المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
الإثنين 17 ديسمبر 2018 / 11:22

هل ترحّل إدارة ترامب الإيرانيين المنافقين؟

عدّدت الصحافية والمعلقة السياسية الأمريكية-الإيرانية كاميليا إنتخابي فرد مختلف المراحل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها إيران بعد سنة 1979.

انتبه الإيرانيون العاديون إلى نفاق النخب الإيرانية التي تعيش في أمريكا، لذلك حثوا واشنطن على إلغاء تأشيرات هؤلاء ويظهر أنّ الولايات المتحدة تريد دراسة هذه المسألة

 وفي صحيفة "ذي اراب نيوز" السعودية، كتبت أنّه خلال سنوات عدة أعقبت الثورة، لم يكن بالإمكان التمييز بين المواطنين الإيرانيين من حيث مظهرهم الاجتماعي وقد كانوا يرتدون ملابس متشابهة. وجدت إيران نفسها موحدة بفعل الأجواء الثورية والمواجهة المشتركة للعقوبات ولاحقاً الحرب مع العراق. حتى لو كان بعض الأشخاص أثرياء أو أو ورثوا أموالاً من أسلافهم، لم يكن هؤلاء يستخدمونها للتباهي على الآخرين.

انتهت هذه المرحلة وتحسنت علاقات إيران مع الغرب وبدأ الاقتصاد ينمو قليلاً في العقد الثاني على الثورة، الأمر الذي سهّل حياة الملايين من الإيرانيين – على الأقل حتى فرض جولة جديدة من العقوبات بسبب برنامج طهران النووي حين كان محمود أحمدي نجاد رئيساً للبلاد. وحتى مع انتهاء العقوبات بعد التوقيع على الاتفاق النووي سنة 2015، لم يستفد الإيرانيون العاديون إلا قليلاً، إلى أن انتهت هذه الاستفادة بشكل كلي بعدما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) الماضي.

أثرياء السوق السوداء
طوال الفترات السابقة، كان النظام الإيراني معتمداً على العائدات النفطية. وحين كانت العقوبات مفروضة على إيران، ظهر أنّ هذا النظام كان بحاجة إلى الأشخاص البارعين في عمليات السوق السوداء من أجل مواجهة تداعيات تلك العقوبات. برزت النتيجة عندما عانى المواطنون العاديون من فقر متزايد في وقت كان المتورطون في عمليات التهرب من العقوبات، تبييض الأموال وممارسات خبيثة مرتبطة بها يصبحون أكثر ثراء بالفعل، وقد بدا هذا الأمر جليّاً على بعضهم.

نفاق مطلقي شعار "الموت لأمريكا"
نتج عن ذلك جيل من الشباب يسمى ب "آغازاده" بالفارسية أي "المولود النبيل". هؤلاء الشباب هم أبناء هرمية النظام والمرتبطين به ويستطيعون التمتع بحياة مترفة بينما يعاني الإيرانيون العاديون لتأمين متطلبات حياتهم اليومية. يقودون أحدث الطرازات من السيارات الرياضية ويرتدون ملبوسات ذات تصاميم أنيقة كما يملكون منازل وشققاً فاخرة. تسمح لهم أموالهم وعلاقاتهم بالسفر من دون عائق بينما يعيش المواطنون الآخرون على خط الفقر. وتشير إنتخابي فرد إلى أنّ كثراً من هؤلاء لم يعملوا يوماً واحداً في حياتهم لكنّهم يعيشون حياة الرفاهية خارج البلاد. حتى أبناء أحفاد الخميني، زعيم الثورة الإيرانية، يتنقلون بين كندا وإيران ولا يخجلون من نشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وأكثر ما يلفت النظر هو أنه حين يصرخ رجال الدين الأثرياء التابعين للنظام "الموت لأمريكا" كل جمعة، يبدو أنّ النخب وأبناءهم يعيشون في الولايات المتحدة.

الإيرانيون والأمريكيون منتبهون لنفاقهم
انتبه الإيرانيون العاديون إلى هذا النفاق، لذلك حثوا واشنطن على إلغاء تأشيرات هؤلاء ويظهر أنّ الولايات المتحدة تريد دراسة هذه المسألة. فقد نشرت وزارة الخارجية الأمريكية عبر حسابها باللغة الفارسية على موقع تويتر، شريط فيديو للممثل الخاص للشؤون الإيرانية برايان هوك، يقول فيه: "أستطيع أن أخبركم أننا نعمل على ذلك، وفي حين لا أقدر أن أناقش حالات فردية أو مداولات سياسية داخلية، يمكنكم التأكد من أننا نتّبع جميع الخيارات للضغط على المنافقين الفاسدين في حكومتكم من أجل تغيير سلوكهم". وتشير إنتخابي فرد إلى أنّه سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت إدارة ترامب سترحّل هؤلاء المنافقين. وفي نهاية مقالها، توقّعت الكاتبة أن يكون ملف حقوق الإنسان محوراً للمظاهرات الإيرانية خلال السنة المقبلة.