن "الميليشيا شنت هجوماً هو الثالث من نوعه خلال 72 الساعة الماضية، على مواقع الجيش اليمني، منطلقة من المزارع الجنوبية المحيطة بمديرية التحيتا الواقعة جنوبي الحديدة"، مشيرة إلى أن قوات الجيش تصدت للهجوم.

وأوضحت أن الميليشيا استخدمت المدفعية الثقيلة والدبابات في الهجوم، لافتة إلى أن الهجوم توقف إثر المقاومة العنيفة من قوات الزرانيق، التي لم تسمح بتقدم الحوثيين، الذين حاولوا استغلال توقف تحليق مقاتلات التحالف العربي استجابة لاتفاق السويد، وأسفرت المعارك عن مقتل 22 حوثياً وأسر 7 آخرين.