دير مدمّر في الموصل.(أرشيف)
دير مدمّر في الموصل.(أرشيف)
الأربعاء 19 ديسمبر 2018 / 11:33

مسيحيو العراق مهددون بالانقراض... داعش هو السبب

يدعو كينيث تيمرمان، مؤلف كتاب "بداية داعش: رواية عن الحرب العراقية"، القوات الأمريكية في العراق لحماية المسيحين من الانقراض، بعدما هاجر كثيرون منهم إثر غزو داعش لشمال العراق.

رحل عدد كبير من مسيحيي الشرق بعدما أجبر مئات الآلاف على ترك بيوتهم. كما قتل عدد كبير منهم، واستعبد واضطهد آخرون

وعندما اقتحم مقاتلو داعش دير الأب عفران في شمال العراق، في يونيو( حزيران) 2014 حاملين معهم بنادقهم وسكاكينهم، سارع وأخوته لحماية ممتلكاتهم.

مخطوطات
ولم تكن تلك الأشياء الثمينة قطعاً ذهبية ولا تحفاً، بل بعضاً من أقدم المخطوطات في العالم المسيحي. ولمدة شهرين، أسر الإرهابيون أولئك الرهبان، وناقشوا علناً ما إذا كانوا سيقتلونهم، أم لا، لرفضهم التخلي عن ديانتهم. لكن الأب عفران كان أكثر حرصاً على إنقاذ نصوص مسيحية قديمة من حرصه على نفسه.

وفي وقت ما، استطاع برفقة بعض من إخوته الهروب إلى قرية مجاورة، تحت جنح الظلام، حاملاً تحت عباءته أثمن المخطوطات القديمة. ولكن داعش اعتقله عند نقطة تفتيش، وأعاده إلى الدير. وهناك وضع خطة جريئة.

إنقاذ تراث ثمين
وقال الأب عفران: "بنينا، تحت سمعهم وبصرهم، جداراً وهمياً داخل غرفة صغيرة خالية من نوافذ، وملأنا براميل بكتب يعود تاريخ بعضها إلى القرن الرابع الميلادي. وقد استطعنا إنقاذ 750 كتاباً ومخطوطاً قديماً".

وأطلق داعش سراح الرهبان في 20 يوليو( تموز)، 2014، وبقي التنظيم في الدير لمدة عامين دون العثور على المخطوطات. ولكن كلما كان المقاتلون يجدون أيقونة مسيحية أو صليباً أو قبراً، كانوا يحطمونه أو يشوّهونه، وشمل ذلك ضريح القديس بينهام وساراه، وهما شهيدان عاشا قبل أكثر من 1600 سنة.

انتقادات

وبعد 15 عاماً، لم يعد معظم الأمريكيين مهتمين ببذل جهد لإحلال السلام والاستقرار في العراق. وكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقاده لدخول الرئيس الأسبق جورج بوش في حرب العراق، عام 2003، واصفاً إياها الحرب بأنها "أسوأ قرار اتخذه بوش".

ومع ذلك، للولايات المتحدة مصالح طويلة الأمد في العراق، إلى جانب إخلاء المنطقة من أسلحة دمار شامل، وفي مقدمها قضية أهملت حتى تاريخه، وهي ضمان وجود الأقلية المسيحية في العراق، والمسيحيين في الشرق عموماً، بحسب كاتب المقال.

ويشير كاتب المقال لتمسك أقليات مسيحية بمعتقدها طوال 1400 عام من الهيمنة الإسلامية، حيث ظلت أديرتها وكنائسها القديمة سليمة، إلى حد كبير، قبل وصول داعش. واليوم هناك في العراق حوالي 150 ألف مسيحي، يقيم معظمهم في شمال العراق، ويمثلون أقل من 10٪ من أبناء طائفة عاشوا بسلام حتى عام 2003. ولكن مذذاك، صار كل يوم جديد يقرب المسيحيين من خطر الانقراض في العراق.

أسوأ وضع

وقبل أيام، وصف كبير أساقفة كانتربري التهديدات اليومية بقتل مسيحيين بأنه أسوأ وضع منذ الغزوات المغولية للمنطقة في القرن الثالث عشر.

وكتب القس جوستين ويلبي في صحيفة "صاندي تيلغراف" البريطانية: "رحل عدد كبير من مسيحيي الشرق بعدما أجبر مئات الآلاف على ترك بيوتهم. كما قتل عدد كبير منهم، واستعبد واضطهد آخرون. وحتى من بقي منهم باتوا يتساءلون عن سبب بقائهم".