ستراسبورغ الفرنسية (أرشيف)
ستراسبورغ الفرنسية (أرشيف)
الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 / 18:45

أوروبا مخطئة... خضوعها لقطر والإخوان لن يحمي أسواق الميلاد فيها

قالت الصحافية والعضو السابق في البرلمان الإيطالي سعاد سباعي، إن أوروبا لم تتعلم حتى الآن الدروس من مكافحة الإرهاب، وإن تعلمتها فهي لا تتصرف وفقاً لها.

سلسلة الاعتقالات والترحيل والهجمات الإرهابية التي تم إحباطها هي نتيجة تمدد هيكل الإخوان المسلمين في البلاد. لكنّ الطبقة الحاكمة نزولاً من الرئاسة الإيطالية تستمر بغض الطرف عن هذا التوسع

ويذكر الهجوم الإرهابي الذي استهدف ستراسبورغ المراقبين بأن استراتيجيات مكافحة الإرهاب غير مناسبة. وكتبت سباعي في صحيفة "المغربية" كيف تركز وسائل الإعلام على إعادة بناء شخصية ورواية شريف شيخات، الذي أطلق النار في 11 ديسمبر(كانون الأول) الجاري على أشخاص كانوا يتبضعون داخل أسواق الميلاد في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

ورغم ذلك، هنالك واقع ذو أهمية جوهرية، كان الإرهابي مستعداً للقتل في أي لحظة، لكن أطلق سراحه رغم أن السلطات غير الكفوءة كانت تدرك أنه أصبح متطرفاً. هذا هو النمط المعتاد للهجمات الإرهابية التي حصلت في السنوات الأخيرة في فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، وتذكر الكاتبة بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف أيضاً سوق عيد الميلاد في برلين منذ عامين.

بصمة إخوانية
انطلاقاً مما تقدم، تشير سباعي إلى أن السياسات الأمنية التي اتبعتها الحكومات الأوروبية تستمر في الفشل، أولاً في منع انتشار التهديد الإرهابي، وثانياً في منعه من التجسد على أرض الواقع.

في الأولى، وعندما يتحدث المراقبون عن زرع التطرف، فهذا يعني أن الأمر يحصل على المستوى الأيديولوجي في أوروبا، أين يحظى زرع التطرف الذي يؤدي تالياً إلى الإرهاب بحرية موسعة في مجالي الدعاية وتجنيد أتباع جدد ومرشحين ليصبحوا "شهداء" لصالح الجهاد.

تُشير أصابع الاتهام إلى تنظيم الإخوان الإرهابي بفضل التمويل القطري ودوره في تعزيز أجندته المتطرفة على الأراضي الأوروبية من خلال شبكة واسعة من المساجد والجمعيات والدعاة، إضافةً إلى استخدام أكثر وسائل الإعداد تطوراً وفاعلية على الشبكة العنكبوتية.

لهدم الهيكل الدعوي الإخواني
تكتب سباعي أن ربط هجوم ستراستبورغ بالمواقف التي اتخذتها باريس أخيراً لدعم العالم العربي المعتدل ليس مجرد إشاعة. ومن هنا، فإن المعلومات التي كشفتها المؤسسات الصحافية في الشرق الأوسط عن وجود محرضين منتمين للإخوان الإرهابيين بين السترات الصفراء يهدفون إلى زعزعة استقرار الحكومة الفرنسية متبعين نموذج الربيع العربي، ليس إشاعة.

وإذا لم يُهدم هيكل السياسة الدعوية لدى الإخوان، فإن بنيتها الفوقية الإرهابية لن تتوقف عن حصد الضحايا بفعل حرية الحركة والنشاط التي مُنحت إلى أشخاص تأكدت سلطات غير كفوءة من اعتناقهم التطرف.

وتتابع سباعي متسائلة عن السبب الذي يمنع القوانين من وضع مثل هؤلاء في الحجز الاحتياطي، مشيرةً إلى وجوب تدخل السلطات السياسية لسن قوانين أكثر تناسباً مع الواقع يمكنها أن تضمن حماية المدنيين.

الخطأ الإيطالي نفسه
تتطرق سباعي أيضاً إلى الوضع الأمني في إيطاليا، فتكتب أن السلطات الإيطالية تظن أنه بالخضوع لأمراء قطر يمكنها أن تضمن أمن أسواق الميلاد. إن سلسلة الاعتقالات والترحيل والهجمات الإرهابية التي أُحبطت هي نتيجة تمدد هيكل الإخوان المسلمين في البلاد.

ولكن الطبقة الحاكمة، نزولاً من الرئاسة الإيطالية، تستمر في غض الطرف عن هذا التوسع.

والحقيقة أن هذا التهديد تَشكل في إيطاليا منذ زمن طويل، ولهذا تتساءل الكاتبة في ختام مقالها: "إلى متى ستواصل القوى الأمنية النجاح في إيقاف الهجمات الإرهابية؟".