الأربعاء 19 ديسمبر 2018 / 11:00

صحف عربية: الخروقات الحوثية تهدد هدنة الحديدة

24 ـ معتز أحمد إبراهيم

كما كان متوقعاً، خرقت ميليشيا الحوثي الهدنة المتفق عليها في الحديدة، في الساعات الأولى من سريانها، حيث استمرت في قصف مواقع وسط المدينة بالمدفعية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، فمن المتوقع أن تصل لجنة الرقابة الدولية بقيادة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، إلى ميناء الحديدة، عقب التئام لجنة التنسيق اليمنية المشتركة، فيما كشفت مصادر عن خلافات داخل الحوثيين حول القبول باتفاق الحديدة واعتباره هزيمة للميليشيا.

خلافات حوثية
ولكن كيف تتفاعل القوى الحوثية على أرض الواقع مع اتفاق استوكهولم؟ مصدر مطلع مقرب من الحوثيين قال لصحيفة "الشرق الأوسط" إن التيار الحاكم بالحوثيين، الذي تتبع له غالبية قيادات الجبهات والأفراد ، يقف وراء الاختراقات التي حدثت منذ إعلان وقف إطلاق النار الثلاثاء الماضي وأنه يَعتبر الاتفاقية "هزيمة".

وكشف المصدر عن عدم توافق القوى الحوثية بشأن أتفاق استوكهولم، مشيراً إلى وجود خلافات بين قيادات الميليشيات الحوثية، خصوصاً بين جناحي أبو علي الحاكم، الرافض للاتفاق، ومهدي المشاط، رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى"، الذي يؤيدها.

وشدد على دقة هذه الخلافات خاصة مع قوة تيار المشاط، الذي يشكل الجسم التنظيمي للهيكل الإداري والثقافي للميليشيات ولديه قيادات قليلة في الجبهة، لكنه يمتلك القرار النهائي.

تأويلات الاتفاق
وقالت مصادر لصحيفة "العرب"، إن حدة المواجهات التي تلت دخول هدنة الحديدة بغرب اليمن تراجعت بصورة واضحة. ورصدت الصحيفة ما وصفته بمؤشرات على إمكانية تجدد الاشتباكات قبل شروع لجنة التنسيق الخاصة بإعادة الانتشار في ممارسة مهامها.

وتوقعت مصادر عسكرية تحدّثت للصحيفة، أن تلتئم اللجنة خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة في حال لم تستجد أي تطورات مفاجئة، كما أشارت مصادر سياسية للصحيفة أيضاً إلى وصول لجنة الرقابة الدولية بقيادة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، إلى ميناء الحديدة، عقب التئام لجنة التنسيق اليمنية المشتركة التي ستعمل على خفض مستوى التوتر العسكري والسياسي.

ووصف الباحث اليمني عزت مصطفى رئيس مركز فنار لبحوث السياسات، الإجراءات التي اتخذتها ميليشيا الحوثي في المناطق التي يفترض أن تنسحب منها، بأنها تضع العديد من التساؤلات عن الهدف من تعزيز الحوثيين للتحصينات في مناطق يفترض أنهم سيغادرونها، موضحاً أن هذا الأمر يهدد بفشل الهدنة في الحديدة، بالتزامن مع تصريحات رئيس وفد الحوثيين إلى السويد والتي تضمنت الدعوة لرفع الجاهزية القتالية داخل المدينة.

لا عهد للحوثيين
واعتبرت صحيفة "الوطن" الإماراتية في افتتاحيتها، أن "كل المؤشرات تبين أن المليشيات لا عهد لها، وفي كل فرصة يمكن أن تخرق الهدنة، فلن تتوان عن فعل ذلك وارتكاب المزيد من الانتهاكات والمجازر".

وأوضحت الصحيفة أنه "منذ الإعلان عن الاتفاق في السويد، عملت المليشيات على نهب المساعدات وقصف التجمعات المدنية السكنية، حتى موعد دخول التوافق حيز التنفيذ، وهو تأكيد أن المناورات العبثية ومحاولات الهروب إلى الأمام لا تزال تتواصل، وأن ما أعلنه الانقلابيون أعوان إيران كان رغماً عنه وأن ذلك قد تم بعد أن أذعنوا لحسابات الميدان التي رسمت نصر الحديدة النهائي وأكدت حق أهلها في العيش بعيداً عن سطوة مليشيات عميلة ترتهن لأجندات “الملالي” مهما كانت التبعات الكارثية على الشعب اليمني".

تبادل الأسرى
قضية الأسرى كانت بدورها مطروحة للنقاش بالصحف العربية، وكشفت مصادر أمنية وحقوقية يمنية لصحيفة "عكاظ" السعودية، أن مليشيا الحوثي نقلت عدداً من السجناء والمختطفين من سجن الأمن السياسي (الاستخبارات) في مدينة الحديدة إلى صنعاء أمس الثلاثاء.

وأفادت المصادر للصحيفة أن أكثر من 100 سجين ومختطف جرى نقلهم بسرية تامة إلى العاصمة، فيما لا يزال عدد من المختطفين في سجون سرية مستحدثة في عدد من الأحياء وسط المدينة، بينهم سجناء من جنسيات أخرى.

وقال المحامي عبدالرحمن برمان للصحيفة، إن مليشيا الحوثي قررت ودون موعد مسبق عقد جلسة لمحاكمة 25 مختطفاً بينهم 13 كانت النيابة قد أحالتهم سابقا لمحاكمة غير قانونية، لافتا إلى إحالة المختطفين للمحاكمة بعد أن قضوا بين عامين إلى ثلاثة في الاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب، في الوقت الذي كانت أسرهم تنتظر الإفراج عنهم وفقاً لاتفاقية السويد، وهو ما لم يتم إلى الآن.