أكراد سوريون يتظاهرون ضد تركيا (أرشيف)
أكراد سوريون يتظاهرون ضد تركيا (أرشيف)
الإثنين 24 ديسمبر 2018 / 12:21

أكراد سوريا... بين سندان الأسد ومطرقة أردوغان

24- زياد الأشقر

عن وضع أكراد سوريا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بسحب كامل القوات الأمريكية من البلاد، كتبت إليزابيث تسوركوف في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن القرار فاجأ الأكراد وجعلهم يشعرون بخيبة أمل بعدما كانوا يعتمدون على الدعم الأمريكي في المنطقة. ولكن ليس الأكراد وحدهم أصيبوا بالخيبة.

الحكم الذاتي الكردي كان بعيداً عن الديمقراطية، لكنها المرة الأولى في عقود، يمنح الأكراد الفرصة لتعلم لغتهم والتحدث بها علناً والاحتفال بأعيادهم

 وقالت إن مسؤولاً بارزاً في حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يسيطر على المنطقة عبر ميليشياته، تحدث إلى "هآرتس" من منزله في القامشلي في شمال شرق سوريا قرب الحدود مع تركيا، مؤكداً أن القرار فاجأ الجميع، بمن فيهم القوات الأمريكية.

وأوضح أن "المسؤولين الأمريكيين العسكريين يقيمون علاقات ممتازة" مع المقاتلين الأكراد "ووقفوا جنباً إلى جنب حتى هذه اللحظة في الميدان ضد داعش". وأضاف أنه "لا يعرف متى سينفذ الانسحاب. ومنذ يومين وصلت شحنة مساعدات دولية في سياق القتال ضد داعش". وأكد ناشطون وصحافيون، في شمال شرق سوريا دخول شاحنات ذخيرة من العراق إلى سوريا.

مكالمة بين ترامب وأردوغان

وأوضحت تسوركوف أن القرار الأمريكي أتى بعد مكالمة هاتفية بين ترامب وأردوغان. وتعارض تركيا بشدة الدعم الأمريكي لميليشات حزب الاتحاد الوطني الكردي، النسخة السورية من حزب العمال الكردستاني في تركيا.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، أرسلت تركيا آلاف المقاتلين الأتراك، وثواراً عرباً تحت إشرافها إلى الحدود التركية السورية. وتهدد أنقرة بغزو المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، لتأمين حدودها.

بين تركيا وبشار
ونقلت تسوركوف عن سكان في شمال شرق سوريا مخاوفهم من أمرين بعد الانسحاب: أن تغزو تركيا المنطقة، أو أن يسيطر عليها نظام بشار الأسد.

وعبر صحافي كردي يدعى عقيد، يعيش في مدينة الحسكة، عن قلق معظم الأكراد من الوقوع بين المطرقة والسندان. فمن جهة هناك التهديد بعودة النظام السوري إلى المنطقة الكردية، ومن جهة أخرى هناك تهديد باجتياح الجيش التركي.

وقال عقيد: "لا فرق بين الجهتين، في الحالتين نواجه خطراً حقيقياً. الناس خائفون حتى الموت. إنهم يخشون فقدان الأمن وتهديدات داهمة".

اجتياح تركي
وأشارت الكاتبة إلى أن القلق من اجتياح تركي نابع في جزء منه من منطقة عفرين في شمال شرق سوريا، التي سيطرت عليها تركيا بمساعدة الثوار السوريين في مارس (آذار) 2018. ومنذ الإجتياح التركي للمنطقة التي كانت تحت سيطرة ميليشيات حزب الاتحاد الوطني، تعرضت إلى تغيير ديموغرافي، وانتقل سكان عرب من المناطق التي استسلمت فيها المعارضة السورية إلى منازل الأكراد الذين فروا من عفرين في الاجتياح التركي. ونهبت الفصائل السورية الموالية لتركيا، عفرين وتستمر في سرقة السكان وإذلالهم.

 حلم الأكراد
وخلصت كاتبة المقال إلى أنه إذا غزت تركيا المنطقة الكردية أو استعادها نظام الأسد، فإن حلم الأكراد بالحكم ذاتي سينتهى. إن الحكم الذاتي الكردي كان بعيداً عن الديمقراطية، لكنها المرة الأولى منذ عقود، يحصل فيها الأكراد على فرصة تعلم لغتهم والتحدث بها علناً والاحتفال بأعيادهم.

ولكن الانسحاب الأمريكي قضى على الآمال في حصول الاتحاد الوطني الكردي على تنازلات بالحد الأدنى من نظام الأسد، الذي يعلم أن كل ما عليه فعله الآن، هو انتظار الانسحاب الأمريكي.