عراك في الضفة بين أفراد من الأمن تابعين للسلطة وعناصر من حماس.(أرشيف)
عراك في الضفة بين أفراد من الأمن تابعين للسلطة وعناصر من حماس.(أرشيف)
الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 / 17:01

عمليات إسرائيل في الضفة تقوّي حماس وتضعف السلطة

أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن عملية إطلاق النار التي شهدتها الضفة الغربية أخيراً تساهم في تعزيز قوة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتضعف السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، لافتة إلى أن رجال السلطة يختفون عند اقتحام القوات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية بالضفة.

بدلاً من دفاع الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن شعبها تقوم بمهاجمتهم، لذا يتزايد الامتعاض منها

وقالت الصحافية المتخصصة بالشؤون العربية عميرة هاس، إن "خشية السلطة الفلسطينية من تصاعد المواجهات مع الجيش الإسرائيلي يضعف موقفها أكثر، ويعزز صورة حماس في نظر الفلسطينيين"، لافتة إلى أن "هذا ما يمكن استنتاجه على الأقل من التظاهرات الثلاث التي فرقتها السلطة، الجمعة الماضي في نابلس والخليل ورام الله"، وموضحة أنه "هذا التصادم، يأتي في فترة تعاني فيها السلطة من تدهور في المكانة السياسية وضائقة اقتصادية عميقة".

ولفتت الصحيفة إلى أن عمليات إطلاق النار ينظر إليها الجمهور الفلسطيني، "كعمليات بطولية مشروعة ضد سيطرة المستوطنين في المنطقة"، وأن "نسبة هذه العمليات لحماس، يعزز الصورة الوطنية للحركة الإسلامية، مقابل صورة المقاول للاحتلال، والمتمثلة بالسلطة الفلسطينية".

رجال السلطة
ولفتت إلى أنه "من الصعب عدم ملاحظة، طبيعة انتشار رجال الأمن الفلسطينيين، في المناطق التي يتجولون فيها بصورة علنية وهم بزيهم العسكري وسلاحهم، ولا يكون هناك جنود إسرائيليون، ويحصل العكس عندما يقتحم جنود الجيش الإسرائيلي المناطق والبيوت والمحلات ويصادرون تسجيل كاميرات المراقبة، ويطلقون النار على الفلسطينيين، حينها لا يظهر في الأفق رجال السلطة".

وأضافت الصحيفة أن "اختفاء قوات الأمن الفلسطينية من الشوارع -عند اقتحام جيش الاحتلال لمناطق تحت سيطرة السلطة- يتم بعد تحذير مسبق من قبل الجيش، وهذا الوضع في نظر الكثيرين غير محتمل، بحيث يحظر على رجال السلطة الذين تشيد بهم الدعاية الرسمية، الدفاع عن أبناء شعبهم إزاء هجمات الجيش الإسرائيلي".

ولفتت إلى أنه "بدلاً من دفاع الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن شعبها تقوم بمهاجمتهم، لذا يتزايد الامتعاض منها"، منوهة إلى أن "قوات الجيش الاسرائيلي قتلت الخميس الماضي 5 فلسطينيين، وفي كل الحالات، يبدو الفلسطينيون مقتنعين بأن الأمر يتعلق بعملية إعدام، في حين كان يمكن الاكتفاء باعتقالهم".

قمع التظاهرات
وفي ظل الاقتحام الكبير لقوات الاحتلال لمدن فلسطينية عدة في الأيام الماضية، أشارت "هآرتس"، إلى أن "رجال أمن السلطة لم يكونوا هناك، على الأقل ليس بزيهم وسلاحهم، وغيابهم كان سيعتبر طبيعياً، لولا أنهم قاموا بقمع أبناء شعبهم في عدة مناسبات بشكل عنيف لحرية التظاهر والتعبير".

وشهدت الضفة الغربية، عدداً من عمليات إطلاق النار خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، في حين قامت قوات الاحتلال الخميس الماضي، بتصفية أشرف نعالوة منفذ عملية إطلاق النار في مستوطنة "بركان"، وصالح البرغوثي منفذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة عوفرا برام الله، في اشتباكين مسلحين منفصلين مع قوات الاحتلال في كل من رام الله ونابلس بالضفة الغربية المحتلة.

ولم يمضِ وقت طويل على اغتيال نعالوة والبرغوثي، حتى وقعت عملية إطلاق مساء الخميس الماضي، أدت لمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين.