مدرب مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو (رويترز)
مدرب مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو (رويترز)
الأربعاء 19 ديسمبر 2018 / 13:13

هل اقترب عهد مورينيو من النهاية؟

لأكثر من عقد ظل جوزيه مورينيو واحداً من المدربين القلائل في كرة القدم الذين تتبادر أسماؤهم إلى الأذهان دائماً عندما يكون هناك مكان شاغر لتدريب أحد أندية الصفوة في أوروبا، ولكن بعد عامين غير موفقين أمضاهما في مانشستر يونايتد ربما يكون المدرب البرتغالي خرج من هذه الدائرة الرفيعة.

وحتى وقت قريب كان يعتبر مورينيو واحداً من أبرز الأسماء في عالم التدريب وخطط اللعب، وكان وجوده يمثل قوة دفع قوية للفرق التي يدربها، وكان ينظر إليه على أنه صائد البطولات، بعد أن أحرز 20 لقباً كبيراً طوال مشواره التدريبي، منهم لقبان مع مانشستر يونايتد.

لكن كل هذا التاريخ يواجه الآن خطر النسيان بعد إخفاقه مع مانشستر يونايتد وشكواه بشكل دائم من لاعبيه.

ووصف مورينيو نفسه ذات مرة بأنه "مدرب استثنائي"، وتميزت مؤتمراته الصحافية باتهامات لمنافسيه بانهم يلعبون كرة قدم تنتمي للقرن 19 أو أنهم "متخصصون في الخسارة" وغير ذلك من التعبيرات، لكن مورينيو يبدو الآن أشبه برجل غاضب تقدم به العمر.

فها هو المدرب البرتغالي يغادر أولد ترافورد ويترك مانشستر يونايتد متأخراً بفارق 19 نقطة عن ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز.

كما كان يطبق طرقاً في اللعب تجاوزتها وتفوقت عليها فرق أخرى مثل مانشستر سيتي وليفربول.

ومن الصعب أن نتصور أن يكون اسم مورينيو جنباً إلى جنب مع مدربين آخرين مثل ماسيمليانو أليغري أو دييغو سيميوني أو توماس توخيل أو يورغن كلوب أو بيب غوارديولا أو ماوريسيو بوكيتينو أو ماوريسيو ساري في تدريب أحد فرق الصفوة في محطته التالية.

وبدت خطط مورينيو الدفاعية عفا عليها الزمن، مقارنة مع أسلوب بوكيتينو الذي يعتمد على الضغط المتقدم مع توتنهام هوتسبير، أو أسلوب يورغن كلوب الحماسي الذي منح ليفربول صدارة الدوري الإنجليزي، أو أسلوب ساري الذي يعتمد على تعويد اللاعبين على أسلوب معين في تناقل الكرة في تشيلسي، أو طريقة أليغري البارعة مع يوفنتوس.

وحتى إذا كان هناك فريق يسعى لتحقيق الفوز بأي ثمن فإن مدرب أتليتيكو ​​مدريد، سيميوني، سيكون هو المدرب المطلوب وليس مورينيو.

لهذا فإن هذا السؤال يطرح نفسه: أين سيحط مورينيو رحاله بعد ذلك؟.

وبإمكان المدرب البالغ من العمر 55 عاما أن يقتفي أثر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي أفسح لنفسه مكاناً جديداً.

فعندما أقيل أنشيلوتي من تدريب بايرن ميونخ بداية الموسم الماضي كان وضعه شبيهاً بمورينيو حالياً، خارج حسابات الأندية الأوروبية الكبرى رغم تاريخه في تدريب باريس سان جيرمان وتشيلسي وريال مدريد وميلان.

وانتقل أنشيلوتي من العملاق البافاري إلى تدريب نابولي الإيطالي حالياً، ونجح في إعادة اكتشاف نفسه مجدداً مع هذا الفريق الذي يتمتع بإمكانيات كبيرة وجمهور متحمس، لكنه لا يزال يحاول الانتقال من مرحلة تحدي الفرق الكبرى إلى مرحلة التتويج بالألقاب.

ولكن حتى لو سمح كبرياء مورينيو له بالانتقال إلى فريق خارج دائرة أندية الصفوة، فإنه سيواجه عقبات أخرى يلزم عليه تخطيها.

فأنشيلوتي يعرف بأنه واحد من المدربين المهذبين في كرة القدم وهو يجيد تحفيز لاعبيه بشكل كبير ويستطيع أن يتوافق مع ناديه وبإمكانه تطبيق سياسة المناوبة بين اللاعبين دون أن يجأر أحدهم بالشكوى.

أما مورينيو فهو على النقيض من ذلك وقطع كل الجسور بسبب انتقاداته العلنية للاعبين الشبان في يونايتد وخلافه مع لاعب الوسط بول بوجا المنضم للفريق مقابل 90 مليون جنيه إسترليني ناهيك عن انتقاداته الدائمة للحكام.

وربما يكون أول ما يجب على مورينيو القيام به هو أن ينال قسطاً من الراحة، ويمنح نفسه فرصة لالتقاط الأنفاس من كرة القدم التي يبدو أنه لم يعد يستمتع بها.

وستكون هذه في المقابل فرصة أن تنال كرة القدم استراحة منه.

بعدها يمكن أن يلجأ مورينيو إلى وكيله جورجي مينديز، وهو واحد من الشخصيات واسعة الاتصالات في مجال كرة القدم ليبحث له عن تحد جديد يخوضه.

وأحد أبزر البدائل أمام مورينيو هو العودة لتدريب ناديه السابق إنتر ميلان الإيطالي، الذي أصبح يتمتع بطموح كبير، في ظل الإدارة الصينية الجديدة، لتحدي هيمنة يوفنتوس على كرة القدم الإيطالية.

وتوج مورينيو مع إنتر بلقب دوري أبطال أوروبا ودوري الدرجة الأولى الإيطالي وكأس إيطاليا في 2010 خلال فترة عمله السابقة في النادي.

ومنذ رحيله تم تعيين 11 مدرباً لكن إنتر ميلان لم يحقق أي بطولة لمدة سبع سنوات.

وتبقى بقية الخيارات مفتوحة أمام مورينيو ومنها تدريب أحد المنتخبات الوطنية، رغم أن منتخب بلاده البرتغال يبدو منسجماً مع المدرب الحالي فيرناندو سانتوس، ومدد مهمته حتى بطولة أمم أوروبا 2020 على الأقل.

ويظل خيار الانحياز لإغراء المال والانتقال إلى الصين قائماً هو الآخر، ولا يزال مورينيو يحظى باحترام كبير في البرتغال رغم أن تدريب المنتخب ربما يكون أقل بكثير من طموحاته.