الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير دفاعه المستقيل جيمس ماتيس (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير دفاعه المستقيل جيمس ماتيس (أرشيف)
الإثنين 24 ديسمبر 2018 / 12:56

بعد استقالة ماتيس...حلفاء واشنطن يخشون الأسوأ!

تساءلت لارا سِليغمان في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عما إذا كانت استقالة وزير الدفاع جايمس ماتيس ستحرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قيود صناعة القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية. فهو كان أحد آخر أعضاء حكومة ترامب المستعدين للوقوف في وجه رئيسهم، لذلك جعلت استقالته مجتمع الأمن القومي وحلفاء واشنطن يخشون الأسوأ.

كان قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مثلاً صارخاً آخر عن الخلافات في وجهات النظر بين الطرفين

يوصف ماتيس بشكل واسع النطاق بأنه "آخر راشد في الغرفة" وأنه صوت العقل في إدارة فوضوية.

وفي الأشهر الأولى في منصبه، نُظر إلى ماتيس على أنه أحد أكثر الأصوات المؤثرة داخل الحلقة الضيقة لترامب مع القدرة على تقييد أسوأ نزعات الرئيس الأمريكي.

في وقت مبكر، حقق ماتيس سلسلة نجاحات بعد زيادة مهمو في ميزانية وزارة الدفاع، وزيادة عدد الجنود في أفغانستان.

وبحسب تقارير، قاوم ماتيس نزعات ترامب بالدعوة إلى ضرب كوريا الشمالية، واغتيال الرئيس السوري بشار الأسد. والأهم من ذلك طمأن حلفاء الولايات المتحدة بدءاً من أوروبا، وصولاً إلى الشرق الأوسط، إذ منع ترامب من اتخاذ قرارات أكثر تطرفاً.

وفي رسالة استقالته، بدا وزير الدفاع منتقداً طريقة تعامل ترامب مع هذه الدول مشيراً إلى أن "قوتنا أننا أمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقوة نظامنا الفريد والشامل في التحالفات والشراكات".
  
تداعيات استقالة
يتحدث خبراء عن أن رحيل ماتيس ربما يعني المزيد من القرارات العشوائية التي يمكن أن تهمش حلفاء أمريكا مثل سحب الجيوش من كوريا الجنوبية، أوالانسحاب الأحادي الجانب من حلف شمال الأطلسي.

وهذا ما تقوله لورين شولمان، نائب مدير الدراسات في مركز الأمن الأميركي الجديد، إذ توقعت رؤية المزيد من "المواقف البغيضة" من الإدارة إن لم يكن المزيد من "القرارات الخطيرة" مثل الانسحاب من التحالفات.

وشجب أعضاء في الكونغرس أيضاً رحيل ماتيس وأمل البعض مثل شولمان أن يتدخل الكابيتول هيل  لمراقبة قرارات ترامب بالنيابة عن وزير الدفاع.

وأعرب السيناتور الديموقراطي والعضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بوب مينينديز عن قلقه من "عملية صناعة القرار الخطيرة والعشوائية" في يد ترامب.

وأضاف "في وقت تستمر فيه هذه الإدارة في الانهيار، فإن الاستقالة غير الطبيعية للوزير ماتيس، خسارة فادحة، ومؤشر حقيقي على أن أجندة السياسة الخارجية لترامب فشلت وتواصل الدوران التنازلي نحو الفوضى".

خسائر ماتيس
ورغم تأثيره الأساسي، خسر ماتيس المعارك ضد ترامب طوال أشهر. لقد تجاهل الرئيس الأمريكي بشكل متناسق نصيحة ماتيس عن عدد من القرارات المهمة، تاركاً وزارة الدفاع لتحصر الأضرار مع حلفاء الولايات المتحدة الخائفين.

وجاء قرار ترامب بالانسحاب من سوريا في وقت حساس، فترك الأكراد السوريين تحت رحمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. لكن وبغض النظر عن ذلك، كان ماتيس يدرس الاستقالة منذ أشهر كما قالت مصادر للفورين بوليسي. وكتب ماتيس بدايةً مسودة استقالة بعد أن ألغى ترامب تدريبات عسكرية مع كوريا الجنوبية وفقاً لمصدر مطلع.

وانزعج ماتيس من إصدار الرئيس أوامر لبناء قوة فضائية منفصلة على عكس نصيحته. يُضاف إلى ذلك استدعاء ترامب أخيراً رئيس هيئة الأركان مارك ميلي للحلول مكان الجنرال جوزف دانفورد رئيساً لهيئة الأركان المشتركة قبل أشهر من الموعد المحدد، ورغم تفضيل ماتيس المعلن لرئيس أركان سلاح الجو دايفد غولدفاين.

وكان قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مثالاً صارخاً آخر للخلافات في وجهات النظر بين الطرفين. لكن في نهاية المطاف، استقال ماتيس طوعاً حسب ما قاله مسؤول بارز في وزارة الدفاع للمجلة نفسها.

القائمة المختصرة للمرشحين
قالت دانا وايت، المتحدثة الرئيسية باسم البنتاغون إن ماتيس أبلغ فريقه بقراره بعد عودته من البيت الأبيض يوم الخميس في الخامسة مساء.

وسيكون 28 فبراير (شباط) المقبل آخر يوم لماتيس في وزارة الدفاع. وفقاً لمسؤول في الإدارة إن نائب وزير الدفاع باتريك شاناهان مرشح "جدي" لخلافة ماتيس، وهو ما حصل اليوم.

ويقول مصدر آخر على اطلاع بالقائمة المختصرة للمرشحين المحتملين، إن شاناهان والرئيس يتفقان، كما أن الأول لا يتمتع بخلفية أيديولوجية.

 لكن اللفتنانت كولونيل جوزف بوتشينو، المتحدث باسم شاناهان، رفض التعليق على ما إذا كان الأخير مرشحاً لهذا المنصب مشيراً إلى أنه "يبقى فقط مركزاً على تنفيذ استراتيجية الدفاع القومي".

يضيف مصدران أن هنالك مرشحاً بارزاً آخر وهو ديفيد ماكورميك خريج الأكاديمية العسكرية ومن قدماء المحاربين، والناشط في الدوائر الاجتماعية نفسها لإيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنير.
 
وماكورميك هو أيضاً خطيب دينا باول، النائبة السابقة لمستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية، إلى جانب مدير ترامب للاستخبارات القومية دان كوتس، ورئيس إحدى اللجان الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ طوم كوتون، ووزير البحرية الأمريكية ريتشارد سبنسر، المرشحين أيضاً للمنصب وفق المصدر الثاني.