الجمعة 21 ديسمبر 2018 / 16:38

جيمس ماتيس.. رجل المواقف يختار التنحي

24- نيفين الحديدي

يغادر جيمس ماتيس، صاحب لقب "الكلب المجنون" و"الراهب المحارب"، منصبه كوزير لدفاع الولايات المتحدة بعد إعلانه عن استقالته، على خلفية قرار ترامب بسحب قواته بالكامل من سوريا، ليترك منصبه شاغراً لوزير دفاع آخر يحمل "فكراَ مسايراً" لأفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما قال، وذلك بعد خدمة عسكرية تمتد إلى أكثر من أربعين عاماً.

وأعلن ترامب في تغريدة على تويتر ترك ماتيس للمنصب، وقال: "سيتقاعد الجنرال جيم ماتيس في نهاية فبراير(شباط)، بعد أن خدم في إدارتي وزيراً للدفاع على مدى العامين الماضيين".

وأشاد ترامب بدور الوزير في حمل حلفاء واشنطن على المشاركة في تحمل أعباء النفقات الدفاعية لحلف الناتو.

وأعلن ماتيس عن اعتزامه الاستقالة في خطاب صريح لترامب تحدث فيه عن تزايد الشقاق بينهما، وينتقد ضمناً عدم اكتراث ترامب بأقرب حلفاء أمريكا.

ومن المؤكد أن يُحدث خبر الاستقالة صدمة بين حلفاء الولايات المتحدة العسكريين، الذين أربكهم بالفعل نهج ترامب إزاء الأمن العالمي، والذي يصفونه بأنه يصعب التكهن به ويسير في خط منفرد.

ومن المعروف عن ماتيس أنه كان يمثل عامل "تهدئة بالنسبة للكثيرين، وصوتاً للاستقرار في إدارة ترامب، فمن يكون جيمس ماتيس؟

من يكون؟
عمل وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، والملقب بـ"الكلب المجنون" أو "المسعور"، في قوات مشاة البحرية الأمريكية. وتدرج في المناصب حتى تقاعد عام 2013.



وبعد فوز ترامب في الانتخابات أعلن عن ترشيح ماتيس وزيراً للدفاع، وشغل منصبه في 20 يناير 2017.

وتمتد فترة خدمته العسكرية إلى أربعين سنة، إضافةً إلى توليه مهام شملت العراق وأفغانستان، وعمله كقائد للقيادة المركزية الأمريكية. كما عمل قائداً أعلى لحلف الناتو من 2007 وحتى 2009.

"الكلب المجنون"
واكتسب الجنرال لقب "الكلب المجنون" بسبب الكاريزما التي يتمتع بها، وأسلوبه "الفظ والقاسي" الذي اشتهر به بين عناصر قوات المارينز، وكذلك مشيته المختالة في الحروب، إذ انخرط في قوات المارينز بعمر 19 عاماً، وقاد العديد من المعارك والحروب، من حرب الخليج إلى اجتياح العراق في 2003، والمعركتين الأولى والثانية في الفلوجة، كما شارك في حرب أفغانستان.

وفي 2010 رشح ماتيس، وهو من ولاية واشنطن، رئيساً للقيادة الأمريكية العسكرية الوسطى.

ومنحه ذلك سلطة على القوات في العراق حيث ساعد على وضع مقاربة ضد التمرد هناك قبل أن يشرف على الانسحاب الأميركي من العراق، وكذلك في أفغانستان حيث نفذ عملية زيادة لعديد القوات.

كما منحه ذلك مسؤولية عن منطقة تشمل سوريا واليمن وإيران.



مواقفه السياسية
يدعم ماتيس حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو من معارضي الاستيطان بالضفة ويشبهه بأسلوب الفصل العنصري، وقد أشاد بآخر تصريحات جون كيري وزير الخارجية السابق بشأن عملية السلام.

وهو من معارضي سياسة التوسع الروسي العسكري، ويرى أن بوتين يسعى لكسر هيبة حلف الناتو.

وبخصوص إيران، يرى أنها من أكبر مهددي الأمن بالمنطقة بعد القاعدة وداعش، ويعتبر أن الاتفاق النووي مع إيران ناقص، وأن ما تحقق هو مجرد تعطيل للبرنامج النووي وليس إيقافاً نهائياً، وقد اختلف مع إدارة أوباما حول ذلك.

في المقابل، يشيد بالصداقة مع دول الخليج والأردن، ويدعم مد العمل الاستخباراتي العسكري مع السعودية ومصر والأردن.

ومنذ 2012 وجد أنه من الضروري تسليح المعارضة السورية.

التصريحات الملونة
ماتيس معروف بأنه غريب الأطوار، ولكنه موقر في الأوساط العسكرية، وهو معروف بخطابه، الذي يتضمن الشعارات مثل قوله: "لا يعرف المارينز كيفية تهجئة كلمة "الهزيمة".


ونقل عنه قوله أيضاً: "كن مؤدباً، كن مهنياً، ولكن لتكن لديك خطة لتقتل جميع من تقابلهم"، وهو ما دفع مجلة Politico إلى وصفه بـ"رجل التصريحات الملونة".

لقب ماتيس أيضاً بـ"الراهب المحارب"، وسبب هذه التسمية أنه لم يتزوج قط، حيث وهب حياته للعسكرية والقراءة والتثقف فيها.

قارئ نهم
يعرف عن الجنرال ماتيس أنه قارئ نهم، ويقال إن مكتبته الشخصية تحتوي على أكثر من 6000 مجلد. وعرف بعمقه في دراسة وتقصي الأمور العسكرية وشؤون الحروب.

وقد أصدر قائمة بالكتب التي يجب أن يقرأها عناصر مشاة البحرية الأمريكية تحت قيادته، وقال لهم إن أهم منطقة في المعركة هي المنطقة "التي تقع بين أذنيكم".

بعد أن تقاعد عن العسكرية في 2013 عمل ماتيس في معهد هوفر للأبحاث بجامعة ستانفورد، وتولى عضوية عدة مجالس إدارة بمجموعة شركات، بما في ذلك Defense contractor General Dynamics، وسبق أن وعد بالاستقالة من هذه المناصب إذا أصبح وزيراً للدفاع.

في عام 2016، شارك في تحرير كتاب "المحاربون والمواطنون: وجهات نظر أمريكية عن قواتنا العسكرية".

وفي 20 ديسمبر 2018، قدم ماتيس استقالته من منصب وزير الدفاع، والتي ستصبح سارية المفعول بنهاية فبراير 2019. وجاءت الاستقالة بعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا