أكراد ينتحبون على حمدت عثمان درويش.(أرشيف)
أكراد ينتحبون على حمدت عثمان درويش.(أرشيف)
الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 / 11:47

الحرب المنسية ضد الأكراد..أردوغان على خطى صدام

تناولت كاثلين كيرن، محررة لدى صحيفة إندبندنت البريطانية، مقتل قرويين أكراد في حرب تجاهلها العالم منذ وقت طويل، معتبرة أنه بسبب عدم الاهتمام بتدمير آلاف القرى الكردية في التسعينيات على أيدي قوات تركية، ما زالت أنقره تعتقد أنها تستطيع فعل ما يحلو لها، دون رقيب ولا حسيب.

بسبب عدم اهتمام المجتمع الدولي بتدمير آلاف القرى الكردية في التسعينات، ومقتل واختفاء عدد لا يحصى من الأكراد، تواصل الدولة التركية حملتها في قتل مدنيين أكراد، وإخلاء قرى كردية من سكانها

وزارت المحررة قرية بارميزا الكردية في شمال العراق، بعد مضي يوم على قصف الجيش التركي سيارة حمدت عثمان درويش، 20 عاماً، عندما كان في طريقه إلى عمله. ويستخدم عدد آخر من المدنيين ذات الطريق- وهم ليسوا من مقاتلي PKK الذين تدعي تركيا قصف تلك القرى لاستهدافهم. وقد ترك حمدت وراءه زوجة ورضيعاً في شهره الرابع.

وروى سكان القرية للمحررة تفاصيل ما يبدو أنها استراتيجية يتبعها الجيش التركي لإفراغ بارميزا من ساكنيها. ويواجه قرويون القتل أو الخطف عند اقترابهم بقطعان ماشيتهم 400 متر في أي اتجاه يقود لأي من ثلاث عشرة قاعدة تركية في جبال المنطقة.

وضع مماثل
وحسب المحررة، تواجه عشرات من القرى الكردية وضعاً مماثلاً، لأنها تتعرض لقصف، على طول الحدود، من كل من إيران وتركيا، ولأن رجال عصابات يقاومون حكومتي طهران وأنقره يتخذون مساكن لهم في كهوف تقع في جبال كردستان العراق.

وترى المحررة أن حلفاء تركيا في أوروبا والولايات المتحدة لا يبالون بقصف طائرات تركية لمدنيين أكراد – بسبب صفقات أسلحة مجزية مع تركيا، ولكون موقعها يشكل قاعدة لعمليات عسكرية في الشرق الأوسط، فضلاً عما يبدو خطة تركية طويلة الأمد لإعادة تأسيس الإمبراطورية العثمانية.

وفي سياق مناقشة تشريد تركيا، في 1995، سكان أكثر من 90 قرية قرب الحدود، يقول قروي كردي: "يريدون إزالتنا من الوجود".

خطة خبيثة
ولكن المحررة تقول إن ذلك القروي كان يتحدث عن خطة أكثر خبثاً وإذلالاً. وبالفعل، أشارت تقديرات، نشرت في 2003، وأعدتها جماعات حقوق الإنسان تدمير تركيا قرابة 4000 قرية كردية داخل الأراضي التركية.

ولكن حملة أشد وأوسع، عرفت باسم "حملة الأنفال" نفذها صدام حسين، وكشفت تفاصيلها أمام العالم أجمع، وقادت لتدمير قرابة 5000 قرية كردية إبان الثمانينيات، وحيث قتل 182 ألف كردي، وشرد ما يزيد عن مليون آخرين.

وحسب المحررة، بسبب عدم اهتمام المجتمع الدولي بتدمير آلاف القرى الكردية في التسعينيات، ومقتل واختفاء عدد لا يحصى من الأكراد، تواصل الدولة التركية حملتها في قتل مدنيين أكراد، وإخلاء قرى كردية من سكانها دون خوف من أحد.

وهكذا تتواصل آلام وأحزان سكان تلك القرى الكردية دون أن يكونوا قد ساهموا أو شاركوا في مهاجمة قوات أو منشآت أو مصالح تركية.